بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الحمدلله الخالق البارئ ..والصلاة والسلام على الرسول المهتدى ..والنبي المجتبى ..وعلى اله وصحبه اولى الهدى ..ومن لهديه وشرعه اقتفى.. الى يوم الدين.. بادئ ذي بدء هذه الكلمات انما هي عتاب نفس اردت ان انقله اليكم ..لعل الله ان يكتب فيه خيرا كثيرا ...وينفع به اخوة احببتم فيه وله.. كلامي ... عن طموحاتنا .. عن حاضرنا الى ماذا يؤدي؟؟! عن مستقبلنا ماذا يخبيء ؟؟! كثير نحن مانفكر في المستقبل .. خصوصا من كان في بداية شبابه .. ماهي امانينا ؟.. ولماذا نسعى؟ ..ماذا نريد من الحياة؟ ... في الواقع .. كل هذه الاسئلة المترادفة .. اجاباتها متطابقة .. انا الشاب حلمي بــ (سيارة >> وظيفة >> بيت >> زوجة >>ابناء >> ازيد رصيدي بالبنك ) هي الفتاة حلمها ( وظيفة "احيانا" >> فارس احلام يحقق الرغبات>> أولاد ) ماذا بعد ذلك ؟؟! لا شيء ... نظل نجمع بالمال.. ونزيد في الأولاد .. حتى نوسد التراب.. أإلى هذه الدرجة حياتنا لاقيمة لها لدينا ؟؟! أإلى هذا الحد بلغ منا التخاذل والهوان ؟؟! تفكروا فيمن كان قبلكم !! كانوا كحالنا هذه اناس وشعوووووب كثيرة .. متفرقة .. في كل حدب وصوب .. اين ذهبوا ؟؟! الى التراب .. لكن لاازال منهم احياء ... نعم لازال ممن تحت التراب اناس احياء ... انظروا الى خير البرية محمد -صلى الله عليه وسلم-.. التحق بالرفيق الأعلى قبل 1400سنة لكن لازال حياء بدينه وماقدمه للبشرية .. انظروا الى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لحقت بزوجها وحبيبها منذ زمن بعيد .. وعهد مديد..لكنها لازالت حية بحديثها الذي روته وبعلمها الذي علمته.. انظروا الى البخاري.. ووري جثمانه الثرى لكنه لازال حياء بكتابه .. انظروا الى ابن حنبل .. تحت جنادل التراب مدسوسا لكنه لازال حيا بفقه .. انظروا الى الخليل بن احمد .. يقولون انه مات لكن الواقع انه حي بلغته ... انظروا الى محمد بن عبدالوهاب.. وضع في حفرته ..لكنه لازال حيا بدعوته.. انظروا الى عبدالعزيز .. ترك الدنيا .. ولكنه لازال حيا بدولته .. انظروا الى ابن باز وابن عثيمين .. يقال انهم توفوا لكنهم لازالوا احياء بعلمهم.. اولــــئك أناس استحقوا الحياة ... لما قدموه .. فهم ليسوا اموات بل احياء .. اولئك اناس جاهدوا كلٌ في مجاله .. عندما تخاذل الناس.. تزوجوا كغيرهم .. اكلوا وشربوا كغيرهم .. لكنهم لم يموتوا كغيرهم ... حبيبي -صلى الله عليه وسلم- وجد الناس في جاهلية عظمى ( دينيه - اخلاقيه - علمية ) فنهض بأهــله حتى اصبح العرب اعزة بعد ذل..انشئ دولة ..وجمع من حوله .. كانوا اشتاتا فوحدهم .. كانوا اعداء فحببهم .. عنده تجف أحبار الدنيا دون ان تسطر ربع مافعل فصلى الله عليه وسلم ماسجد وساجد.. وسبح مسبح .. عائشة -رضي الله عنها وعن ابيها- لم تقل انا صغيره سن و اريد ان استمتع بحياتي خيرها الله بين متعة الحياة الدنيا وزينتها وبين الصبر مع رسول الله فاختارت الصبر .. اتهمت في عرضها ولم تجزع فبرئها ربها من فوق سبع سموات .. روت كثيرا من الاحاديث واخذ نصف علم الامة منها .. البخاري - رحمه الله- عندما التهى الناس بالجواري التحق هو بركبان المسافرين طلبا للحديث تلو الحديث ..باحثا عن الثقة .. متقربا لربه بركعتين قبل ان يكتب اي حديث.. ابن حنبل -رحمه الله- عندما انغمسوا اهل عصره في الشهوات انفرد هو بالتفقه في دينه .. فتن في دينه وسجن وعذب ليقول بخلق القران ..لكنه صبر وصابر..من اجل دينه .. حتى اصبح امام اهل السنة والجماعة .. الخليل ابن احمد .. انشغل غيره بملهيات الحياة وانشغل هو بالعلم حتى اصبح علمها المشهور .. دعا ربه فاكرمه بعلم لم يسبقه اليه احد (العروض) ... ابن عبدالوهاب -رحمه الله - عندما وجد اهل زمانه قدسوا الاوثان و عبدوا الاصنام .. تعلم هو القران وحفظه قبل ان يتجاوز العاشره .. تلقى العلم على مشائخ كبار.. ثم لم يصمت ويقل نفسي نفسي.. بل نشر دعوته ..فحورب وطرد .. وهددت مصالح عائلته .. ولم ييأس واستمر واحتسب.. فنال وظفر.. فرحمك الله ياسمي رسول الله .. عبدالعزيز ال سعود - رحمه الله - دارت الايام على اهله و ذويه .. طرد من ديار جده وابيه .. لكنه لم ييأس ولم يستسلم .. لينهض ابن العشرين ويرد ارض اجداده .. ويقيم حكم الاسلام فيها .. عبدالعزيز بن باز ... محمد بن عثيمين .. لايكاد يذكر احدهم الا والاخر على البال .. كانهم توئمين .. وهم كذلك والله في القلب.. محبتهم مقذوفة في القلوب قذفا .. عندما تتذكرهم ترق العيون .. وتضطرب الجفون .. هذا كله لانهم.. عندما انشغل غيرهم بالتلفاز والشهرة والمال والملهيات ... انشغلوا بالعلم حتى اصبحوا علماء عصرهم .. بكتبهم التي تملأ المكتبات .. وباشرطتهم المنتشره بالتسجيلات .. لم يمنعهم عمى او سرطان .. كانوا عباد مخليصين لربهم منيبين .. اذا رأيتهم تستمتع بنور وجوههم وعذب كلامهم وبسمة ثغورهم.. والله لم املك حروفي ان انثرها واستمتع عندما اتذكر أولئك الناس .. الذين استحقوا الحياة فعلا ... اقسم لكم ان الكتابة عنهم لها لذة خاصة .. ولولا خشية الاطالة لكتبت عنهم ولن افيهم حقهم ولا عشر عشره .. اولئك الذين سبقوا ... كانوا في عصور مختلفة متفرقة .. هل كانوا لوحدهم افرادا في ازمانهم لنتذكرهم وننسى غيرهم ؟؟! هل لديهم سحر يمكنهم من ان يبقوا احياء في كل عصر وحين ؟؟! في الحقيقة .. هم لم ينفردوا بطعام و شراب ومتعة ذلك الزمان لوحدهم بل شاركهم فيها غثاء كثير كغثاء السيل...لكنهم انفردوا بابداع ذلك الزمان ولم يشاركهم فيه الا من كان مبدعا مخلصا مثلهم .. هم خدموا دينهم وشعوبهم .. فابقى الله ذكراهم ..بفضله و منه سبحانه .. اولئك ناس ذهبوا .. ولنا فيهم عبرة ... بقي نحن ... من اي الطائفتين سنكون ... هل نحن ممن يستحق الحياة ؟؟! هل نحن ممن سيبقي التاريخ ذكراه ؟؟! بعد ان تدور رحى الايام ..هل هناك من سيتذكرنا ويقول - رحمهم الله -؟؟! نحن من نقرر ذلك .. في الحياة طريقين .. طريق راحة ثم موت .. وطريق نجاح ولذة و حياة لاتفوت... فأي الطريقين سنختار ونسلك ؟؟! واي النظريتين سنطبق ؟؟! هل سنستمتع بحياتنا ونتذوق لذة النجاح ؟؟! ام سنبقى في ملل وطفش وزهق ومرحلة البحث عن الافراح في ديار الاتراح ؟؟! ان قررت الراحة
فغادر .. فليس لك حاجة ببقية حروفي.... اما ان قررت ان تكون من اهل النجاح
- ولعلك تكون - فالان توكل على الله و اسأل نفسك .. *في اي مجال أخدم ديني ووطني وأهلي؟؟! *من أين أبدأ ؟؟!وكيف؟؟! *ماذا احتاج لابدع ؟؟! *كيف استمر واواصل دون كلل وملل ؟؟! تذكر دائما .. ان للاجازة لذة اذا كانت بعد دوام وعمل .. وان الفراغ نكبة لكل عاطل وهمل .. تذكر دائما .. ان اجمل النوم يأتي بعد تعب .. والذ الماء يأتي على عطش.. تذكر دائما .. انا فرد في هذا العالم ان لم اضف له ..فأنا عبء عليه .. تذكر دائما .. الف ميل تبدء بخطوة .. قبل الوداع لاتنسوا .. -قال تعالى(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ونبيه والمؤمنون) -قال صلى اله عليه وسلم (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) -قال عبدالله ابن الامام أحمد بن حنبل له .. ياأبتاه ..متى الراحة؟ ..فأجاب ..في الجنة .. - اخيرا لا اخرا ..أتمنى الاستماع لــ شريط الدكتور عائض القرني محاضرة بعنوان ( همم ) شريط شيق وماتع ومفيد ..>>اضغط هنا<<
هذا واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
كتبه .. أخوكم / عبدالعزيز-جدة الأربعاء / 9 ذو القعدة 1427هـ علماً بأن حقوق الطبع والنسخ محفوظة لكل مسلم بشرط الدعاء لكاتب وناقل وقارئ هذا الموضوع ... 