مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 27/11/2006, 04:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ iq1399
iq1399 iq1399 غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 19/12/2004
المكان: رياض القلب
مشاركات: 3,780


لم أتوقع يوماً أن أتبنى رأياً يقضي بأن على من يقرأ كتاباً للدكتور غازي القصيبي أن يستعيذ بالله من شياطين الإنس والجن، حتى أنهيت خلال الصيف قراءة "جِنِّيَّة" غازي، وأعني بذلك روايته الأخيرة التي أصر على وصفها في طرة الغلاف الأول ب "حكاية"، مراعاة للنقّاد، أو مناكفة لهم، لا فرق، فمباراة الدكتور غازي مع النقّاد، تذكرني بمباريات كأس العالم عندما كان التلفزيون بالأبيض والأسود، ولا أدري هل كان قانون كرة القدم حينها يحتسب كل ضربة ركنية ربع هدف، أو أنه يعتبر اصطدام الكرة بالقائم أو العارضة نصف هدف، لكن الأكيد أن قذف الكرة إلى خارج محيط الملعب، لا يؤدي إلى ضربة جزاء كما هي قوانين لعب الصغار في الأزقة وأحوشة المنازل.

استمتعت كثيراً بقراءة الرواية، وبما فيها من مزج بين البحث والحكاية، وصادقت بطل الرواية ضاري الضبيّع الشهير بثلاثة ضادات، واحسب أن ضاري لو حصل على لوحة سيارة كما قدم نفسه لنا بأنه ض ض ض لأوقفه معظم شباب البلاد، سائلين: تبيع اللوحة يا الحبيب!
اعتقد أن أهم معيار لنجاح الرواية بالنسبة لي كقارئ من عامة خلق الله القراء، هو التشويق، واستطاعتي أن أكمل صفحات الرواية دون ضجر، أو استطاعة حروفها أن تبقيني متطلباً لتفاصيل المقبل من الصفحات، هو لب النجاح، ولا يهمني بعد ذلك ما يقوله النقاد، مع احترامي الشديد لرغبتي البسيطة في التعلق بالأشياء غير الخارقة، وإن تعارضت هذه الرغبة مع رأي المختصين.
ولعلي أؤكد بما سبق المقولة المغربية الشهيرة التي عرّفنا بها الكاتب من خلال ما فعله ضاري الضبيّع بعد زواجه من زميلته آبي: "ما لا تعرفه لا يضرك".
يكفينا من الدكتور القصيبي أنه لا زال يمارس الإنتاج تلو الإنتاج، وإن تواصلت مناكفاته الودية مع النقاد، بالرغم من تقادم سني عمره العامر، وتراكم مسؤولياته خارج حقل الكتابة. فقط أريد أن أنصح من يريد أن يقرأ (الجنيّة) القصيبية، بأن لا يفعل ذلك إلا جهاراً بين أمواج من البشر ما استطاع، على أن تكون الشمس في رابعة النهار، وأن يحتفظ بما يمكنه من ريقه لينفث قبل كل صفحة عن يساره ثلاثاً!

تركي الدخيل
اضافة رد مع اقتباس