مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 07/11/2006, 12:01 AM
waleed222 waleed222 غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 29/04/2002
مشاركات: 67
يا جماهير الزعيم انتم الزعماء لاتردوا الاساءة بالاساءة . انتم الافضل باختصار

قال الله تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يَكُنَّ خيراً منهنَّ ولا تَلْمِزوا أنفُسَكُم ولا تنابَزوا بالألقابِ بئْسَ الاسْمُ الفسوقُ بعد الإيمانِ ومن لم يتُبْ فأولئك همُ الظَّالمون(11)}

ومضات:

ـ نهى الله تعالى المؤمنين عن السخرية من الآخرين مهما كانت صفاتهم وأوضاعهم، فلعلَّ مَن يُسخَر منه ويُنظَر إليه نظرة احتقار واستخفاف؛ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من الساخر الَّذي يعتقد بنفسه الكمال، ويرمي أخاه بالنقص ويعيِّره.

ـ نهى الله تعالى المؤمنين عن تبادل الشتائم، والتهاتر بالألفاظ القبيحة، لأن ذلك يوقع البغضاء بينهم، ويتجه بهم إلى منزلقات الجاهلية.

ـ من لم يستجب لله ويبتعد عن احتقار الناس وإيذائهم فقد ظلم نفسه، ومن لبس ثوب الظلم فقد هيَّأ نفسه لانتقام الله الَّذي يستحقُّه حقاً وعدلاً.

مادَّة السخرية لا تنبعث إلا من نفس ملوَّثة بجراثيم العُجْبِ والتكبُّر، فهي تعمل على إيذاء من حولها بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في أعماقها المريضة. لقد استهان إبليس بآدم وسخر منه قائلاً: أنا خير منه، فباء بالخسارة والخذلان، ولو أنه أمعن النظر في صفات آدم لأدرك أنه يمتاز عليه بصفات كثيرة،
إن سخرية الإنسان من أخيه الإنسان معول فعَّال يسعى حثيثاً في تهديم العلاقات الإنسانية، وتمزيق الأُخوَّة الإيمانيَّة شرَّ مُمزَّق، حيث يستعلي المرء بماله، أو حسبه، أو جاهه مفاخرة ومباهاة وتحقيراً للآخرين، دون أن يدرك إمكانية تفوُّقهم عليه بمواصفات لا تتوافر فيه، وهذه كلُّها أسلحة إبليس يضعها بين أيدي الخلائق ليفرِّق بينهم، وليزرع العداوة والبغضاء في قلوبهم.

والقرآن يهتف بالمؤمنين أن لا يسخر بعضهم من بعض، فلعلَّ الَّذي يسخرون منه هو عند الله تعالى خيرٌ منهم، وأن لا يسخر نساءٌ من نساءٍ فلعلهنَّ خيرٌ منهن في ميزان الله، فقد روى الحاكم وأبو نُعيم في الحُلية عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رُبَّ أشعث أغبر ذي طِمرين ـ الثوب الخَلِق البالي ـ تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبرَّه». وفي التعبير إيحاء خفي بأن القيم الظاهرة الَّتي يراها الرجال في أنفسهم، وتراها النساء في أنفسهن ليست هي القيم الحقيقية الَّتي يُقَيَّمُ بها الناس، فهناك قيم أخرى، قد تكون خافية عليهم، لا يعلمها إلا الله، فقد يسخر الغنيُّ من الفقير، والقويُّ من الضعيف، والذكيُّ من الساذج، والولود من العقيم، وقد تسخر الجميلة من القبيحة، بناءً على المقاييس الأرضية الَّتي تخطئ وتصيب في إصدار الأحكام، لكنَّ ميزان الله الثابت العادل لا يرفع ولا يخفض، ولا يقدِّم ولا يؤخِّر إلا على أساس الإيمان والعمل الصالح، وكلُّ ما سوى هذين المعيارين باطل مرفوض. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» وفي هذا إيماء يصرف المرء عن مدح أحد أو الانتقاص منه بما يرى عليه من ظواهر الأعمال.

إن القرآن الكريم يُذَكِّر الَّذين آمنوا بأنهم وحدة متماسكة كنفس واحدة فيقول: {ولا تلمِزوا أنفسَكُم} فإذا عاب غيره من المؤمنين فكأنما يعيب نفسه، واللمز هو العيب، ومن اللمز التنابز بالألقاب الَّتي يكرهها أصحابها، ويُحِسُّون بأن إطلاقها عليهم ما هو إلا من قبيل السخرية والعيب، ومن حقِّ المؤمن على المؤمن ألا يناديه بلقب يكرهه ويُزري به، وقد غيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء وألقاباً كانت في الجاهلية لأصحابها، لأنه وجد فيها ما يُزري بأصحابها. أمَّا الألقاب الَّتي تُكسِبُ حمداً أو مدحاً فلا تُكره، فقد أُطلقَ على أبي بكر (الصدِّيق) وعلى عمر (الفاروق) وعلى عثمان (ذي النُّورَين) وعلى علي (المرتضى) وعلى خالد (سيف الله). ثمَّ تحذِّر الآية المؤمنين من فقدان صفة الإيمان باستخدام ألفاظ الفسق والفجور، لأن في ذلك ارتداداً إلى الجاهلية، لذا فإن من لم يتب عن نبزه أخاه بما نهى الله عنه من الألقاب، أو لمزه إيَّاه أو السخرية منه، فقد ظلم نفسه وأكسبها عقاب الله بعصيانه إيَّاه.

والخلاصة: إن الآية الكريمة تشير إلى ضرورة تجنُّب أمور ثلاثة فيها كلُّ الإساءة إلى المجتمع الإيماني؛ وهي السخرية، واللمز، والنَّبْز. فالسخرية هي أن ينظر الإنسان إلى أخيه بازدراء ويسقطه عن درجته، واللمز هو ذِكر ما في الرجل من عيب في حضوره أو في غيبته، والنَّبْز هو أن يضيف إليه وصفاً يوجب بُغضه والحطَّ من منزلته، وبذلك يضع الإسلام قواعد اللياقة الاجتماعية والأدب النفسي للتعامل في المجتمع الإنساني الفاضل الكريم

يا جماهير الزعيم انتم الزعماء لاتردوا الاساءة بالاساءة . انتم الافضل باختصار
لتبقى منتديات الهلال نبراس في عالم المنتديات انشروا صورة عن الجمهور الهلالي الذواق وقبل كل شئ المتمسك بتعاليم دينه ولا تنجرفوا في التيار .
اهتموا بناديكم واسف على الاطالة
اضافة رد مع اقتباس