إلى متى يا اتحاد؟
بندر الشهري
لم يخيب دربي المملكة آمال وعشاق الإثارة والمتعة من خلال مباريات الدوري السعودي الذين توقع الكثير منهم ألا ترتقي القمة للمستوى المطلوب نظرا لفترة التوقف وخاصة من الجانب الهلالي والعودة بعد إجازة العيد السعيد التي تكثر فيها الحلوى والمناسبات الاجتماعية التي تؤثر ولا شك في مستوى أداء اللاعبين إذا لم يتنبهوا إلى ذلك.
لكن "كلاسيكو" المملكة جاء على العكس تماما مثيرا ممتعا ومشوقا خاصة من الجانب الأزرق الذي تلاعب فيه نجومه بالفريق الأصفر وقدموا لجماهيرهم الغفيرة في اللقاء لوحات واستعراضات في غاية الدقة والجمال استمتع بها كل من شاهد اللقاء، ولن أبالغ لو قلت إن الاتحاد وبإضاعة الهلال ضربة جزاء وإلغاء هدف صحيح وتصدي القائم والعارضة لكرات مؤكدة وبالسيطرة شبه المطلقة نجا من خسارة تاريخية يدركها كل اتحادي واقعي.

* يا ترى إلى متى والفريق الاتحادي يتعامل بهذه الخشونة الكبيرة والانبراشات الخطيرة جدا والضرب المتعمد بكرة وبدون كرة خاصة في المباريات التي يكون الهلال طرفا فيها؟ شاهدنا الدوخي يُطرد بعد دهسه لاعب الهلال قوادو متعمدا ومع هذا يخرج حمد الصنيع في تصريح فضائي ويقول إنه لم يشاهد الحادثة ولا يمكنه الحكم عليها رغم أنها وقعت أمام عينيه مباشرة.
الغريب أن الدوخي فعلها قبل طرده بدقائق مع خالد عزيز ولم ينتبه إليها خليل جلال، كما شاهدنا محترف الاتحاد كيتا يفعل ذلك مع الشلهوب ولم يحصل على كرت أصفر رغم استحقاقه الأكيد للكرت الأحمر خاصة وقد تعمد إيذاء نجم المباراة الأول محمد الشلهوب.
* بدأت تظهر جليا بصمات مدرب الهلال البرتغالي بيسيرو خاصة في اللقاء الأخير أمام الاتحاد، حيث شاهدنا لمسات المدرب على طريقة أداء الفريق الأزرق كما عزز ذلك بالتغييرات التي أسهمت في قلب نتيجة المباراة وهو ما يفرض استمرار المدرب مع الفريق إلى نهاية الموسم بعد أن كان قريبا من الرحيل قبل المباراة وهو عيب كبير في جميع الأندية السعودية باستعجال الحكم على المدربين وعدم إعطائهم الفرصة كاملة لإظهار إمكاناتهم. وعلى الجانب الآخر، أكد مدرب الاتحاد تخبطه الشديد وعدم قدرته حتى الآن على إعادة الاتحاد إلى وضعه الطبيعي.
* محترف الهلال قوادو قدم أداء طيبا توّجه بتسجيل هدف التعادل للفريق مما يعني أن التفريط بهذا اللاعب هو ما يتردد داخل البيت الأزرق خطأ فادح جدا ولا سيما مع الغموض الحاصل في إصابات طارق التائب!. أما في الجانب الاتحاد فقد ظهر بورجيتي المكسيكي بمستوى مخيب لآمال جماهير الاتحاد بل من الظلم بقاء حمزة إدريس على مقاعد الاحتياط على حساب مشاركة بورجيتي، أما كيتا فقد كان نشيطا ولم يفسد مستواه إلا خشونته الزائدة.

* خليل جلال لم يوفق كثيرا في إدارة اللقاء فقد فات عليه طرد كيتا محترف الاتحاد كما ألغى هدفا صحيحا لنواف التمياط وأخطأ في طرد المنتشري لعدم صحة ذلك. ومع ذلك لا نطالب بوقفه كما يردد البعض بل نطالبه بالاستفادة من أخطائه وعدم تكرارها.
* أحمد الدوخي من خلال لقاءين لعبهما حتى الآن أمام فريق السابق الهلال أسهم مساهمة كبيرة وغير متعمدة بالطبع في خسارة الاتحاد وفوز الهلال، ففي المربع الذهبي العام الماضي أهدى الكرة للشلهوب ليحرز منها هدف الفوز الهلالي والتأهل إلى النهائي وخروج الاتحاد في اللقاء الدوري الأخير أسهم في طرد اللاعب ومن نهاية الشوط الأول في الضغط على أعصاب لاعبي فريقه وخسارتهم اللقاء.
* جماهير الهلال حضرت بكثافة وآزرت فريقها ورفعت معنويات لاعبيها، كما حصل مع ياسر بعد إضافة ضربة الجزاء حتى تحقق الفوز لكنها ارتكبت خطأ فادحا من خلال ترديد بعض العبارات غير اللائقة ضد لاعبي الاتحاد وهو سلوك مرفوض تماما.
* مطالبة الإعلام الاتحادي بإيقاع أقسى العقوبات بحق الهلال وجماهيره بعد ترديدها عبارات مسيئة في المباراة ورغم كون ذلك إثارة ومحاكاة للإعلام الأوروبي المناهض للعبارات العنصرية وليس حرصا على نفسيات اللاعبين رغم رفضنا الشديد لمثل هذه العبارات وغيرها، إلا أن ما يخرج من مدرجات الأندية أقسى وأقذع فأين هؤلاء من عبارات مقابلة في حق الهلال طوال السنوات الماضية؟