مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/10/2006, 02:37 AM
دلوع امه دلوع امه غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/09/2005
مشاركات: 389
عاهد الله أن يهجر فلاناً

السؤال


س/ما الحكم إذا عاهدت الله ألا أفعل هذا الشيء ثم فعلته؛ أي أنني قلت اللهم إني أعاهدك ألا أتكلم مع هذا الشخص وكلمته. مع العلم أنني كلمته من أجل أن أطلب منه ألا يكلمني مجددا؟.




الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقبل الجواب يحسن التنبيه على مسألتين :
المسألة الأولى: يحرم هجر المسلم أكثر من ثلاثة أيام لغير مصلحة شرعية. قال صلى الله عليه وسلم "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام" رواه البخاري و مسلم، و عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" رواه أبو داود، و عن عائشة –رضي الله عنها– أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة، فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرار كل ذلك لا ير د عليه فقد باء بإثمه" رواه أبو داود وعن أبي خراش السلمي –رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه" رواه أبو داود.
وقال ابن عبد البر رحمه الله: "أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث إلا أن يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان كذلك رخص له في مجانبته، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية" منقول عن طرح التثريب للعراقي (8 / 99).
وإليك مقتطفات نفيسة للعلامة ابن عثيمين في مسألة الهجر قال رحمه الله "ومن المعلوم أن المسلم لا يخرج عن الإسلام بالمعاصي –وإن عظمت- ما لم تكن كفراً.
وعلى هذا فلا يحل هجر أصحاب المعاصي إلا أن تكون في هجرهم مصلحة بإقلاعهم عنها وردع غيرهم عنها...- وأما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم، ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان. فلا تكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم. وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء، أو كان فيه إشفاء
عبد الله بن علي الريمي
ماجستير من كلية الشريعة من جامعة الإمام
اضافة رد مع اقتباس