مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 12/10/2006, 05:29 AM
هلالي 25 هلالي 25 غير متواجد حالياً
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/11/2005
المكان: نادي الهلال
مشاركات: 286
سقوط مدوي لإنكلترا

ضربت كرواتيا بقوة في زغرب فتصدعت لندن, وسقط معها المنتخب الإنكليزي سقوطا مدويا, آداء ونتيجة, بينما أعادتنا كرواتيا في الذاكرة إلى منتخبها عام 1998 الذي كان الحصان الأسود في ذلك المونديال, ومحت في نفس الوقت ذكرى آدائها السيئ في المونديال الأخير.

ففي العاصمة الكرواتية , وفي إطار مباريات المجموعة الخامسة لتصفيات كأس أمم أوروبا التي تستضيفها النمسا وسويسرا معا عام 2008, نجح أصحاب الأرض في هز الشباك الإنكليزية مرتين, المرة الأولى عبر مهاجمها البرازيلي الأصل إدواردو داسيلفا في الدقيقة 59 والمرة الثانية عبر هدية من الإنكليز نفسهم عندما فشل الحارس الإنكليزي بتشتيت كرة معادة إليه من غاري نيفيل في الدقيقة 67 لتتلقى انكلترا أول خسارة لها في التصفيات.

الشوط الأول بصورة عامة يمكن اختصاره باستحواذ انكليزي على الكرة دون تسجيل أي خطورة تُذكرة, مقابل صحوات كرواتية خطرة كادت أن تُصيب في الإنكليز مقتلا.

ولعب الإنكليز في القسم الأول من المباراة بحذر واضح حيث تحكموا بتناقل الكرة يُمنة ويسرة محاولين فرض أسلوبهم وإيقاعهم على المباراة بغرض تسريع أو تبطيء اللعبة وفقا لمتطلباتهم, لكن التكتيك العالي من الفريق البلقاني وحسن انتشاره جعل من الصعب اختراق نصف ملعبه إذ سيطر أصحاب الضيافة جوا وأرضا على الكرت الملعوبة في منطقتهم.

وعاب الإنكليز البطء في تناقل الكرات وظهر واضحا غياب صانع الألعاب المميز الذي يستطيع أن يموّن المهاجمين النائمين بيتر كرواتش وواين روني الذي لم يفعل شيء سوى المشاكسة بقوة على الكرات التي يخسرها في الهجوم وبدا جليا أنه ما زال يبحث عن هويته الضائعة في خط الهجوم, وكذلك كان كرواتش الذي لم يقدم شيئا يُذكر بوجوده على ارض الملعب.

أما الكروات فارتفع مستواهم بشكل ملحوظ في النصف الثاني من الشوط الأول, فهددوا المرمى الإنكليزي ملزمين حارسه روبنسون على البقاء متأهبا لتسديدات كرانيكار نجل المدرب السابق للمنتخب, وما ميز اللاعبين الكروات أنهم في كل هجمة كانوا يجدون المساحات اللازمة للتسديد بعكس أخصامهم الذين عانوا أكثر من المضيف في الدفاع عن عرينهم.

وكاد الكروات أن يهزوا الشباك الإنكليزية في الدقيقة 26 عندما لعب كوفاكش عرضية من الجهة اليمنى طار لها مهاجم بورتسماوث الإنكليزي كرانيكار مسددا بباطن القدم اليمنى من اللمسة الأولى, وهو على بعد أمتار من المرمى, لكن تألق روبنسون الذي ارتمى يسرة على الكرة منع الجماهير الكرواتية من التهليل.

وأكمل أصحاب الأرض استفاقتهم وكان لهم بعد أربع دقائق من تسديدة كرانيكار فرصة أخرى للاعب المتألق نفسه الذي سدد صاروخية من خارج المنطقة تصدى لها روبنسون بثبات وثقة.

أعطت الاختراقات الكرواتية للمنطقة الإنكليزية مقابل إحكام إقفال منطقتهم, جرعة معنوية ونفسية مهمة للفريق المضيف فدخل الشوط الثاني معززا بالثقة كسلاح يُضاف لعاملي الأرض والجمهور, وكان له الأفضلية في الأداء والفرص.

وتترجمت هذه الأفضلية في الدقيقة 59 إلى هدف كرواتي, رائع عندما لعب كوفاكش عرضية من الجهة اليسرى تطاول لها المهاجم إدواردو دا سيلفا البرازيلي الأصل وسط كماشة إنكليزية لم تنفع, محولا الكرة برأسه ساقطة من فوق الحارس الإنكليزي الذي عجز عن الوصول إليها.

وتتابع كرواتيا تألقها وضغطها, معززة بعامل جديد هو الحظ, الذي أهدى أصحاب الأرض في الدقيقة 67 هدفا لا فضل لكرواتي فيه, وذلك عندما أعاد الإنكليزي غاري نيفيل الكرة لزميله الحارس روبنسون, الذي حاول التشتيت من لمسة واحدة, لكنه لم يصب إلا الهواء إذ تجاوزته الكرة بعدما ارتطمت بعثرة في الملعب, فخدعته وتهادت إلى المرمى مهدية أصحاب الأرض هدفا يستحقونه آداء ولكن طبعا ليس بهذه الطريقة.

وتنتشي كرواتيا بهذا الهدف بينما يتخبط الإنكليز في ضياع كاد أن يزلهم أكثر في الدقيقة 70 إثر يسارية رائعة من كرانيكار من داخل المنطقة, يتألق في صدها روبنسون الجريح.

وكلمة حق تُقال أنه رغم الهدف الثاني فإن روبنسون لعب مباراة ممتازة وكان الأفضل بين زملائه فالكرة التي أخطأ فيها تعود إلى سوء في أرضية الملعب وليس إلى خطأ شخصي ولا يمكن تحميله مسؤولية الهدف.

ويحاول الإنكليز بعد ذلك العودة إلى أجواء المباراة ولو بهدف يعيد الثقة المفقودة لكن صلابة المنتخب الكرواتي المدعوم بآلاف الحناجر وقفت حائلا أمام رغبات الضيوف, لتنتهي المباراة كرواتية ويزيد الحمل ثقلا على المدير الفني الإنكليزي ستيف ماكلارن.

المصدر: الجزيرة الرياضية + وكالات