كانافارو وليبي يقيمان إيطاليا
بعد ثلاثة أشهر من رفع المنتخب الإيطالي لكرة القدم كأس العالم الرابعة في تاريخه, يبدو أن الإيطاليين قد بدأوا يتكيفون مع الانتقادات العديدة التي وجهت إليهم بسبب مستوى الأداء الذي قدموه في البطولة الكبرى التي استضافتها ألمانيا.
وفي تصريحات له قبل مباراة إيطاليا مع جورجيا الأربعاء في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية المقبلة يورو 2008 أعطى قائد المنتخب الإيطالي فابيو كانافارو عينة من الصراحة المعروفة عنه بقوله للصحفيين "لقد فزنا بكأس العالم ولكن أداءنا كان سيئا", في تصريح نال قبولا جزئيا من مدرب المنتخب الإيطالي السابق مارشيللو ليبي.
وقال كانافارو "والآن لا تخبروننا بأننا نلعب الكرات الطويلة كما في الثلاثينيات من القرن الماضي أو أننا لا نلعب على الكرة مباشرة, إننا لسنا البرازيل ولا نقدم أفضل عروض كرة القدم ولكننا نستغل ما لدينا من خصائص, في ألمانيا لم نقدم عروضا مبهرة ولسنا مضطرين لتقديم كرة قدم رائعة الآن فقط لأننا أحرزنا اللقب".
ومع المعاناة التي تواجهها إيطاليا حاليا في المراحل الأولى من التصفيات المؤهلة ليورو 2008 حيث لم تجمع بطلة العالم أكثر من أربع نقاط في ثلاث مباريات, أثنى كانافارو على روح الفريق الإيطالي التي ظلت "كما كانت خلال كأس العالم".
وأضاف قائد الأزوري "من الطبيعي أن ينتظر الجميع منك عروضا مثل التي رأوها هذا الصيف, فإذا أخطأت التمرير في كرة واحدة تنهمر عليك الشكاوى, ولكنها مسألة لياقة".
في ألمانيا كانت نقطة قوة إيطاليا هي دفاعها الفولاذي الذي لم يدخل مرماه سوى هدفين طوال البطولة أحدهما سجله لاعب إيطالي في مرماه والآخر جاء عن طريق ضربة جزاء, وذلك قبل أن تتغلب إيطاليا على فرنسا في النهائي بضربات الجزاء الترجيحية.
إلا أن ليبي الذي استقال من تدريب المنتخب الإيطالي بعدما قاده لإحراز لقب كأس العالم في التاسع من تموز/يوليو الماضي ببرلين كان له تفسير آخر لتصريحات كانافارو.
وقال ليبي "لا أعتقد أن كانافارو أراد أن يقول إن أداء إيطاليا كان سيئا, فما عناه كانافارو وهو صحيح بكل تأكيد أننا لسنا البرازيل, فلا توجد لدينا كرة قدم رائعة يمكن أن تعد عرفا وثقافة بالبلاد, ولا يمكن أن يكون لدينا ذلك النوع من كرة القدم".
وأضاف ليبي "إننا معتادون على شيء آخر, فكرة القدم الإيطالية حذرة ومنطقية وعملية وهذا بالضبط ما قدمناه في كأس العالم".
وبينما يسعى المنتخب الإيطالي لاستعادة مستواه والتخلص من نذير الشؤم بعدم التأهل لبطولة الأمم الأوروبية التالية بعد فوزهم بكأس العالم كما حدث عندما أحرزوا اللقب الثالث في تاريخهم عام 1982. فقد وجد الفريق الايطالي (الازوري) مساندة مدرب الفريق السابق أريغو ساكي.
وأكد ساكي الذي خسر نهائي كأس العالم 1994 بينما كان مدربا لإيطاليا أمام البرازيل بضربات الجزاء الترجيحية مساندته لمنتخب إيطاليا ومدربه الحالي روبرتو دونادوني الذي كان لاعبا أساسيا تحت قيادة ساكي.
وأوضح ساكي أن الفوز الذي حققته إيطاليا مؤخرا على أوكرانيا بنتيجة 2/صفر في التصفيات الأوروبية هو فوز مهم, وقال: "لقد وجهت انتقادات عديدة (للمنتخب) ولكنني لا أفهم سببها, فبالنسبة للأندية كل ما يهم هو الفوز, ولكن عندما يلعب المنتخب الوطني تصبح طريقة تحقيقه للفوز هي المهمة".
وأضاف ساكي "إن المنتخب الوطني ما هو إلا مرآة لأسلوب اللعب في الدوري المحلي, لذلك يصعب على أي مدرب أن يغير في ثلاثة أيام عقلية اللعبة في البلاد".