للمرة الثانية خلال أقل من عام، عرض التلفزيون الحكومي الدنماركي شريطاً مصوراً يظهر شباناً من أعضاء حزب الشعب الدنماركي المناهض للهجرة، وهم يشاركون في مسابقة لرسومات مُسيئة للنبي محمد.

وظهرت تلك المشاهد الجمعة، بعد نحو عام من نشر صحيفة دنماركية رسوماً مسيئة للنبي محمد، أثارت احتجاجات عنيفة من جانب المسلمين في كافة أنحاء العالم.

وتظهر هذه المشاهد التي صورها شخص يدعى مارتن روزينغارد كنودسين، الذي تخفى كأحد أعضاء الحفل، لتصوير فيلم وثائقي عن الاتجاهات بين الأعضاء الشبان، عدداً من الشبان وهم يحتسون الخمر ويغنون ويرسمون رسوماً تسخر من النبي محمد.

وطمست وجوه الشبان في معظم الشريط المصور، الذي بثت فضائية الجزيرة مقاطع منه السبت.

وتصور إحدى تلك الرسوم، على ما يبدو "النبي محمد كجمل يتبول ويشرب الجعة"، وفقاً لما نقلت رويترز.

ويعرض شريط آخر من الرسوم المسيئة في ذلك الفيلم، الذي بث في التلفزيون الحكومي الدنماركي، النبي محمد وقد أحاطت به زجاجات الخمر، وتضمن مشهداً لانفجار.

وقالت أجهزة إعلام محلية في كوبنهاغن، إن تلك المسابقة اقيمت في أول أغسطس/ آب الماضي.

وانتقد أعضاء أجنحة الشبيبة بالأحزاب الأخرى، ومن بينها حزب الأحرار الحاكم، حزب الشعب الدنماركي، لتنظيمه هذه المسابقة، كما انتقدوا إذاعة التلفزيون الرسمي لهذه الرسوم.

كما انتقد كينيث كريستيانسين، وهو عضو كبير في حركة الشبيبة بحزب الشعب الدنماركي أيضاً، هذه الأحداث ولكنه رفض تقديم اعتذار.

وقال كريستيانسين للتلفزيون الدنماركي: "إنها ليست من نوع الدعابة التي تروقني، وما كانت لتحدث لو كنت موجوداً هناك، ويجب ألا تتكرر."

وبرز حزب الشعب الدنماركي في انتخابات 2001 ببرنامج يجمع بين التشديد على زيادة الإنفاق على المدارس ورعاية المسنين واتخاذ موقف قوي ضد الهجرة.

وواجه هذا الحزب اتهامات بالعنصرية، ولكنه حليف سياسي لائتلاف يمين الوسط الذي يتزعمه رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فو راسموسن منذ 2001، وحصل على أكثر من 13 في المائة من الأصوات في انتخابات العام الماضي.

وفي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، نشرت صحيفة "غيلاندس بوستين" الدنماركية أيضاً، 12 رسماً ساخراً من النبي محمد، تتضمن رسماً له يظهره وهو يضع قنبلة في عمامته.

وأثار إعادة نشر تلك الرسوم فيما بعد في مناطق أخرى، حملة احتجاجات غاضبة في العالم، شابتها أحداث عنف، قتل خلالها أكثر من 50 شخصاً في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.