مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/10/2006, 07:07 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الـمـشـاغـب
الـمـشـاغـب الـمـشـاغـب غير متواجد حالياً
مايسترو المجلس العام
تاريخ التسجيل: 18/02/2005
المكان: كاشت مع ويلهامسون بين المروج :$
مشاركات: 7,060
Post قلم الهلال محمد الكثيري ورائعته: "وما نيل المطالب بالتمني...ولكن تؤخذ الدنيا هلالاً "

بسم الله الرحمن الرحيم


أحبائي الزعماء... وفاء منا للكاتب الكبير قلم الهلال الأستاذ محمد الكثيري "أبوهشام" رحمه الله...


أردنا أن نحيي مقالاته ونتناقلها في المنتديات الهلالية... حتى يبقى ذكر هذا الكاتب الكبير الذي هام


عشقاً في الزعيم وحورب بسبب كتاباته الجريئة من أجل الزعيم....


لن أطيل عليكم ولكن أريد أن أنبهكم إلى مقال آخر نقلته لأبوهشام في هذا المنتدى..فمن لم يقرأه


فآمل منه أن يقرأه عبر هذا الرابط...

اضغط هنا


والآن فإلى المقال الشهير:

_______________________________

(ولكن تؤخذ الدنيا هلالاَ)


انا بكل صراحة لا أحب الهلال فحسب فتلك مفردةٌ يرددها كل صغير وكبير ، بل أعشقه بعد أن شُغفت به حُبّـاً ،

ولأنني كذلك أيضاً فقد خالفت شاعرنا العربي في بيته الشهير الذي ذهب مثلاً يرُدده الركبان :-

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا هلالا

وأظن وبعض الظن أثم أنّ شاعرنا لو قُدّر له أن يعيش عصرنا الحاضر لكان أحد المفتونين بالأزرق ، وليس ببعيدٍ عن

شاعرنا ذلك الأديب الأجنبي الذي قال: ارفعوا قبعاتكم فنحن أمام عبقري ، حينما قرأتها قلت : الجنون هو أن

ترى ما لا يراه الآخرون....

يقول كمال الملاخ بأنه لولا أصحاب المواهب الذين اصطفاهم الله عز وجل لما كانت في هذه الدنيا زهوراً آدميّة في

حديقة البشريّة يحلو للإنسان أن يتمتع بالتطلع إلى ألوانٍ ما .. تُعطي بعد أن عاشت طويلاً أو قصيراً فاللمحة لا تهرم

ولا تشيخ !!

من هؤلاء العباقرة الذين مل الدنيا وشغلوا الناس الإسكندر الأكبر وجان دارك الفلاّحة الفرنسيّة التي حررت بلادها

من الإنجليز وموزار الذي عاش (35 سنة ) وأطلق عليه النمساويون الطفل المعجزة ، ذلك لأنه بدأ يعزف البيانو وهو

في الثالثة من عمره ..

وشوبان كذلك ثم الشاعر بايرون وكان صاحبُ عاهةٍ تعوق ساقه ، ثم شلّلي شاعر الجمال والبوهيمية ولا أنسى

أبو القاسم الشعبي الذي حارب بأشعاره المستعمر الفرنسي ، وقبل هؤلاء وبعدهم شاعر العربيّة المتنبي.

يقول فائز فرح في هذا السياق :- إذا أردت أن تكون عبقرياً فتقرب إلى العباقرة ، حاول أن تعاشرهم ، وان لم

تستطع أو كانوا في ذمّة التاريخ فاقرءوا حياتهم وكلوا ماقالوا....

ولأنني اعتقد بل أجزم بأن كرة القدم ليست مجرد دائرة مصنوعة من الجلد بل سيمفونية في أقدام الهلاليين إن أرادوا،

وقصيدة شعر إذا شاؤوا ، ولوحة فنيّة غارقة في الجمال متى ما استطاعوا لأنني أُدرك هذا كله ، هل يجوز أن أقول

بأنهم جيلٌ من العباقرة في زمنٍ يندرون فيه....

نقلوا عن أبي بكر الخطاب قوله : كان رجلٌ خطه في غاية الرداءة فكان الفقهاء يُعيبونه بخطه ،ويقولون لا يكون

أردى من خطك فيضجُر من عيبهم إياه، فمر يوماً بمجلد يُباع فيه خطٌ أردى من خطه فبالغ في ثمنه ،فاشتراه بدينارٍ

وقيراط، وجاء به ليحتج عليهم إذا قرأوه فلما حضر معهم أخذوا يذكرون قبح خطه فقال لهم : قد وجدت أقبح من

خطي وبالغت في ثمنه ، حتى أتخلص من عيبكم فأخرجه فتصفحوه وإذا في آخره اسمه وأنه كتبه في شبابه،

فخجل من ذلك، أقول وعفا الله عن ما سلف ، أنّ صاحبنا الخطاط أو الخراط ليس ببعيد عن أولئك الذين هرجوا

ومرجوا في كل مناسبة بفوز فيها الهلال أو تُسلب منه عياناً بياناً ، ولو عادوا لأنفسهم لاكتشفوا أنهم ليسوا ببعيد

عن صاحب الخط الرديء ، وفي هذا السبيل نقلوا عن عبيد راوية الأعشى قوله : أنه لما خرج النعمان إلى ظهرة

الحيره وكان معشاباً وكانت العرب تسميه خد العذراء فيه نبت الشيح والقيصوم والخُزامى والزعفران وشقائق النعمان

والأقحوان ، فمر بالشقائق فأعجبته فقال : من نزع من هذه شيئاً فانزعوا كفه ، قال فسميت شقائق النعمان، قال

فأنه ليسير فيها يوماً فانتهى إلى وهدة في طرف النجف ، وإذا بشيخٍ يخصف نعلاً فوقف عليه وقد سبق أصحابه،

فقال مِن مَن أنت يا شيخ ؟ قال من بكر بن وائل فقال : ياشيخ مالك هاهنا؟ قال : طرد النعمان الرعاة ، فأخذوا يميناً

وشمالاً ووجدتُ وهدةً خالية فنتجت الإبل وولدت الغنم وسالت السمن فقال : أوماتخاف النعمان قال : وما أخاف منه،

والله لربما …… ( ثم أكمل عبارته الساخرة)...

قال: فهاج وجهه غضباً وطلعت أوائل خيله فقالوا : حُييّت أبيت اللعن ، فحسر عن رأسه ، فقال النعمان كيف قلت؟

قال : أبيت اللعن لايهولنّك ذاك والله لقد علِمت العرب أنه ليس بين لابتيها اكذب منّي ، فضحك ثم مضى. أردت من هذا

التدليل لاأكثر عن أولئك الذين امتهنوا عمداً أو بغير عمد التشكيك في بطولات الزعيم ، ثم لا يلبثون ساعةً أو ضحاها

ليكتشفوا وبغصّةٍ مريرة أنهم يكذبون .. يقهقهون .. يتململون وهذه إن لم أُخالف الواقع والعرف حِجّةُ من لاحجّة له.

وقديماً قالت العرب :-

إنما الحيلةُ في ترك الحيَل ، وقد قلت بأنني تعلمت وأنا أحبو أن أكون هلالياً، فالهلال لي اليوم ولأولادي غداً

ولأحفادي في المستقبل. الهلال هو عجين أُمي وقصيدة أبي ، يمثل لي عشقٌ ووله ، وهذا هو الفرق بين الهلاليين

وغيرهم...

هم يشجعون ونحن نُحب ، وكنت أتمنى وان كان هذا خارج سياق الموضوع إلا أنني أعدُّ الهلال ملحمة شِعر لا تنتهي،

كنت أتمنى أن يتعلم أولئك من الكبار فالقمّة تتسع للجميع....

قال بشار : أشعَرُ أهل زمانه مُحنث بغداد ( يعني أبا العتاهية ) وجعل داود بن زيد أبا نواس أشعر أهل زمانه وأبا

العتاهية أشعرُ الأنس والجن ، قيل لأبي نواس : أأنت أشعَرُ الناس؟ فقال : أمّا والشيخ حيٌّ فلا .. (يقصدُ أبا العتاهية)

ثم قال والله ما رأيت أبا العتاهية قط إلا ظننت أنه سماءٌ وأنا أرض ، فالهلال قمرٌ والآخرين في الحضيض....


محمد الكثيري رحمه الله
اضافة رد مع اقتباس