مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 24/04/2002, 12:19 AM
مجنونة الزعيم مجنونة الزعيم غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 19/04/2002
مشاركات: 348
خرج الصبي ليلا...ولم يعد

استيقظ الصغير على أنات أمه المكتومة 00 اقترب منها وهو يرتجف من البرد 00 واستغرب حبات العرق على جبينها 00

سألها 00 اهو قلبك يا أماه ثانية 00 قالت نعم 00 تناول علبة الدواء ليعطي أمه منها 00 فلم يجد شيئا 00 فلقد كانت فارغة 00

أسرع ليلبس حذائه 00 قالت أمه ملهوفة إلى أين يا بني 00 قال سأذهب إلى جارنا ليقرضني بعض النقود 00 قالت أمه: لا يا بني فالجيران نيام الآن 00 فنحن في ساعة متأخرة من الليل 00 قال : لا عليك فلقد أوصاني عندما حضر عزاء أبي أنني متى ما احتجت إليه أطرق بابه ليلا أو نهارا

أسرع للباب فنادته أمه بني ارتدي وشاحي فالبرد قارس في الخارج والأمطار مازالت تهطل 00

لف الطفل الوشاح على جسده النحيل ورفعه عن الأرض خوفا من أن يبتل ولملم أطرافه 00 وما أن خرج من البيت حتى أرتعش ...من تيار الهواء البارد فشد الوشاح على جسده وغطى جزء من وجه وابتسم
عندما شم رائحة والدته 00

كانت البيوت قابعة في الظلام وكأنها أشباح والرياح تعوي 00 وزخات المطر تتساقط 00 تراءى له أشباح فأبتسم ضاحكا وتذكر أباه عندما كان يوصيه بأن يرقي نفسه وهما في طريقهما إلى الحقل ليعملا فيه أخر الليل 00 0

سار مغمض العينين لشدة برودة الهواء فأصطدم بجسم أمامه 00 فتح عينيه فإذا هو أمام ثلاثة من الجنود المدججين بالسلاح 00

جذبه أحد الجنود بالوشاح حتى كاد أن يخنقه 00 صرخ الطفل 00 دعني أرجوك 00 دع وشاح أمي 00 ضحك الجندي عاليا 00 ماذا تفعل وبهذه الساعة المتأخرة من الليل 00 رد بصوت مرتبك خرجت لأحضر الدواء لأمي 00 ضحك الجندي بخبث وقال : وهل هذه شفرة بين أعضاء التنظيم 0 رد الطفل وأي تنظيم 00
قال له : اعترف من أرسلك يا فتي 00 ماذا طلب منك أباك 00 رد الطفل بنبرة يشوبها الخوف أبي مات 00 لقد قتلتموه بعد خروجه من صلاة الجمعة 00 صرخ الجندي في وجهه نحن لا نقتل أحداً... نحن لسنا إرهابيون 00 رد الطفل بسرعة وبارتباك أقصد سلاحكم قتله 00 صرخ الجندي ثانية سلاحنا لا يقتل 00 قال الطفل هو قتل نفسه 00 فقط دعوني اجلب الدواء لأمي 0

تبادل الجنود فيما بينهم النظرات وغمزوا لبعضهم البعض ثم ارتفعت ضحكاتهم عاليا فلقد كانوا في سكرٍ تامٍ0

والطفل بينهم كورقة في مهب الريح 00 يرتجف من الخوف والبرد 00

نظر أحد الجنود إليه نظرة ملأها الحقد .وقال له :أأنت مسلم؟ 00 رد الطفل : نعم !! جذبه الجندي الثاني إليه بقوة وقال إذا إرهابي 00 رد الفتى : لا
أنا مسلم’ ولست إرهابياً... 00 فضربه الجندي الثاني بعقب بندقيته على رأسه فسال الدم من فمه وهوى على الأرض يترنح من شدة الضربة وقبل أن يلامس الأرض التقطه الجندي الأول 00 وعندما رفعه إليه 00 قال له وما هذا الوشاح 00 وشاح امرأة 00 رد الطفل بصوت متهجد 0 هذا وشاح أمي المريضة 00 سحبه الجندي منه و ألقى به في مستنقع ماء قريبا منه 00 فأندفع الطفل ليرفع وشاح أمه 00 فقبض الجندي الثالث على رقبته الصغيرة فعصرها 00 فصرخ الطفل من الألم فوكزه الثاني بعقب بندقيته على بطنه 00 فتبول الطفل 00 نظر الجندي الثاني إليهم وقال لهم 00 كم قلوبكم قاسية 00 حقاً، غدا عندما يكبر سيكون إرهابياً لكن دعوه الآن فهو مازال صغيراً00 إنه يرتجف من البرد 00 وسأله الجندي بنبرة حزينة : هل تشعر بالبرد يا سليل الإرهاب 0
رد الطفل : نعم 00 نعم
سأله ثانية وبنفس النبرة 00 هل تريد أن أبعث في جسدك النحيل العاري الدفء 00 رد بسرعة : نعم أرجوك 00

فأستل بندقيته وأخذ يطلق الرصاص بين قدميه والطفل يقفز وكأنه يتراقص والجنود يتضاحكون 00 فأصيب الطفل بطلق ناري في قدمه فسقط على الأرض 00 لينهالوا عليه بوابل من بنادقهم فمزقوا جسده 00

لحظات وأفاق الجنود من سكرهم وجسد الطفل أمامهم أشلاء ممزقة 00

خشيَ الجنودُ افتضاحَ أمرهم 00 فأسرع أحدهم وأحضر جالون بنزين وسكبه على الطفل وأشعل فيه النار 00 وهربوا قبل أن يفيق الناس على صوت الرصاص 00
0
أم الطفل لم يتحمل قلبها صوت الرصاص ووحيدها الصغير خارج المنزل فتوقف قلبها 00

أما الأهالي فخرجوا مسرعين على صوت الرصاص 00 فشاهدوا النار وليس حولها أحد فعادوا إلى بيوتهم 00

وفي الصباح وجدوا الجثة المحترقة بالقرب من الشال وتعرفت أحد النسوة على الشال 00 لم يرد أحد في بيت الطفل فدخلوه عنوة ووجدوا الأم وقد فارقت الحياة 00 ولم يعرف أحد القصة وسجلت ضد مجهول 0
و...دائما ضد مجهول!!؟
******ابعد هذا..نهنأ.....وننام الليل!!؟؟
اضعف الايمان ان نجتهد بالدعاء..في الثلث الاخير من الليل...وهذا اضعف الايمان
اضافة رد مع اقتباس