عظم الله أجرك أختي نجمة الأبداع و رحم الله ميتكم
و جزاكي الله عنا كل خير  حكم المنية فـي البريـة جـاري
ما هـذه الدنيـا بـدار قـراري
بينا يرى الإنسان فيهـا مخبـرا
حتى يرى خبرا مـن الأخبـاري
طبعت على كدر وأنت تريدهـا
صفوا من الأقـذار والأكـداري
ومكلف الأيام ضـد طباعهـا
متطلب في المـاء جـذوة نـاري
وإذا رجوت المستحيـل فإنمـا
تبني الرجاء على شفيـر هـاري
فالعيـش نـوم والمنيـة يقظـة
والمـرء بينهمـا خيـال سـاري
فأقضوا مآربكـم عجـالا إنمـا
أعماركم سفر مـن الأسفـاري
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
أن تستـرد فإنـهـن عــواري
فالدهر يزرع بالمنى ويغـص أن
هنّا ويهـدم مـا بنـى ببـواري
ليس الزمان وإن حرصت مسالما
طبع الزمان عـداوة الأحـراري
إني ُوترت بصـارم ذي رونـق
أعددتـه لطـلابـة الأوتــاري
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
منـقـادة بـأزمـة المـقـداري
أثنى عليـه بإثـره ولـو أنـه
لـم يغتبـط أثنيـت بـالآثـاري
ياكوكبا ما كان أقصـر عمـره
وكذاك عمر كواكب الأسحـاري
وهلال أيام مضى لـم يستـدر
بدرا ولم يمهـل لوقـت سـراري
عجل الخسوف عليه قبل أوانـه
فمحاه قبـل مظنـة الإبـداري
وأستـل مـن أترابـه ولداتـه
كالمقلة أستلت مـن الأشفـاري
فكـأن قلبـي قبـره وكأنـه
في طيه سـر مـن الأسـراري
ولد المعزى بعضه فـإذا مضـى
بعض الفتى فالكل فـي الأثـاري
أبكيه ثـم أقـول معتـذرا لـه
وفقت حيـن تركـب الأم داري
جاورت أعدائي وجـاور ربـه
شتان بيـن جـواره وجـواري
ثوب الرياء يشف عمـا تحتـه
وإذا التحفت بـه فإنـك عـاري
قصرت جفوني أم تباعد بينهـا
أم صُورت عينـي بـلا أشفـاري
جفت الكرى حتى كأن غـراره
عند اغتماض العين وخز غـراري
ولو استزارت رقدة لطحا بهـا
ما بيـن أجفانـي مـن التيـاري
أُحيي الليالي التم وهـي تميتنـي
ويميتهـن تبلـج الأسـحـاري
حتى رأيت الصبح تهتـك كفـه
بالضوء رفرف خيمـة كالقـاري
والصبح قد غمر النجوم كأنـه
سيـل طغـى فطفـا النـواري
والهون في ظل الهوينـا كامـن
وجلالة الأخطار فـي الأخطـاري
تندي أسـرة وجهـه ويمينـه
في حالة الإعصـار والإيسـاري
ويمد نحـو المكرمـات أنامـلا
لـلـرزق أثنائـهـن مـجـاري
يحوي المعالي كاسبـا أو غالبـا
أبدا يـداري دونهـا ويـداري
قد لاح في ليل الشباب كواكب
إن أمهلت آلت إلـى الأسفـاري
وتلهب الأحشاء شيب مفرقـي
هذا الضياء شواط تلـك النـاري
شاب القذال وكل غصن صائر
فينانه الأحـوى إلـى الأزهـاري
والشبه منجذب فلم بيض الدمى
عن بيض مفرقـة ذوات نفـاري
وتود لو جعلت سـواد قلوبهـا
وسواد أعينها خضـاب عـذاري
لاتنفر الظبيات عنه فقـد رأت
كيف أختلاف النبت في الأطواري
شيئـان ينقشعـان أول وهلـة
ظل الشباب وخلة الأشـراري
لاحبذا الشيب الوفـي وحبـذا
ظل الشبـاب الخائـن الغـداري
وطرى من الدنيا الشباب وروقه
فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافته ومـا حسناتـه
عـنـدي ولا آلاؤه بقـصـاري
نزداد همسا كلما ازددنـا غنـى
والفقر كل الفقر فـي الإكثـاري
ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعـا
في حـادث أو وارث أو عـاري
إني لأرحم حسـادي لحـر مـا
ضمنت صدورهم من الأوغـاري
نظروا صنيع الله بـي فعيونهـم
في جنـة وقلوبهـم فـي نـاري
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائل
فكأنهـا برقعـت بوجـه نهـاري
وسترتها بتواضعـي فتطلعـت
أعناقها تعلـو علـى الأستـاري
ومن الرجـال معالـم ومجاهـل
ومن النجوم غوامـض ودراري
والناس مشتبهون فـي ايرادهـم
وتفاضل الأقوام فـي الأصـداري
عمري لقد أوطاتهم طرق العـلا
فعموا فلم يقفوا علـى آثـاري
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصـروا
وعمى البصائر من عمى الأبصاري
هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا
أو سلمـوا لمواقـع الأقــداري
ولربما اعتضد الحليـم بجاهـل
لا خير في يمنـى بغيـر يسـاري
اخر تعديل كان بواسطة » الهلالي الثقفي في يوم » 29/09/2006 عند الساعة » 03:39 PM | 