سقى الله تلك الايام بالخير و الرحمة.
عند كل زاوية في أنحاء الجامعة لي فيه ذكريات ، بل تركت جزءاً من نفسي هناك. تركته أو تركني لا أدري ، بل لا فرق ، لكنني أعلم يقيناً أنني كلما ساقتني مركبتي إلى جوار تلك الهضاب الشاحبة لا أكاد أبتلع ما تبقى لي من ريق.
سكنت اللاينات ولي فيها ذكريات ٌ جميلة رائعة و أذكر والدي عليه رحمة الله و جمعني به في مستقر رحمته حين زارني فيها و بات ليلته في مرقدي. ثم ذهبنا سوياً إلى صلاة الجمعة من اليوم التالي. اللهم ارحم والدي و تغمده بواسعك رحمتك يا كريم و ألحقني به يا رب يا الله غير خازي و لا نادم ، آمين.
أذكر أيامنا الأولى في السنة التحضيرية و نحن كنا نمني أنفسنا بــ "محاظرات " قليلة متناثرة في ثنايا الإسبوع مثل أقراننا في الجامعات الأخرى فلم نجد إلا ساعات طويلة من الصباح حتى أذان المغرب.
أذكر ، فيما أذكر ، كيف أن زميلي في الغرفة يقوم متسللاً في منتصف الليل ليصلي ركعات يخلو بها مع ربه في وسط ظلام الغرفة الدامس و لا أكاد أسمع نشيجه المتواصل. أواه يا قلبي و روحي ما ذا حل بك.
أذكر تلك اللحظات التي نقضيها في المكتبة نقلب فيها الكتب لنستعد لإختبار نصفي أو نهائي ، ثم يأتي شابٌ حسن المظهر فيقول لي لا تنس أن المسئلة الفلانية حلها هكذا . قالها لي قبل أن ألج صالة الإمتحان ثم تأتي المسئلة كما شرحها فأدعو له في سري.
جامعة البترول ليتني كنت شاعراً لبكيت أطلالك كما يفعل الشعراء. |