وضع شارون الإعلام المصري والخارجية المصرية في مأزق حرج ، فقد تعودت الشعوب العربية على سياسة ردود الأفعال فترة طويلة ، ومن السهل إثارة الشعوب إلى أقصى حد ، وخاصة أن الدول العربية تمر بحالة من التمزق ترجع في معظمها إلى سياسة الولايات المتحدة في المنطقة ومن الواضح أن ذبح 500 فلسطيني في أقل من أسبوع في جنين له مبرر تافه في قاموس السياسة الأمريكية التي فعلت في أفغانستان أكثر من ذلك ، ولم تفدر الدور المصري حق قدره ، حيث تتفق كل من إسرائيل والولايات المتحدة على الاهتمام بقتل الإنسان ، والأفضل حاليا هو تجاهل كل ما يصدر عن إسرائيل أو الولايات المتحدة ، فقد قامت الدولتان بكل ما يمكنهما عمله ، وهو ما حذر منه الرئيس مبارك الأكثر حنكة ودراية بالحرب والسلام ، ويجب أن توضع سياسة لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة إلى أقل حد ممكن ، وأن تتعامل الدول العربية على أساس مصالحها هي وليس مصالح الولايات المتحدة ، وألا تقاطع الدول لأن الولايات المتحدة ترغب في ذلك مثل حالة إيران ، وأن تكون العلاقات بين الدول العربية نابعة من شعور بالتضامن وليست من نواتج المطبخ الأمريكي . وأن تبذل النظم العربية جهودا حقيقية للتقارب فيما بينها خاصة في مجال الاقتصاد والأمن ، والتقليل من التسهيلات والقواعد الممنوحة بدون حساب ، ومن المؤكد أن ذلك كله يحتاج إلى وقت .