من حق النجم الشاب الفتى الذهبي نواف التمياط ان يتعامل مع عصر الاحتراف وأنظمته وفق مصلحته، وان يتمسك بالفرصة ان سنحت له بالاحتراف خارجياً لكن هل الاحتراف في (هولندا) هو طموحه حتى يقبل بعرض (الرودا) الهولندي الذي يبدو انه فريق ذو شهرة أقل ناهيك عن ان رغبة الاحتراف يفترض ان تكون في دولة للدوري فيها سمعة وقوة كايطاليا وانجلترا وفرنسا.
توقيت التفاوض بين الأطراف الثلاثة (الهلال)، و(الرودا) الهولندي، و(نواف) غير مناسب على الاطلاق بالنسبة للاعب، والنادي الحالي (الهلال) صاحب الفضل بعد الله في (بروزه) وشهرته حتى وصل إلى المستوى الذي جعله تحت انظار (السماسرة) والأندية خارجياً مع عدم اغفال ان نواف ايضاً ساعد نفسه في الوصول إلى هذا (التفوق) الرياضي بنهجه طريقاً (مثالياً) متوازناً جمع بين السلوك الجميل والاداء جعلاه يصل للهدف الذي رسمه بعد ان اجتهد وعمل فليس بامكان أي نجم كروي الوصول إلى مرفأ التفوق إذا ما جنح عن الطريق القويم، والقائمة تمتلئ بالعديد من النجوم الذين سقطوا في اول الطريق أو (منتصفه) لانهم لم يراعوا تطبيق الأسس التي تكفل استمرارهم في الملاعب بنفس العطاء والنجومية، ولعل الكابتن نواف استفاد من تجارب من سبقوه!
أعود إلى موضوع عدم مناسبة التوقيت بالنسبة له، وأقول من وجهة نظر شخصية ان نواف لديه المزيد ليقدمه، وهناك فرصة ذهبية تنتظره باذن الله في كوريا واليابان حيث المونديال العالمي ليقدم المزيد من الابداع، ويثري الساحة الكروية بعطائه المميز تحت انظار العالم اجمع بقنواته الفضائية واعلامه المرئي والمقروء والمسموع وهناك ستكون الفائدة أكبر والعرض المادي سيتضاعف، والاندية التي ستطلب شراء عقده ستكون أكثر شهرة وعالمية وربما من بلدان اوروبية لها سمعتها الكروية، اما إذا ما وافقت ادارة الهلال على بيع عقده قبل المونديال فإن الكاسب الاكبر هو (الرودا) الهولندي الذي سيربح من وراء هذا العقد جراء وجود (نواف) في المونديال وبروزه باذن الله وتتسابق الفرق لشراء عقده وتكون العملية مربحة للفريق الهولندي ووفق مخطط الاطراف التي ستكون وراء عملية انتقاله بحكم ان السؤال إذا طرح لمن يلعب هذا الفتى السعودي فالاجابة لن تكون بانه يلعب للهلال السعودي بل (الرودا) الهولندي وهنا الفارق!!
كما أن التوقيت بالنسبة للهلال الذي قدم نواف للملاعب، واوصله بعد توفيق الله لعالم الشهرة والنجومية ليس مناسباً لان الهلال حالياً مشغول ببطولة كبرى يطمح مسؤولوه بالفوز بها وهي كأس خادم الحرمين الشريفين بجانب كأس السوبر ايضاً لذا فالوقت غير مناسب لاثارة مثل هذه المواضيع التي تحتاج وقتاً ولدراسة متأنية تشغل الإدارة الهلالية عن اعداد الفريق بالصورة المطلوبة للبطولتين المتبقيتين.
نواف عليه ألا ينسى ايضاً أفضال الهلاليين عليه جماهير واعضاء شرف وادارة، وان يكون وفياً يغلب مصلحة النادي على مصلحته، خاصة وان النادي لم يقصر عليه بشيء سواء حصل على مطالبه من الإدارة مباشرة أو أعضاء الشرف فكلاهما يعودان للهلال ويكون الفضل بعد الله بشكل عام للهلال، كما ان عليه ان يدرك ان الذين يتحمسون لاغرائه بالعرض يبحثون في المقام الاول عن مصالحهم من خلال النسبة الكبرى التي سيحصلون عليها ولا يعنيهم لا مصلحة (نواف) ولا مصلحة (الهلال).
أتمنى ألا يكون النجم الذهبي بمثابة (سلعة) يحرصون على الترويج لها دون احترام لقيمة اللاعب الإنسانية باستغلال صغر سنه وضعف خبرته في التعامل مع مثل هذه الأمور.