[c]سقطوا بالغباء المطلق [/c]
في عام 1970وقعت في ديترويت سرقة كبيرة لأحد البنوك.. ولكن برغم ضخامة المسروقات وسهولة العملية انتهت الواقعة بسرعة لا تخطر على بال. فالسيارة التي تركها اللصان خارج البنك وهي دائرة (استعداداً للهرب) سرقت بدورها.. وحين خرجا إلى الشارع ولم يجدا سيارتهما قررا صعوبة الهرب بدون سيارة فعادا إلى البنك وسلما ما بحوزتهما وبقيا بانتظار الشرطة!.
وفي أغسطس 1975دخل أربعة لصوص إلى بنك "رويال أوف سكوتلاند" لسرقته؛ إلا أنهم علقوا في الباب الدوار فهرع موظفو البنك لإخراجهم فخجل اللصوص من هذه المعاملة الحسنة فعادوا أدراجهم. ولكن بعد نصف ساعة فقط عادوا إلى البنك وأعلنوا أنهم هذه المرة (عازمون فعلاً) على السرقة.. خيم صمت رهيب قبل أن ينطلق أحد الموظفين بالضحك فتبعه كل من في البنك فأصبح موقف اللصوص محرجا.. زعيم العصابة تقدم إلى كبير المحاسبين مهدداً إياه بالقتل إن لم يسلمه كل ما لديه. إلا أن المحاسب كان غارقاً في الضحك فلم يستطع تنفيذ طلبه.. خفض اللص المبلغ إلى خمسمائة جنيه، فزادت نوبة الضحك لدى الموظفين، فخفضها إلى أربعمائة جنيه، ثم إلى ثلاثمائة، حتى وصل إلى خمسين جنيهاً فقط ولكنه عبثاً حاول؛ فكلما خفض المبلغ أكثر كلما زاد ضحك الموظفين في البنك. وأمام موقف كهذا لم يجد اللصوص غير الهرب ونسيان الموضوع..
.. أتعلمون ماذا حصل أثناء خروجهم!؟
علقوا في الباب الدوار مجددا!!
[c] ثمن الطلاق [/c]
في الأسبوع الماضي قضت محكمة لندن العليا على مواطن سعودي بدفع 141مليون ريال كتعويض لزوجته السابقة. ويعد هذا المبلغ أكبر تعويض طلاق في تاريخ بريطانيا وتم إقراره بناء على تقدير المحكمة لثروة الزوج!!
وتعد هذه الحالة نادرة على مستوى السعودية والخليج. أما مستوى بريطانيا فيعد التعويض - رغم ضخامته - صغيراً مقارنة بالقضايا التي ترفع في الولايات المتحدة؛ فالأمريكان ينظرون للزواج كشركة اقتصادية يملكها الزوجان بالتساوي. وإذا فضت الشراكة قد يضطر أحدهما إلى دفع قسم كبير من ثروته كتعويض للطرف الآخر!!
ولعل أكبر قضية من هذا النوع هي التي رفعتها مؤخراً "فيللايز ردستون" على زوجها البليونير "سمر ردستون" وطالبت فيها بـ 3000مليون دولار كتعويض طلاق. وقالت في دعواها انها عاشت مع الرجل ما يكفي لتحصل على نصف ثروته المقدرة بستة بلايين دولار. وفي عام 1982م حصلت سورايا كاشوجي (يابانية الأصل) على رقم قياسي آخر بلغ 872مليون دولار من زوجها رئيس شركة "ثري دي" كتعويض عن خيانته لها.. أما ملك العقارات في نيويورك "دونالد ترامب" فقد تزوج ثلاث مرات دفع للأولى 50مليون دولار والثانية 22والثالثة 25مليون دولار!!
ورغم أن الرجال هم في الغالب من يدفعون، إلا أن هناك قضايا كثيرة دفعت فيها المرأة للرجل؛ فالممثلة المعروفة جين فوندا دفعت لزوجها توم هايدن 120مليون دولار نظير عشرة دامت 16عاماً. واضطرت المغنية المعروفة مادونا لدفع 200مليون دولار للتخلص من زوجها - اللصقة - شين بيتي. أما بطل التنس جون لويد فرفض الانفصال عن زوجته اللاعبة كريس ايفريت قبل مشاركتها ثروتها التي تقدر بـ 200مليون دولار!!
وتقسيم تركة الزواج بهذا الشكل يعود إلى قانون يطبق في أربعين ولاية يجيز تقسيم الممتلكات بين المطلقين؛ فالزوجة التي استمر زواجها لأكثر من 20عاماً تستطيع الحصول على 50% من الأصول المالية لزوجها. أما إذا دام زواجها منه عشرة أعوام فقط فيحق لها المطالبة بـ 30% من تلك الأصول.. وهذا القانون يسري فقط على الممتلكات التي تكونت خلال فترة الزواج؛ بمعنى أن المنزل (أو دعنا نقول القصر ما دمنا نتحدث عن الأغنياء) يصبح من حق الطرفين طالما بني خلال فترة زواجهما. أما إذا كان ملكا لأحد الطرفين قبل الزواج فلا يحق للطرف الآخر المطالبة به. أما بالنسبة للهدايا الشخصية (حتى وإن كانت من أحد الزوجين للآخر) فتعد ملكاً خاصاً لا يجوز تقسيمه!!
وبالطبع يعد هذا القانون بمثابة كارثة على أي ثري متى ما "ركبت" الزوجة رأسها وقررت الانفصال. فثلث الولايات المتحدة الأمريكية تعطي الزوجة حق الطلاق بدون إبداء الأسباب. وجميع الولايات تمنحها هذا الحق إن أثبتت خيانة أو عنف زوجها..
ونتيجة لهذا الترتيب الغريب ظهرت نتائج اجتماعية سيئة وغريبة وجيدة في نفس الوقت.. فـ (السيء) أن كثيراً من الأثرياء أصبحوا يتحاشون الزواج خوفاً من حالة طلاق تأكل الأخضر واليابس. و(الغريب) أن كثيراً من الأشخاص أصبحوا يشترطون على الطرف الآخر التوقيع مسبقاً بعدم المطالبة بأي تعويض عند الطلاق. أما (الجيد) فهو انه يعطي المطلقات تعويضاً - ولو رمزياً - عما ضاع من أعمارهن ويجعل الزوج يفكر "ألف مرة" قبل الانفصال!!
- والآن؛ أسألوا أنفسكم بأمانة:
ما هو التعويض الذي تحصل عليه المرأة لدينا إن طلقها زوجها بعد سن الخمسين أو الستين!!؟
وهل كانت "الزوجة" ستحصل على (141) مليون لو لم ترفع القضية.. في الخارج!!؟
المصدر جريدة الرياض ( الكاتب الاحمدي ) |