الموضوع: قصيدة الزعامة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/12/2000, 01:50 AM
ابو هلال ابو هلال غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 03/12/2000
المكان: K.S.A
مشاركات: 1,169
Post

قصيدة الزعامة ..
عندما أمسك عبدالرحمن بن سعيد القلم ليخط هذه القصيدة .. لم يكن يظن أنه سيأتي اليوم الذي تبلغ به عنان السماء حبا وتقديرا .. لم يكن يظن أنه سيتهافت الفرسان ليضع كل منهم اسمه فيها ..
شرفت كل من أحبها .. يوم أن أوقفت كل الشعراء في سوق الكرة .. يوم أن جاء كل ناد بقصيدته ليعرضها .. جمالها لم يكن لغمامة أعمت عيون القوم عن غيرها .. جمالها لم يكن لطول لسان منشدها .. بل جمالها أنها كتبت بعرق الفرسان الذي هو أطيب من ريح المسك .. يومها وقف أبو الطيب المتنبي متأملا .. تفكر طويلا ثم أدرك فداحة خطأه في بيت الشعر الذي نطق به .. وتناقله الناس في كل زمان .. ومكان .. فصرخ في القوم مصححا خطأه:
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين "الزعيم" العظائم
فتهللت وجوه الشعراء رضا وسعادة بما قال ..
صدق ابن التمياط حينما أدرك هذا المعنى بقوله إنها بطولة فرسان القصيدة الأولى .. بن مناحي .. العمدة .. مبارك عبدالكريم .. النعيمة .. البيشي .. الثنيان .. الجابر .. الحبشي .. المصيبيح .. الهذلول .. وآخرين يطول المقام لذكرهم .. ولكن لا يمكن تجاهل أصغرهم .. وأبرعهم .. الشلهوب ..
كيف للزعامة أن تذهب لغير من خط هذه القصيدة البارعة المعاني والجمال ..
كيف لكل من أدرك معنى الشعر وعذوبته أن يتجاوزها لغيرها .. كيف يترك الأنفة والعطاء .. لبضاعة مزجاة .. كيف يترك الأصالة والكمال .. أهو عمى القلوب أم عمى العيون .. أم صمم الآذان ..
إمبراطور .. أنى له أن يبحث عن لقب أعظم من هذا التاج .. وأنى له أن يبحث عن مجد أعظم من هذه الأبطرة .. إلا أن عبقريته الفذة أملت عليه الحقائق الجلية .. إمبراطور .. يذهب هذا التاج مع تقادم الزمن .. ويأفل في سطوع النجوم الأخرى .. فلم يجد ما يسطع به سوى قصيدة الزعامة المرصعة بالتيجان .. التي ضم تاجه لها .. ليبقي تاجه لامعا ما دامت الدنيا .. لم تضيعه قسوة الزمن ولا جبروت الأباطرة بعدة .. لأن الزعامة حفظته من كل مكروه ..
وعندما آن للفيلسوف أن يخلد ذكراه .. بحث في أصقاع الدنيا عن ثامن عجائبها .. ليخلد ذكراه بما يليق بعظمة فلسفته التي أفنى عمره زاهيا بها .. فلم يجد سوى قصيدة الزعامة .. كان ذكيا خارق الذكاء وهو يخلد مجده في أرقى عجائب الدنيا معنى ..
أما الذئب الذي مزق قصائد العالم بأسره .. فلم يجد بدا من أن يعلن ولاءه لها ويخدمها كأخلص كتابها .. كيف لا وقد صاغ جواهر الكلام فيها .. ولؤلؤ الجمال في ثناياها .. كيف لا وقد هرول طويلا من أجلها .. وتحمل المر .. لا لبأسه فقط .. بل لفرط عذوبتها التي تلاشت أمامها كل المشاق ..
أنشدها آلاف هنئت بهم جنبات الملعب .. يوم غدا درة الملاعب درة تطوقها أبيات القصيدة .. يلؤلؤها بريق الزعامة الحقة .. عندها تمتمت الدرة بتميمة الحسد .. خوفا على نفسها منه .. فالزعيم يحتفل بها .. وياله من احتفال .. كرنفال لا للنهاية كما هو كل كرنفال .. بل لبداية المجد الجديد والعهد المجيد .. بداية فصل جديد من فصول قصيدة الزعامة .. صاغة ابو اثنين .. ودققه الدعيع .. وصادق عليه الشلهوب .. وأعلنه التمياط .. وشهد عليه الدوخي.. وخطه الشريدة .. ليختمه الغامدي أخيرا بخاتم الخلود ..
فلنردد قصيدة الزعامة .. بفصولها .. ولنعلو بها فوق ربوات الدنيا .. ولنجعل منها نبراس التفوق والنقاء ..
يا هلال يا مهد البطولات ويش سويت .. تستاهل الأمجاد مجد ورى مجد ..
يا هلال نادتك البطولات ولبيت ..
عندها توقف القلم .. لا لجفاف حبره .. بل به ما يكفي لإكمال القصيدة وقد يزيد .. بل وقف ليقرأها إعجابا بها ..

أعلنت هذه الرسالة في ديوان كسرى الصحراء ليرسلها لكافة ملوك الدنيا ..
العجيبة الثامنة .. قصيدة الزعامة ..









مبروك الفوز بالسوبر