مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/08/2006, 03:26 PM
القاضي القاضي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/12/2001
المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
"سحر الشرق" تهدد و تتوعد ، يا لثارات ابن مقبل .




يا حبكم للشر . ;)


إن كنتَ أتيتَ ، عزيزيَ القاريءَ ، لمناصرتي و للذود عني فأهلاً بك و إن كنتَ غير ذلك ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ، فدونك الموضوع فاقرأه من أوله إلى آخره و أنا أضمن لك أن تتعاطف معي.

وقف صاحبنا ، تحت شمس الرياض الحارقة و في صيف نجد اللاهب ، ينتظر دوره عند صراف أحد البنوك التي تمتاز بثقل الدم و الطينة و لو أن ذلك البنك رجلاً لأشفقنا على الأرض من تحمله. الحاصل أن صاحبنا طال انتظاره في طابور الجمعية ، آسف طابور ذلك الصراف التعيس ، و مما زاد من تعاسة أخينا في الله أنه اختار اليوم الذي تصطف فيه فلول المواطنين لاستلام "معاشاتهم" لإعطائها لشركات التقسيط ليذهب للصراف. ذلكم هو الخامس و العشرين من الشهر الهجري.

المهم أن الشمس عملت عمايلها فحمّرت وجهه و شوت بشرته و أصبح لونه ضارب في الحمرة مشوباً بسواد ، سود الله وجه العدوين. و عندما أصبح قاب قوسين أو أدنى من الفرج و أصبح ذلك الصراف في متناول يده ، عندها اقتربت سيدةٌ تتهادى في مشيتها آتية من سيارة ليموزين قاصدة صوب ثقيل الدم الصراف.

بطبيعة الحال لأننا لا نهتم بالمرأة و لا نحترمها ، كما يردد على أسماعنا من يسبح بحمد الغرب ، فإن صاحبنا و أرتال البشر من وراءه تراجعوا خمس خطواتٍ إلى الخلف ليسمحوا لصاحبة السمو أن تأخذ طريقها إلى الصراف. طبعاً السيدة نظرت لهم نظرة استنكار أن " ماذا تفعلون هنا تضايقون إماء الله".

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . حكم القوي على الضعيف .

دخلت المرأة إلى سيء الذكر الصراف مستمتعة بهواء المكيف المنعش و طابور التماسيح في الخارج يرددون " أتقلب على جمر الــ ... " . ثم تسمرت أختنا في الله أمام شاشة الصراف قرابة النصف ساعة و لا أحد يدري هل كانت تعد نقودها ، أم أنها ظنت أنها أمام صويحباتها تتبادل معهم أطايب الحديث ، أم أنها لا تعرف كيف تتعامل مع الصراف ، أم أن المحروسة أخذت على خاطرها لأن الصراف لم يختشي على دمه و خاطبها كذكر . لا أحد يدري فالناس في الخارج أصبحت الدقيقة كأنها يوم كامل بسبب الأجواء الجميلة التي ننعم بها.

و الله يا أحبة إنني لم أجد تفسيراً يقنعني لِمَ تتعمد المرأة محاربتنا نحن الرجال بهذه الطريقة. هل لأن معالي الوزير غازي ليس في صفنا و لم تملأ عينه أكوام الشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل شريف فلا يجدون و عوضاً عن ذلك أشغلنا و أشغل نفسه بتوظيف النساء. هل لأن الرجال تماسيح و لا مؤاخذة ، و لديهم قدرة في التحمل و الصبر !؟

ماهو شعورك أيها التمساح العتيد إذا أوقعك حضك العاثر أمام صراف كما جرى لصاحبنا الآنف الذكر ثم أتت إمرأةً تريد أن تقضي بعض الوقت مع الصراف (!!) ضاربةً بمشاعرك أنت أيها التمساح و من خلفك من نفس فصيلتك عرض الحائط؟ هل لك شعور أصلاً حتى ينتبه له الناس ؟

لا بد أن ننشيء لنا جمعية حقوق الرجل فحقوقنا باتت في انحدار و سيأتي يوم يجمعوننا في مكانٍ منعزلٍ في الربع الخالي مثلاً و يتركوننا بدون ماءٍ و لا طعام. حينها لن يلتفتن إلى أصحاب المعلقات و المشاعر الفياضة و "حبني" و "أحبك" بل هم من ستسعر بهم نار الإنتقام.

حتى في عالم الشبكة العنكبوتية ، ظن الرجل أنه بمنأى من تلك السلطة الأنثوية لكن ظنه ذهب أدراج الريا مثل ظنون بني يعرب التي شنفوا آذاننا بها و لم نرى لا طحين و لا حتى تراب. فكل يوم تخرج لنا عضوة جديدة تطلب الترحيب بها . آمنا بالله . مرحباً أختي .. أنت بين إخوانك . حسناً و ماذا بعد !؟ هي بضعة أيام ثم تقلب تلك العضوة على ذلك التمساح المسكين ظهر المجن. ما أسرع النساء في الإنخراط في التجمعات العنقودية النسوية النووية الباليستية. ألا ترون أنهن الآن بتن أزواجاً بعد أن كن فرادى. بل إن إحداهن و تسمي نفسها بعد عملية تجميلية سريعة "سحر الشرق" أنّ هنّ يخططن ليأتين في جماعاتٍ رباعية الأعضاء.

هذا يعني أنك إذا أضفت تعليقاً على إحداهن تنواشتك الأخرى لتستلمك الثالثة لتقضي عليك الرابعة. و التماسيح يا حبة عين أبي ريمان في سباتٍ عميق. لا و الأدهى و الأمر و العلقم و الحلتيت و الصبر أن معاشر التماسيح لا زالوا يظنون فيهنّ خيراً من خلال القصائد و الخواطر و الكلمات الناعمة. كم نحن مساكين ، يا أحباب ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

نعود لصاحبنا ذاك الذي غدا كفروج فقيه المشوي و البركة في أختنا المرأة. صاحبنا جمع شجاعته و "تمسحته" و طرق على أخته في الله باب الصراف الزجاجي أن " اخلصي علينا لا بارك الله في الفلوس و لا في البنوك" ، طبعاً محدثاً نفسه فقط. التفتت عليه المرأة ، التفاتة النسر ، و دحجته بنظرةٍ حادةٍ كما تفعل بطالباتها و قالت له " لو سمحت ابعد شوي هذا صراف" !!! سبحان الله .. ظننته مخبز !!!؟ غني عن الذكر أن أقول لكم أن صاحبنا لم يصرف في ذلك اليوم بل انصرف قبل أن يصاب بضربة شمس أو يفور دماغه.

أنا أطالب شعراء و أدباء المجلس العام و كتاب الخواطر و المشاعر أن يتوقفوا عن رسم الصورة الجميلة الأخاذة عن المرأة فيكفينا ما فينا. هم أكثرية و نحن أقلية فيجب أن نصرف قوانا الكتابية في مدح بعضنا بعضاً و إن لم ينفع نمدح التمساح و الضب و البعير عوضاً عن ذلك ففيها مدح لنا. امدحوا عطارد أو المريخ أو بلوتو لكن بالله عليكم لا تقربوا القمر أو الشمس فهي تذكرنا بــ"بعض الناس". اكتبوا عن البرشومي و الفول و ابتعدوا عن الفُلّ و الياسمين و الورد فهي تشير إلى طيبات الذكر. تكلموا عن أي شيء و في أي شيء لكن أرجوكم ابتعدوا عنهن.

قديماً قال عنترة :

إذا قنعَ الفتى بذميمِ عيشِ ## وَكانَ وَراءَ سَجْفٍ كالبَنات
وَلمْ يَهْجُمْ على أُسْدِ المنَايا ## وَلمْ يَطْعَنْ صُدُورَ الصَّافِنات
ولمْ يبلغْ بضربِ الهامِ مجداً ## ولمْ يكُ صابراً في النائباتِ
فَقُلْ للنَّاعياتِ إذا بكَتهُ ## أَلا فاقْصِرْنَ نَدْبَ النَّادِباتِ
ولا تندبنَ إلاَّ ليثَ غابٍ ## شُجاعاً في الحُروبِ الثَّائِراتِ




دمتم بخير .

اخر تعديل كان بواسطة » القاضي في يوم » 27/08/2006 عند الساعة » 03:42 PM
اضافة رد مع اقتباس