رياح شرقية
أزمات الاتحاد.. لماذا وإلى أين؟!



محمد الشيخ
انتهت أزمة محمد نور مع ناديه الاتحاد، بجملة قرارات أحسبها منصفة وقوية حفظت من خلالها هيبة المؤسسة الرياضية العليا؛على الأقل وفق ما علمناه رسميا من حيثيات القضية، لأنه وفي اعتقادي ان ما علمناه من القضية وفق التسريبات الصحفية والشعبية إنما كان بمثابة رأس جبل الجليد او جبل النار، و إلا « ياما تحت السواهي من دواهي» كما يقال!!.
٭٭ قلت في المقدمة ان القضية كانت بين نور وناديه، وهذه حقيقة بدليل ان الاحكام الصادرة على خلفية التحقيقات لم تتعد اللاعب وناديه وما عدا ذلك من احكام أو قرارات إنما هي هشيم نار القضية ليس إلا، على الرغم من ان بعض الاتحاديين كان يسعى الى تشتيت اذهان الممسكين بملف القضية من خلال حشر اسماء ليست ذات علاقة البتة بالقضية من خلال حملة اعلامية اظهرت فشلها.

٭٭ بعيدا عن صلب القضية ثمة أسئلة جوهرية اعتقد ان الاتحاديين يتهربون من الاجابة عليها لان في تفاصيلها تكمن الحقيقة، تلك الحقيقة التي صار ابناء العميد يتهربون منها، بحجة أن هناك من يكمن في التفاصيل، وقد أعذرهم نوعا ما، فثمة أشياء صارت تكمن صار يكمن في تفاصيل التفاصيل!!.

٭٭ من بين تلك الاسئلة هو لماذا وصل الحال بين نور وناديه الى هذا المستوى من التعاطي الذي رمى به الى الايقاف المحلي لمدة عام كامل وهو اللاعب (رقم واحد) في كتيبة النمور؟، ثم لماذا صارت القضايا الاتحادية تتأجج سواء تلك التي تكون داخل أسوار البيت الاصفر، او خارجه دون سائر الاندية الاخرى، ثم لماذا يحاول الاتحاديون في كل مرة زج الهلال في قضاياهم تارة، أوالسعي نحو محاولة رمي البيت الأزرق بحجارتهم تارة اخرى؟ وقبل ذلك لماذا وصلت الحال بين الاتحاد والهلال الى هذا المستوى المتردي من العلاقة خلال السنوات القليلة الماضية بعد ان كانت في افضل حالاتها خلال سنوات طويلة خلت؟ ثم من المسؤول عن تفجير الخلافات بين الاتحاد والاهلي الى هذا المستوى العنيف من التعاطي الذي لم نعهده رغم طبيعة العلاقة بين الجارين منذ قديم الزمن؟

٭٭ تلك الأسئلة وغيرها كفيلة بان تكشف للاتحاديين وغير الاتحاديين اسباب ازمات الاتحاد والتي تفشت في السنوات الاخيرة حتى تجاوزت الحدود، هذا ما إذا اراد الاتحاديون المتزنون - حقا - الوصول للحقيقة، رغم يقيني ان الوصول اليها لا تحتاج الى أعياء نفس او تكبد مشقة.

٭٭ كلنا يعرف ان الاتحاد حتى ما قبل عام 2003م كان مثالا للنادي الذي تمتد علاقتاته الحميمية مع كل اندية الوطن كبيرها وصغيرها، والتي ترسخت من خلال تاريخه الضارب في جذور الرياضة السعودية كيف لا وهو عميدها، وعبر رجالاته الذين صنعوا امجاده، غير ان تلك العلاقة أخذت في التحول شيئا فشيئا منذ ثلاثة اعوام تقريبا فصارت معظم الاندية السعودية عند الاتحاديين المتنفذين حاليا في خانتين لا ثالث لهما إما مع او ضد.

٭٭ هذا النوع من العلاقة بين الاتحاد والاندية الاخرى فجرت العديد من الازمات، ليس بين الاتحاد وتلك الاندية بل حتى بين الاندية الاخرى بعضها بعضا حتى صرنا عند كل قضية نفتش فيها عن الانف الاصفر فنراه محشورا فيها، وليس ببعيد عن ذاكرتنا ازمة القادسية والهلال في موضوع ياسر القحطاني وأزمة الخليج والاهلي في موضوع تيسيرآل نتيف بل حتى في ازمة النصر الرئاسية في العام المنصرم وأزمات اخرى عديدة مشابهة.

٭٭ إن المتأمل في الشأن الاتحادي الراهن يدرك تماما ان هذا النادي العريق بات من الصعب عليه الخروج من أزماته، فإن خرج من واحدة «، فالاخرى تنتظره، وكل ذلك يعود الى تغييب صوت المنطق داخل البيت الاتحادي الكبير من خلال فرض الوصاية ووضع اليد على كل مقدرات النادي وهو الذي لطالما حفل بوجود رموز لها ثقلها ليس داخل هذا البيت وحسب بل حتى على مستوى المنظومة الرياضية المحلية برمتها دون ان يستفرد أي منهم بمصير هذا النادي الكبير.

٭٭ هذه الحال خلفت اتحادا ليس كذاك الاتحاد الذي عرفناه، او الذي سمعنا به، او حتى الذي ما زال يروي عنه التاريخ منذ ما يقارب الثمانين عاما، هذا الاتحاد ليس اتحاد المؤسس حمزة فتيحي وعبد الحميد مشخص و طلال بن منصور وأبناء جميل وبا ناجه وناظر وبن محفوظ واللنجاوي وابو الجدايل وجمجوم وغيرهم من الاسر الاتحادية العريقة التي طالما روت الاتحاد بعطائها وحبها ونبلها حتى صار الاتحاد حقيقة للجميع، أما هذا الاتحاد فهو اتحاد يستند على مبدأ «الراي رايك يايبه.. والشور شورك يا يبه» وهو المبدأ الذي سيجعل هذا النادي العريق يعيش في أتون أزمات تلو ازمات لا يعلم الا الله إلام سيصار بعدها!!.