مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 15/08/2006, 10:57 AM
الهلالي الثقفي الهلالي الثقفي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 23/03/2005
المكان: ..
مشاركات: 2,640
مشكور أبو فهد على هذه القصة الرائعة و قد وردت في كتب كثيرة

منهم من ذكر أنها حدثت لغلام مع الأمام الشافعي و منهم من ذكرها للأصمعي




المقصود بالمفتي المكي من آل هاشم هو الأمام الشافعي

وتتلخص هذه القصة في أن غلاما في زمن الإمام الشافعي بلغ به العشق مبلغا عظيما

فجاء ذات مرة إلى حلقة الإمام الشافعي ولأنه لم يكن يريد أن يعلم أحد ما به

كتب سؤاله له في رقعه وقدمها له وكان فيها هذا البيت:

سلِ المفتي المكي من آل هاشم
إذا اشتد وجد المرء ماذا يصنع

فأخذ الإمام الرقعة وقرأ البيت فكتب تحته:

يداري هواه ثم يكتم وجده
ويصبر في كل الأمور ويخضع

ثم ناولها الغلام فأخذها وانصرف

إلا أنه عاد في اليوم الذي يليه حاملا الرقعه نفسها

وقد كتب تحت بيت الإمام الشافعي:

وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم غصة يتجرع

فكتب الإمام تحته مجيبا له:

فإن هو لم يصبر على ما أصابه
فليس له شيء سوى الموت أنفع

فأخذها الغلام منه وانصرف ولم يسمع به بعدها أبدا

إلى أن وجده بعضهم ميتا بجوار صخرة وبيده الرقعة وكان قد كتب فيها:

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنع




و أما من أورد القصة للأصمعي

فهي أن الأصمعي مر يوما في طريقه فوجد صخرة و قد كتب عليها

أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل العشق بالفتى كيف يصنع ُ

فكتب الأصمعي ردا على هذا البيت :

يداري هواه و يكتم سره
و يصبر في كل الأمور و يخضع ُ

فمر الأصمعي في اليوم و التالي و وجد مكتوبا على الصخرة:

و كيف يداري الهوى و الهوى قاتل الفتى
و قلبه في كل قلبه يتقطعُ

فكتب الأصمعي :

و من لم يجد صبرا لكتمان سره
فليس له شئ سوى الموت ينفعُ

و في اليوم الذي يليه و جد مكتوبا على الصخرة :

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنعُ

هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم
و للعاشق المسكين ما يتجرعُ




أشكرك أخي فهد على مشاركتك الرائعة و أتمنى لك التوفيق
اضافة رد مع اقتباس