مؤشرات فشل أحمد الصويلح في تجربته الإحترافيه بالنمسا ...
ذهب الكابتن أحمد الصويلح الى النمسا لخوض تجربة إحترافيه في نادي سالزبورج كسفير للاعبين السعوديين الى اوروبا في تجربه تعد الثالثه في تاريخ اللاعبين السعوديين في الأراضي الأوروبيه !!!
في التجربتين السابقتين كانت المكتسبات وعوامل الفشل قد تقاسما النتيجة فالتجربة الأولى تأثرت بعوامل شخصية والثانية لظروف خارجه عن الأراده !!! فماذا عنك يا صويلح ؟؟؟
اللاعب السعودي كان في حاجه منذ فتره طويله الى جرأة المغادرة واكتشاف المجهول !!! حيث ان هذه الخطوه الإحترافيه ستمنح اللاعبين السعوديين قدرة على بناء الشخصية وايضا على صقل الموهبه وتمنحه الفرصه بالتعرف الى ان الآخرين مثله تماما يلعبون الكره بأقدامهم !!!
وجدنا اللاعبين السعوديين في مشاركاتهم العالمية وللمرة الرابعه على التوالي لا يقدمون ما يشفع لهم ان يكونوا ممثلين للوطن وسفراء للكرة العربيه الى العالمين مالم نستثني التجربة الأولى !!! ومن الغريب ان تتوقع بعد تلك التجربه الأولى ان يتصاعد مستوى الأداء للاعبين السعوديين لتظهر لنا الأيام ان هذا التصاعد كان في الإتجاه العكسي !!!
اللاعب السعودي يعاني من مشكلة أسمها العلوج !!! فاللاعبين قادرين على مقارعة كوريا الجنوبية رابعة العالم وان يهزموهم في عقر دارهم كما انهم قادرين على مقارعة افريقيا الحصان الجامح في كل مونديال عالمي ولكن اذا ما كان خصمي من القارة العجوز فقل على لاعبينا السلام !!! فلعل البشرة البيضاء المستحلبة المشرأبة بحمرة علجية تفقد لاعبينا ابجديات كرة القدم !!!
الهلال ككيان ورجال كان سباقا كعادته في تذييل العقبات وتطلعات اللاعبين في خوض تجربة أحترافيه خارج أسوار الوطن ... لذلك لا عجب ان وجدنا التجربتين السابقتين والتجربة الحاليه في الأحتراف الأوروبي المجيرة بأسم الوطن السعودي كان صنيعة نادي الهلال ... ولكن يبدو ان لوائح الإتحاد السعودي كان عقبة امام إي خطة طموحة لفتح آفاق أوسع للاعب السعودي !!! وأعتقد لو كان الإتحاد السعودي متواكب مع التطورات العالمية ويمتلك أعضاؤه فكر أحترافي راق لكان نادي الهلال قد خطى خطوات متقدمه في هذا الشأن ولتبعه في ذلك أندية الوطن السعودي الأخرى وكان نتاج ذلك سينعكس ايجابا على مستويات الكرة السعودية في المحافل العالمية ...
يجب علينا ان نعي جيدا اننا معنيين بتطوير قدراتنا ويجب علينا ان نتجاوز عقلية التخلف بأعتبار اننا الأفضل وبالتالي نستحق ان يلعب لاعبينا في اندية اوروبا العريقه كأساسيين أو فأن الوطن أولى بأبنائه !!! وكأننا سنذهب لكي نفيدهم من قدراتنا وتطورنا وليس العكس !!!
على الصعيد القاري لدينا تجربة كوريا واليابان ... فالدولتين كانتا تسوقان لاعبينهم لدى اندية الدرجة الثانية في اوروبا وليس ذلك فحسب بل كانتا تدفعان لهذه الأندية كي تضم لاعبينها وبعد ذلك تركت للاعبين فرصة اثبات قدراتهم واستحقاقهم ان يكونوا في وضع أفضل ... ماذا حدث بعد ذلك ؟
ذهب مجموعه من اللاعبين الى اوروبا في اندية من الدرجة الثانية وجلس مجملهم على مقاعد الأحتياط ولكن قلة منهم تمكن من حجز مقعده بين الأساسيين في الفريق والبقية عادت ادراجها الى اوطانهم ... المجموعه التي حجزت مقاعدها بين الاساسيين وقدموا مستويات متقدمه شوهدوا من اندية الدرجة الأولى فتحول بعضهم الى الدرجة الأولى وفي الدرجة الأولى هنالك من تمكن من حجز مقعده بين الأساسيين وهنالك من تمكنوا من الانتقال الى اندية عريقه وبين هذا وذاك كان لاعبي كوريا واليابان مطلوبين من الأندية الأوروبيه منهم من تمكن من النجاح ومنهم من عاد الى وطنه ... هذه العمليه بمجملها جعل اليابان وكوريا تقدمان المستويات المشرفه جدا والتي ظهران بها في مونديال 2002 م واوصلهما الى ادوار متقدمه منها كوريا رابع العالم ... حتى في المونديال الأخير بالمانيا كان الخروج الكوري مشرفا جدا وكان الحضور الياباني ايجابي لولا ان اللاعبين اليابانيين تصرفوا بحماقات كان سببها الأول الغرور الغير مبرر ...
وضع بصمة ايجابية في مونديال عالمي يحتاج الى جهد وصبر وخطط بناء طويلة الأجل لا تتوقف عند مرحلة معينة فحسب بل يجب ان تتواجد العقلية التي تفكر فيما بعد ذلك ...
نعود الى الكابتن أحمد الصويلح لنضع نصب عينيه النقاط التالية :
( 1 ) يجب ان تضع يا صديقي مخافة الله بين عينيك ... ومخافة الله هنا ليس مجرد كلمة وجب التنويه بها كتحصيل حاصل وانما هذه المخافة يجب ان تكون عن يقين وثقة انك عندما تكون مع الله فان الله سيكون معك في محنة الغربه وصعوبة التجربة وان كانت ليست بالمستحيلة ...
( 2 ) يجب ان تعلم يا صديقي انك لست في رحلة للنزهة تريد ان تذهب هنا وهناك وتستكشف هذا وفرصة للتعرف على ذاك ، يجب ان تضع نصب عينيك انك في مهمة عمل محددة وما عدا ذلك قادر على القيام به لاحقا كما انك سفير لأخوانك بالوطن وسفير لسمعة العرب وسوف تلتمس لديهم ان اولائك القوم لا يميزون بين اقطارنا العربيه فنحن جميعا لديهم يطلق علينا العرب ...
( 3 ) اولائك القوم على قدر ما تتوفر لديهم المتع المباحة وغير المباحة ويوفرون كل الوسائل لأشباع الرغبات الا انه يجب عليك ان تعلم ان اولائك القوم يمتلكون عقلية عملية جدا وبالتالي هم يحترمون الشخص الذي يظهر قدر كاف من الجدية في العمل وقد تتعجب ان الكثير منهم سينظر لك بأحترام كبير اذا ما اظهرت التزامك الشخصي بمفاهيمك الدينية من اجتناب النساء والشراب والمحافظه على الصلاة شريطة أحترام مفاهيمهم الخاصة بهم دون الخوض فيها والحديث عنها ... وبالتالي كما يقولون لدينا باليمن : ( قع رجال وارفع الراس ) ...
( 4 ) اولائك القوم لا تتوفر لديهم فطنة العربي ولكنهم يتميزون بانهم على قدر عال جدا من الأختصاص وهذا ما نفتقده نحن العرب وبالتالي تجنب في تعاملك معهم إي تبرير او محاولة للمراوغة حتى ان كنت قادر على ذلك ... نفذ ماهو مطلوب منك بالنص والشئ الذي لا تجيده قل لهم ان لديك القدره على تعلمه ...
( 5 ) تعامل مع الجميع باحترام وافرض على الآخرين احترامك دون مسبة او عدوان ... خذ النقاط اعلاه بعين الأعتبار فسوف تفرض أحترامك ...
( 6 ) استمتع بالعمل الذي تقوم به وتذكر جيدا ان اللاعبين يذهبون الى العمل على المستطيل الأخضر وليس يذهبون للتمرين كما يقال لدينا وهنالك فارق كبير بين العبارتين !!!
( 7 ) تعلم النوم المبكر والاستيقاظ المبكر والغذاء المتنوع وفق الحصص المحددة وتجنب تعاطي المسكرات او الدخان ومصاحبة النساء وتجنب تكوين ( شللية ) حتى العربيه منها في بداية مشوارك الأحترافي ، امنح نفسك الفرصة لأثبات نفسك وفرصة لمعرفة المجتمع المحيط بك ...
( 8 ) الكره الأوروبيه في مجملها تعتمد على البنية واللياقة الجسدية وعلى اساسيات الكره بحد أدنى وعلى اللعب الجماعي كفريق ... لذلك ضع نصب عينيك كيف يمكن لك ان تتعلم جيدا كيف تعمل كفريق وكيف ترتقي بلياقتك عاليا خاصة وان لديك المهاره والبنية الجيدة ...
هذه النقاط الثمانية أضعها يا صويلح أمامك كمتطلبات نجاحك بتوفيق من الله في تجربتك الإحترافيه وسوف تلاحظ انها كل متكامل إي أخلال بأحدهما سيتبعه أخلال في متطلبات أخرى مما يجعل مؤشرات فشل المهمه واضحه لكل ذي بصيره ، وأياك والرذيلة وصحبة السوء وأعطاء النفس هواها ... والخيار بين يديك ...
أتمنى لك يا صديقي كل التوفيق وان تكون على قدر الثقة التي منحت لك ونسأل الله لك الهداية والسداد ...
ودمتـم فـي خيـر
