مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 01/08/2006, 05:48 PM
أبو راس أبو راس غير متواجد حالياً
مشاكس اجتماعي بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 30/10/2005
المكان: الكرة الأرضية
مشاركات: 1,846
توضيح المفتي عجبني بالحيل

ما بقوا الا يقولون الصوم في الحر صعبه .. طلعوا فتوى ما نصوم الا بالشتاء !!!!!!

بس انت نشرت الملخص

وهذا هو بالكامل نجيبه لكم غير حصريا مع خدمات أبو راااااااااااااااااااس:



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..

فقد اطلعنا على ما نشرته صحيفة السياسة الكويتية يوم الجمعة 28 ربيع الآخر 1427ه الذي يوافقه 26 مايو 2006م عدد رقم /13485/ تحت عنوان /إيقاف صلاة التراويح/ وتعرضت فيه لعدة أمور أهمها مايلي:

أولا: ذكر اتفاق العلماء والفقهاء والمؤرخين على أن أول من جمع صلاة التراويح في جماعة هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

ثانيا: ذكر اتفاق العلماء والمؤرخين على أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجمعها في جماعة.

ثالثا: ذكر أن صلاة التراويح والقيام تسبب الازدحام حول الكعبة والتدافع ونحو ذلك.

رابعا: الطلب من هيئة كبار العلماء الاجتماع لاتخاذ قرار لايقاف صلاة التراويح والتهجد في المسجد الحرام وتبرير ذلك بأن مكة المكرمة كلها حرم وأن صلاة التهجد لم تصل في جماعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف الا في العهد السعودي.

خامسا: ان أهل مكة حين يصلون في الحرم يسببون مضايقة للمعتمرين والزوار الذين عانوا مشقة السفر في سبيل القدوم لاداء العمرة.

سادسا: الدعوة الى توزيع أئمة المسجد الحرام على المساجد الكبيرة في مكة لتقام صلاة التراويح بها بدلا عن إقامتهم لها في المسجد الحرام.

سابعا: أن المراد هو تفريغ المسجد الحرام لاداء صلاة العشاء والطواف بالكعبة المعظمة والسعي بين الصفا والمروة من دون ازدحام ولا فوضى أو مشكلات وحتى يتم القضاء على ظاهرة حجز الاماكن بالمسجد الحرام أو بيعها أو تأجيرها بوضع السجاجيد.. الخ.

وبعد تأمل المقال رأيت أن أكتب توضيحا يبين للكاتب وللقراء الكرام حقيقة الامر وذلك من وجوه..

الوجه الاول:

أصل جمع الناس على صلاة التراويح كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها.. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد.. فانه لم يخف على مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها. هذا لفظ البخاري وفي رواية له بزيادة (وذلك في رمضان).

وفي رواية عند أبي داود عن أبي ذر قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم بنا فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل فقلت يارسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة قال فقال: ان الرجل اذا صلى مع الامام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة قال فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال فقلت ما الفلاح قال: السحور ثم لم يقم بنا بقية الشهر.قال ابن حجر رحمه الله لما ساق الحديث وشرحه.. وفي حديث الباب من الفوائد (غير ما تقدم) ندب قيام الليل ولاسيما في رمضان جماعة لان الخشية المذكورة أمنت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك جمعهم عمر بن الخطاب على أبي بن كعب انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.

فأصل صلاة التراويح في جماعة ثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الا أنه عليه الصلاة والسلام لم يواظب عليها خشية أن تفرض على الأمة فلما توفي صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وأمنت خشية فرضية صلاة الليل في جماعة جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه فجمع الناس عليها وجعل امامهم أبى بن كعب رضي الله عنه. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية.. وأما قيام رمضان فان رسول الله صلى الله عليه وسلم سنه لأمته وصلى بهم جماعة عدة ليال وكانوا على عهده يصلون جماعة وفرادى لكن لم يداموا على جماعة واحدة لئلا تفرض عليهم فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم استقرت الشريعة فلما كان عمر رضي الله عنه جمعهم على امام واحد وهو أبى بن كعب الذي جمع الناس عليها بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه.وقال ايضا رحمه الله.. وقيام رمضان قد سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «ان الله قد فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه» وكانوا على عهده صلى الله عليه وسلم يصلون أوزاعا متفرقين يصلى الرجل وحده ويصلى الرجل ومعه جماعة جماعة وقد صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم جماعة مرة بعد مرة وقال: «ان الرجل اذا صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة لكن لم يداوم على الجماعة كالصلوات الخمس خشية أن يفرض عليهم فلما مات أمنوا زيادة الفرض فجمعهم عمر على أبي بن كعب» أ0ه.

وبهذا يتبين أن دعوة الاتفاق المذكورة في صدر المقال غير صحيحة.

الوجه الثاني: الطلب من هيئة كبار العلماء الاجتماع لاتخاذ قرار لايقاف صلاة التراويح والتهجد في المسجد الحرام فلي معها وقفات:

الوقفة الاولى: التقدير للكاتب في أصل الطلب وأن الواجب الرجوع الى أهل العلم في مثل هذه الامور. الوقفة الثانية: كنا نؤمل في الكاتب أن تكون كتابته هذه الى الامانة العامة لهيئة كبار العلماء أو الينا في مكتبنا بالرئاسة العامة للافتاء. لا أن تكون عن طريق الصحافة خصوصا أن الكاتب يعلم أن مثل هذه الصحف يقرأوها المتعلم والعامي ومن لا يدرك أبعاد الامور فالقضايا الشرعية العامة لا تطرح بمثل هذا الطرح.

الوقفة الثالثة:من الادب مع العلماء طرح الاشكال عليهم وهم المرجع في التحقق من الاشكال فان وجد أنه اشكال واقعي يستحق النظر درسوه فبحثوا عن الحل الشرعي المناسب.

كما قال تعالى {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.

أما أن نطلب منهم أن يتخذوا قرارا نحدد لهم معالمه ونلزمهم باصداره فهذا لا يليق كالقول أن من المفروض أن يجتمع كبار علمائنا بهيئة كبار العلماء لاتخاذ قرار لايقاف صلاة التراويح أو القيام والتهجد في المسجد الحرام من أول يوم رمضان.

الوجه الثالث: أما دعوى الزحام أو القصد الى تفريغ المسجد الحرام لاداء صلاة العشاء والطواف بالكعبة المعظمة والسعي بين الصفا والمروة.. فان الزحام اذا وجد في المواسم فانه لا يرفعه ترك التراويح بل سيبقى لان من قصد المسجد الحرام سيبقى طائفا أو تاليا أو عاكفا أو مصليا والحرم انما وضع لذلك يقول الله عز وجل {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود}، قال ابن كثير رحمه الله: وقد اختلف الفقهاء أيهما أفضل الصلاة عند البيت أو الطواف به فقال مالك رحمه الله الطواف به لاهل الامصار أفضل.

وقال الجمهور الصلاة أفضل مطلقا.

وفي سنن أبي داود وابن ماجه وغيرهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال « يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا يطوف بهذا البيت ويصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار». والمقصود أن منع الناس من صلاة التراويح في المسجد الحرام لاجل تفريغه للطائفين تحكم لا يسنده الدليل. ثم ان المسلمين لا يزالون يصلونها في المسجد الحرام منذ قرون. فقد أخرج الفاكهي بسنده الى عكرمة بن عمار قال: أمنا عبدالله بن عبيد بن عمير في المسجد الحرام وكان يؤم الناس فكان يقرأ بنا في الوتر بالمعوذات يعني في شهر رمضان. وقال في نفس السياق.. وقال بعض أهل مكة.. كان الناس بمكة في قديم الدهر يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرم تركز حربة خلف المقام بربوة فيصلى الامام دون الحربة والناس معه فمن أراد صلى ومن أراد طاف وركع خلف المقام.. ثم استرسل فيما أقره خالد القسري بعد.وذكر ذلك الازرقي بأتم من سياق الفاكهي وأن خالدا القسري هو أول من أدار الصفوف حول الكعبة لما ضاق عليهم أعلى المسجد فلما قيل له.. تقطع الطواف لغير المكتوبة قال: فأنا امرهم يطوفون بين كل ترويحتين سبعا.. الى آخر ما ساق في خبره. والمقصود أن صلاة التراويح جماعة في رمضان حول الكعبة أمر معهود منذ زمن قديم ومن تتبع تواريخ مكة وكتب التراجم والرحلات علم ذلك واجتمع له عدة ممن أموا الناس في قيام رمضان بالمسجد الحرام.أما ما ذكر من أن المسجد الحرام يشمل حدود الحرم جميعها فهذا حق ونحن نقول به ونقول بأن التضعيف الوارد في الحديث يشمل جميع الحرم بدلالة قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } ولكن هذا لا يبرر إيقاف صلاة التراويح في الحرم ومنع المصلين من صلاة القيام في الحرم. وقبل أن أختم هذا البيان والايضاح أحب التنبيه الى أمر مهم وهو قول الكاتب: « وأن صلاة التهجد لم تصل في جماعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الا في العهد السعودي».والمقصود بصلاة التهجد في هذا السياق هو صلاة القيام في جماعة في رمضان وتصلى آخر الليل بعد أن يصلى الناس أول الليل شيئا من التراويح ثم ينصرفون للراحة أو العشاء ليتقووا على صلاة الليل وهذا في العشر الاواخر.

والاصل في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الاخير من رمضان تقول عائشة رضي الله عنها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر» أخرجه مسلم.

فالعشر الاخير من رمضان له مزيد فضل على غيرها من الليالي لفضلها ولان ليلة القدر فيها فالاجتهاد فيها مطلوب. وأما دعوى أن العهد السعودي هو الذي بدأ بذلك فهذا باطل لان النبي صلى الله عليه وسلم كما مر معنا في أول هذا الايضاح قد صلى بالناس في العشر الاخير أربع ليال كان آخرها الى قريب الفجر حتى خشوا فوات الفلاح وهو السحور. فهذا هو الاصل وفي هذا السياق أحب أن أنبه الى أمر مهم وهو أن بعض الكتاب ما فتئوا يذكرون أشياء في المشاعر المقدسة أو الشعائر الشرعية ويزعمون أن الدولة السعودية هي التي أحدثتها وهذا غمز في هذه الدولة السلفية التي حرصت على السير على ما سار عليه السلف الصالح من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وبقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وما عليه أئمة الدين ولم يوجد في العهد السعودي لا في المشاعر ولا في الشعائر شيء مبتدع ولله الحمد والمنة وهذا من فضل الله تعالى على حكام هذه البلاد المباركة.وإنما هم حريصون أشد الحرص على السعي في التسهيل على الحجاج والمعتمرين والزوار بالتوسعة والتكييف وشق الطرق وعمل ما من شأنه تسهيل القيام بالشعائر مع المحافظة على المشاعر. هذا ما نشهد الله عليه مما علمناه من حكام هذه الدولة أدام الله بعز الاسلام عزها أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى انه سبحانه سميع مجيب.وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار

العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء

عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
اضافة رد مع اقتباس