مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/07/2006, 04:16 PM
الهارف الهارف غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/07/2002
المكان: حيث تسكن الحروف
مشاركات: 205
ليس طريق التحرر من خلال المتعة الجسدية و الخدمة المنزلية

________________________________________
هل تخلصت الأنثى من قيود الرجل..؟!!


لا زلت أعجب ممن يطالب بالمساواة بين النقيضين !! فمتى كان بين الأنداد من إنصاف , و أي عدالة تلك التي ستجعل كفتي الميزان على قدرٍ واحد من الموازنة , وهل هو حق مكتسب أو يكتسب ذلك الإنصاف و تلك العدالة الضائعة في سماء عقل الرجل المعتم ..

كانت تارة جارية وكانت تارة أخرى غانية وكانت نديمة الندماء اقترنت باللون الأحمر سفكُ دِماء ومعاقرة الراح وليالي (.......) جعلت صورة لغٍٍٍِِلاف فسلعة للعرض استخدمت أداة فبيعت بالإعلانات تصورها الشركات كلوحة عارية بل تظهر ابرز مظاهر تضاريسها فقط لجذب الانتباه , تتمايل على أنغام الأوتار فأي إنصاف تريد المرآة وهي لا تزل جارية أي مساواة تريد وهي لا تزل تجعل من نفسها لوحة لفنان وأي عدالة تريد وهي لا تزل عبدتٌ لمن ملكها و ما ملكت غير أنوثتها ...

تفحصت التاريخ فما وجدت للأنثى لدى الرجل سوء الاستعباد و الاسترقاق , فمنذُ عصور جُعلت هبة النيل حتى حزام العفة مرورا بحق الليلة الأولى حتى نلج بوابة وأدِها , ومسارح حرقها إلى الخِفار فالخِتان لم تكن هذه العادات المتطرفة بحق المرأة منبعثة من رحم العدم و لم تهوي من السماء بل هي في بعضها خُرافات قادها الرجال و في بعضها الآخر ظهرت كنتيجة لعقدة الرجل من " العار" ..

التربية الاجتماعية في مجتمعاتنا الشرقية لا تزل تحاكي هذا المفهوم القصري " العار" فنحن لا زلنا نزرع في أذهان الأطفال منذُ المهد إلى اللحد فأنت الرجل السيد المتحكم المتسلط و هي " الدرة المصونة " و " الجوهرة المكنونة " لنتعقل قليلاً و نفكر بهذه المصطلحات البائسة " الدرة و الجوهرة " " المصونة و المكنونة " إن الدرة و الجوهرة أحجار كريمة نفيسة غالية الثمن و المصونة و المكنونة تعبر عن الصناديق الحديدة لحفظ كل ما هو غالي و نفيس عن أعين و أيدي الطامعين و المتطفلين فهل "الأنثى" درة و جوهرة لنضعها في جوف الصناديق و هل المتطفلين و الطامعين هم ذئاب بشرية تنسج خيوطها كبيوت عنكبوت من أجل فريسة من الدر و الجوهر ..!! بهذه العقلية نربي الأبناء مما لا شك فيه إن هو إلا عبث طال المرأة في زمن جبروت الرجال ...

(( لقد رسخت ثورة "1789" عددا من الحقوق التي تنطبق على كل مواطن وواضح أن المقصود في الدرجة الأولى "الرجل" و لكن لا يمنع كوننا قد رأينا أول حركات تحرر المرأة تبرز في ظل الثورة الفرنسية تحديدا وفي عام " 1787" نشر الفيلسوف "كوندوريس" رسالة حول حقوق المرأة أعلن فيها أن للنساء الحقوق الطبيعية ذاتها التي للرجال وقد كانت النساء خلال الثورة نشيطات في النضال ضد النظام القديم و ما إن أستقر الوضع بعد الثورة و ارتباطها بالقضايا العامة حتى عدنا إلى النظام الاجتماعي التقليدي و الهيمنة الذكورية المعتادة و بعد سنتين من الثورة و الإعلان حول حقوق المرأة أعدمت واحدة من المناضلات في سبيل المساواة في الحقوق كانت تدعى بــ"اوليمب دو غوج" و حظر على المرأة القيام بأي عمل سياسي وكان لا بد من الانتظار حتى القرن التاسع عشر لتقوم في أوروبا كلها حركة نسائية وراحت تكسب النساء المعركة شيئا فشيئا )) ... "" من كتاب عالم صوفي ""

من خلال هذا السرد ندرك جيدا بأن المطالبة بالحقوق و المساواة لا يأتي من خلال النقر على الطبول و التراقص على أنغام الآلات الوترية و شفط الدهون ونفخ الشفاه وامتلاك عدسات بألوان الطيف و التخصر في الأسواق و المجمعات و الحدائق وفي بهو الصالات و تقليم الأظافر في الصالونات لا بد من العمل الدءوب الجاد و الابتعاد عن الانعزال الفكري في ركن الرجال المظلم و ليس طريق التحرر من خلال المتعة الجسدية و الخدمة المنزلية ..


قد يعتقد البعض أن هذه الصور للمطالبة بحقوقها السياسية فقط موجودة في بُلداننا العربية و يعتبره البعض قمة التخلف فالدول قد قطعت شوطا كبيرا نحو تحرر الفكر المنغلق للجانب الأناني في المجتمع فالدول المتحضرة جعلت لها مقعد على منبر الحريات و هذا قول غير صحيح فالمرآة هناك سلبت ابسط حقوقها فلا تزل تسجل باسم زوجها وكأنها عقار تنقل ملكيته ..

مساران متناقضان انحدر بـ"الانثى" الى الهاوية طريق سلكه الرجال تقوده الأنانية و التملك و منحنى آخر قادته " الأنثى" لتنزلق إلى حيث أرادها الأسياد أن تصير إليه وهو نِتاج لفكر نحت في صخر العقول الرجعية ..

قد يبدُ للبعض بأن هناك رجال تدعم موقف النساء حول حقوقهن السياسية و الاجتماعية الحقيقة بأن الرجال يردون سلب المرأة آخر حقوقها وهي "أنوثتها" ...


الهارف

اخر تعديل كان بواسطة » الهارف في يوم » 29/07/2006 عند الساعة » 04:32 PM
اضافة رد مع اقتباس