مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #22  
قديم 17/07/2006, 02:23 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ M A L D I N I
M A L D I N I M A L D I N I غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/12/2005
المكان: الــريــاض
مشاركات: 3,394
دورتموند










تعتبر دورتموند القلب النابض لمنطقة الرور. وترتبط المدينة بشكل لا يقبل القطيعة بكل من الفحم الحجري و الفولاذ. تحولت المنطقة مع مرور العقود الماضية من منطقة تعتمد على المعادن إلى منطقة جذابة للتكنولوجية المستقبلية. هناك شئ واحد لم يتغير بهذه المنطقة ذلك أن لعبة كرة القدم مازالت تحتل المرتبة الأولى في دورتموند حيث يتدفق ملايين من محبي كرة القدم على ملعب فيستفالن لمشاهدة مباريات فريقهم المفضل بوروسيا دورتموند.


ويعود تاريخ دورتموند إلى حقبة ما قبل التاريخ و بداية الحقبة الأولى من التاريخ حيث أدت الحفريات الأركيولوجية التي جرت في أعماق المدينة إلى اكتشاف تجمعات سكنية استقرت بالمدينة يعود تاريخها إلى 1000 سنة قبل الميلاد. و تم في سنة 1907 اكتشاف آثار مثيرة للغاية على شكل كنز يعود تاريخه إلى أواخر العصور الوسطى، حيث تم العثور على 444 قطعة نقدية من الذهب يعود تاريخها إلى أواخر العصر الروماني و 16 قطعة من الفضة بالإضافة إلى حلي للعنق من الذهب وقد تم دفن هذه القطع النقدية في سنة 410 ميلادية.



ازدهار المدينة في عهد الرايخ و تألقها كمدينة الهانزا




ورد ذكر اسم مدينة "تروتمانى" لأول مرة في إحدى فهارس الكنيسة ما بين سنة 880 و 884 م ولقبت دورتموند بمدينة الرايخ خلال القرن 12 و 13 وهو ما يعرف بعصر هوهنشتاوف نسبة الى قلعة شوابيا هوشتاوفن. عرفت المدينة توسعا ملحوظا حيث امتدت حدودها إلى خارج المدينة و يعتبر الشارع الدائري للمدينة و المعروف ب Wallring خير شاهد على ذلك و من المآثر الدالة على أن المدينة كانت مستقلة على شكل دولة إقليمية ذلك البرج الكبير المتواجد بها بشكل ملفت للنظر.



عرفت دورتموند في العصور الوسطى ازدهارا اقتصاديا على يد مجموعة من الحرفيين و التجار الذين جعلوا منها أهم مدينة تجارية أو مدينة الهانزا فكانت تصدر كل من القطن و التوب والنبيذ والحديد و منتجات معدنية إلى كل من منطقة فلا ندرن البلجيكية و إنكلترا. إلا أن حرب الثلاثين سنة لعبت دورا كبيرا في تدمير المدينة ذلك أن المدينة أصبحت وخصوصا بعد ما تبنت الأفكار الإصلاحية لمارتن لوتر تحت زعامة القيصر، في مواجهة مباشرة مع كثير من أعدائها مما عرضها أكثر من مرة للاحتلال وهكذا تراجعت المدينة من مدينة تجارية مزدهرة و مهمة في عهد الرايخ إلى مدينة تعتمد على الزراعة.



من مدينة زراعية إلى مدينة صناعية



لم تستعد المدينة أنفاسها من أهوال الحرب التي عاشتها إلا بعد مرور 200 سنة، ومع بداية القرن التاسع عشر تحولت دورتموند إلى مدينة صناعية استقرت بها مجموعة من المعامل الصناعية. احتفلت المدينة سنة 1837 بتحقيق إنجاز رائع في مجال صناعة المناجم العميقة حيث أدت الاختراعات التقنية الجديدة في هذا المجال إلى اختراق عمق 100 متر من الطبقة الجيرية الصعبة لاستخراج الفحم الحجري. حققت دورتموند نموا متزايدا جعل منها مركزا صناعيا لمنطقتي فيتستفاليا و الرور. وتبقى مداخن المصانع العالية و بنايات المعامل بالإضافة إلى مخلفات الفحم الحجري وأعمدة دخان المعامل هي السمة الغالبة على المدينة.








عرف النصف الثاني من القرن العشرين تراجعا في أسعار البترول والفحم الحجري المستورد مما أدى طبعا إلى تغيير على مستوى بنيات سوق الطاقة، حيث توقفت المناجم عن العمل و تمت تسريحات جماعية للعمال. إلا أن مدينة دورتموند لم تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه الأزمة بل قامت برد فعل ديناميكي على مستوى تغيير البنية الاقتصادية للمدينة مما دفع بعض الشركات ذات الرؤية المستقبلية في المجال اللوجيستيكي و قطاع المعلومات و برامج الحاسوب و تكنولوجيا الاتصال إلى الاستقرار بهذه المدينة.



وتتوفر دورتموند بالإضافة إلى ذلك على 30 معهد للبحث العلمي وعلى مركز واحد للتكنولوجيا في المنطقة المجاورة للجامعة و يُشرف فريق من الباحثين في هذه المعاهد على تطوير و تجربة كل ما جد من اختراعات حديثة في مجال التكنولوجيا. تستقبل المعاهد العليا الخمسة المتواجدة بدورتموند لوحدها فقط 33 ألف طالب يتابعون دراستهم العليا بها، كما يعمل 4700 موظف في مجال البحث العلمي لدى أكثر من 20 معهد ذات شهرة عالمية في مجال البحث العلمي.




الرياضة، كرة القدم و نادى بروسيا دورتموند BVB





أصبحت مدينة دورتموند خلال السنوات القليلة الماضية تقدم نفسها باعتبارها مدينة رياضية عالمية وتعتبر هذه المدينة المتواجدة بمنطقة الرور بمثابة نقطة أولمبية هامة بفستفاليا، حيث تقوم برعاية خيرة الرياضيين في مجال ألعاب القوى على مستوى اختبار الأداء و التمرين بطرق علمية متطورة بالإضافة إلى تقديم خدمة استشارية للرياضيين في مجال التغذية، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الرياضة بمختلف أنواعها تلقى إقبالا كبيرا في دورتموند حيث يصل عدد المسجلين في الأندية الرياضية إلى حوالي 140 ألف شخص يمارسون رياضة معينة وتستقطب كرة القدم لوحدها أكثر من 40 ألف لاعبة و لاعب مسجلين في مختلف أندية كرة القدم المتواجدة بالمدينة.







مصدر الصورة: Picture-Alliance / Helga Lage




يعتبر نادى بروسيا دورتموند ذو التقاليد العريقة المسؤول الرئيسي على هذا الإعجاب الكبير بكرة القدم و قد أُسس هذا النادي الناجح في سنة 1909. وتعود أولى و أهم إنجازات ونجاحات النادي إلى سنوات 1956، 1957 و 1963 حيث فاز فيها ببطولة الدوري الألماني لقسم المحترفين، كما تعتبر سنة 1966 بمثابة إنجاز تاريخي على المستوى العالمي حيث فاز النادي لأول مرة و كأول نادى ألماني بكأس الأندية الأوربية للفرق الفائزة بالكأس.




تكرر الشيء نفسه خلال التسعينات و كان التاريخ يعيد نفسه حيث لم يكتف فريق بروسيا دورتموند بالفوز ببطولة الدوري الألماني للمحترفين للمرة الثانية على التوالي بل أضاف إلى سجل تاريخ كرة القدم الألمانية إنجازا تاريخيا تمثل في فوزه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوربا على فريق جوفونتوس تورين الإيطالي بثلاثة أهداف لواحد وبذلك يكون أول فريق ألماني يفوز بهذا اللقب. يتسع ملعب فيستفاليا لحوالي 83 ألف متفرج الأمر الذي جعل منه أكبر ملعب في ألمانيا ورشحه في نفس الوقت وبجدارة لاستضافة مباريات كاس العالم التي ستعرفها ألمانيا في سنة 2006