الموضوع: جهد مقابل مال
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/07/2006, 05:10 PM
الهارف الهارف غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/07/2002
المكان: حيث تسكن الحروف
مشاركات: 205
جهد مقابل مال


سأتجاوز حدود القيود , و أقفز خارج الأسوار , قد أكسر في طريقي بعض الأعراف و القيود , و أفتح بعض الأبواب ولها قد أطرق , لن أتحلى بالسكوت , و لن أصمت , سأطرح ما وقفت عنده و لن أخجل , فذلك موجود , وعنه نغفل ...

قد ينزعج البعض , و قد يسيء الظن , ليست بتلك مشكلة , نحن هنا لنختلف , لا أن نتفق , و كما أوردت سابقا , فقد أتيت من بعيد لأطرق كل موضوع و سأبحث , قد أكون جريء لطرح مثل هذا الموضوع , وقد لم أسبق ...

لن أطيل بالمقدمة , فالعنوان مهما كان , لن يفي الموضوع حقه , فلابد من القراءة , كي تزيل الغشاوة عن الأعين , و تدرك العقول للمعنى ( جهد مقابل مال ) كل الأعمال التي نقوم بها مقابل مادة معينة نستحقها من أجل ذلك الجهد الذي نبذله , لكي نستطيع أن نبذله مرة أخرى ...

ولكم أن تتخيلوا القدر الهائل من العناوين التي قد تصلح لمثل هذا المقال إنما هذا العنوان الذي وضعته هو ما وجدته أكثر تهذيب و أدب لأكثر مهنه يهان فيها الأدب , و تنحط فيها الأخلاقيات إلى أقص أعماق الوحل ...

إنها أعرق و أقدم مهنة في التاريخ عرفها الإنسان منذُ وطأة قدمه على وجه الأرض حتى يومنا هذا و مابين المرور الأول للإنسان حتى أول حلقة من العصور الغابرة , و مرورا بحقبة حقبة , حتى نصل لعصور عرف بها الإنسان العقل و نقل الحكمة , فظهور الأديان ...

ووصولا للحضارة و التقدم العلمي , فلا تزل تلك المهنة موجودة برغم , من السعي الحثيث لكي أن تباد أو أن تختفي , مجهود أفراد , ودول , ومؤسسات , لم تستطع أن تحجب, و لم تستطع أن تخفي....

لقد باتت في عصرنا هذا أكثر تنظيما و أكثر تعقيدا مما سبق , فلم يمارس تلك المهنة سوء الساقطات , و إن كنت أكثر جرئه لقلت ( العاهرات ) فهن يبعن الجسد مقابل لقمة العيش , وهو سبب ليجعلهن يعملن ....

ومثل أي ظاهرة مجتمعية قد تطورت و نمت بشكل أكثر إيلاما , مما سبق , في وقتنا الحاضر تنوع الغرض من السياحة حتى أصبح , ما يدعا بالسياحة الجنسية , وأصبحت بعض البلدان تشتهر و قد تحتـكر هذه الأنواع من البغاء و جذب العدد الأكبر...

ليس هذه الموضوع الذي أريد نقاشه , أو طرحه لكم هنا , كما قلت سابقا ( جهد مقابل مال ) هذا ما كانت عليه الصورة في زمن أغبر قد أهمل , أما في وقتنا الحاضر لبست هذه المهنة عدة عناوين أكثر , منها ( متعه مقابل مال ) , ( التسلية مقابل مال ) .. الخ .

في عصرنا هذا أصبحت تلك المتعة و التسلية ليس لسد شبح الفقر عن تلك الساقطات , بل أصبح سببه البحث عن الثراء , الشهرة , مواصلة دراسة , وقد يكون بحث عن السياحة من غير أي كلفة , أصبحت الأجساد سلعة , للبيع لمن يدفع أكثر ...

في أحد المقالة التي نشرتها أحد الصحف لقاء مع أحد تلك ( ........ ) التي امتهنت ذلك العمل , تقول في البداية كنت فقط أمارسها كي أكسب بعض المبالغ , حتى بلغت مرحلة أمارسها لأكمل دراستي الجامعية , و أبحث عن المتعة في بلوغ أماكن لا أتستطيع بلوغها من هم في مستواي الطبقي , و القليل من الهدايا لا يمنع فالغاية أسمى من الوسيلة ...

وقالت أخرى في هذا العمل عدت مستويات فهناك من الفقيرات , و هناك من يعمل في تنظيم , يسهل الوصول إليه و يسيطر على قطاع معين , وهناك من يعملن لحسابهن الشخصي إنما على مستوى أعلا من الطبقات الثرية , والنوع الأخير لا يبحث , أنما يبحث عنه لصفات !!! ..للأسف هذا ما يحدث لا يحدث بعيد عنا , بل في مجتمعاتنا الشرقية المحافظة , فإلي أين وصلنا يا تُرى .!! و ماذا بعد ذلك ..!!؟ .

أصبحت الأنثى للمتعة , و سلعه , وصوره لمجلة , وكليب لأغنية , و غانية سخيفة , تظهر من تضاريسها ما يجعلها بالغة الشهرة , و فنانه ساقطة , في معاني الكلمة ,فأين الحياء و العفة ..!؟ و أين ذهبت الأعراف و التقاليد .!!؟ أين تلك ..!!؟ و أين ذهب المجتمع ..!!؟ .

من وجهة نظري , الإعلام هو محرك هذه الظاهرة بصورها وأشكالها المختلفة , فهذا الجيل لا يرى سوء هذه الصور أينما ذهبت عينها على القنوات الفضائية , نعم هو الإعلام من جعل من الساقطين و الساقطات مُثل و رموز لهذا الجيل ...

فنحن نبحث عن كل شيء يتعلق بهم ونتعلق به , فأصبحنا إمعات نقلد إمعات , حتى و صلنا إلى ما نحن عليه الآن فإلى أين نسيــــــر , و إلى أين سننجرف مع التيار , قليل من البصيرة و سندرك , الآن , أم غدا , أم مستقبلا , سنغرس رؤوسنا في الرمال , زمننا , بعدها سيظهر ما هو أخطـــــــــر ..!!

الهارف
اضافة رد مع اقتباس