تقلبات أسواق المال مدعاة للقلق والفائدة تثير الشكوك

رويترز - بال (سويسرا)

قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" حمد السياري ان الزيادة الاخيرة في تقلبات الاسواق المالية تدعو للقلق لكن هذه الزيادة ترجع الى الغموض الذي يكتنف أثر أسعار الفائدة الاعلى على التضخم والنمو.

وقال السياري "السوق متقلبة الان. وهذا طبيعي عندما تكون هناك شكوك بشأن أسعار الفائدة وأثر زيادة أسعار الفائدة على التضخم والنمو الاقتصادي".

وأضاف على هامش الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية ببنك التسويات الدولية "التقلبات تدعو للقلق"، في اشارة الى الانخفاض الكبير الذي شهدته أسواق الاسهم والسلع الأولية في مختلف أنحاء العالم وشهدت الأسواق الصاعدة اقبالا شديدا على البيع في الاسابيع الاخيرة مع تزايد التوقعات بأن البنوك المركزية سترفع أسعار الفائدة.

وأدت سياسة تيسير الائتمان التي أعقبت انهيار أسهم قطاع التكنولوجيا عامي 2000 و2001 الى تباين في النمو العالمي وأسعار الاصول وخاصة السلع الاولية والعقارات والسندات وبعض الاسواق الصاعدة.

وفي أوائل مايو الماضي بدأ اقبال شديد على البيع عندما تزايد قلق المستثمرين خشية ان تدفع المخاطر التضخمية مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) لرفع أسعار الفائدة عن مستوى خمسة في المئة.

وقال السياري ان المملكة ليس لديها خطط لرفع قيمة عملتها لان التضخم محدود ولالتزامها بسعر صرف محدد بمقتضى ارتباطها بمجلس التعاون الخليجي.

وقال محافظ "ساما" إن المؤسسة ليست مضطرة لمجاراة تغييرات أسعار الفائدة التي يجريها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) وإن خياراتها مفتوحة. وكان الريال السعودي صعد في مايو الماضي بعد أن رفعت الكويت قيمة عملتها الدينار للمرة الاولى منذ 17 شهرا مما أثار تكهنات عن احتمال رفع قيمة عملات خليجية.

وسئل السياري عما اذا كانت المملكة تعتزم رفع قيمة الريال فقال "ليست لدينا أي خطط لتغيير سعر الصرف." ويعتزم مجلس التعاون الخليجي اقامة اتحاد نقدي بعملة موحدة وبنك مركزي موحد على غرار منطقة اليورو.

وأضاف السياري ان التضخم المحلي منخفض وان المملكة يربطها اتفاق بالبقاء في حدود السعر الساري وعدم تغيير سياسة الصرف الاجنبي حتى تنتهي الترتيبات للوحدة النقدية. وتابع "الاتفاق يلزمنا بالبقاء في هذا المسار بالسياسة الحالية حتى يتكون اتحاد نقدي. والسياسة هي سعر الصرف الثابت أمام الدولار."

وقال السياري إن مؤسسة النقد العربي السعودي لديها كل الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. وقال "لدينا اعتباراتنا وسياستنا وتطوراتنا المحلية الخاصة. ليس علينا ان نتحرك بما يتفق بالضبط مع الخطوة (الامريكية). فهذا يتوقف على الوضع المحلي."

وتابع "نحن نراجع وضعنا. وخياراتنا مفتوحة. وكل الخيارات دائما مفتوحة."

ومن المتوقع ان يرفع مجلس الاحتياطي الفائدة الامريكية ربع نقطة الى 5.25 في المئة يوم الخميس المقبل. وأصبحت ايرادات النفط على نحو متزايد مصدرا رئيسيا لتمويل العجز التجاري الامريكي الذي تجاوز 700 مليار دولار في العام الماضي مع بقاء أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها وزيادة ايرادات منطقة الخليج. ويدعو البعض دول المنطقة الى معالجة الفوائض المتزايدة في موازين المدفوعات والمعاملات الجارية.

وقال السياري إن طبيعة الفوائض في الدول المصدرة للنفط والدول المصدرة للمنتجات الصناعية مثل اليابان والمانيا مختلفة. وتابع "الفرق ... هو اننا نصدر احتياطياتنا. وهذا مصدر قابل للنفاد. وهو ليس سلعا مصنعة قابلة للتجدد بشكل مستمر". وأضاف "نحن نبادل احتياطياتنا من احتياطيات النفط باحتياطيات نقدية. ونحن نفعل ذلك استجابة لحاجات عالمية وليس لاحتياجاتنا الخاصة."

وكان مسؤول رفيع بصندوق النقد الدولي قال هذا الشهر ان الصندوق يحث دول الشرق الاوسط المصدرة للنفط على انفاق المزيد من ايراداتها القياسية للمساعدة في معالجة الاختلالات التجارية التي تهدد الاقتصاد العالمي.

وسلط تقرير لوزارة الخزانة الامريكية في مارس الضوء على مدى الزيادة التي أدى اليها ارتفاع أسعار النفط في فوائض المعاملات الجارية في الدول الكبرى المصدرة للنفط وتضخيم العجز الامريكي. وقال التقرير ان على الدول المصدرة للنفط ان تسهم في خفض هذا العجز.