مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 23/06/2006, 02:28 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
من جديد .. هذا حجمنا فكفوا عن النواح

"غسلونا" ، "فضيحة" ، "خسرنا كل شيء" ، "الأخضر تبعثر" ، "البداية ضيعتنا" ، هكذا خرجت صحفنا بعد مباراة منتخبنا مع منتخب أوكرانيا ، فيما النقاد راحوا يجلدون لاعبا معينا أو المدرب ، أحد النقاد الأهلاويين حمل الهزيمة لثلاثي الاتحاد ، مع أنه قبل المباراة أكد لنا أنه يشم رائحة الفوز .
دعونا الآن نعود بالذاكرة إلى 4 سنوات ، قبل وبعد مباراتنا مع ألمانيا ، كان البعض يشم رائحة الفوز أيضا ، بعد النهاية خرجت صحفنا بنفس التعليق ، فيما النقاد أنفسهم طالبوا برأس المدرب والكابتن وحارس المرمى الدعيع ، المدهش أن من طالبوا بتغيير الدعيع 2002م ، هم أنفسهم الذين طالبوا بلعب الدعيع 2006م بدلا عن مبروك زايد .
أذكر أني كتبت مقالا بعد هزيمة ألمانيا بعنوان "هذا حجمنا فكفوا عن النواح" ، تحدثت به عن الفروقات الفردية بين اللاعب السعودي واللاعب الألماني/الأوروبي ، وأن هناك فروقات كثيرة ، الجانب اللياقي يتدرب الأوروبي بمعدل 4-6 ساعات يوميا ، فيما اللاعب السعودي يتدرب بين 1.5-2 ساعة يوميا ، الانضباطية والمعرفة أو الثقافة الرياضية هم يتفوقون ، فقد أعاد منتخب ألماني طريقة لعب ابتكرها الألمان في 1970م وتسمى "القادمون من الخلف" ، فيما لاعبونا ليس لدى غالبيتهم إن لم أقل كلهم فكرة عن تطور طرق اللعب في كرة القدم .
العقل أو سرعة التفكير وهو أول وأهم الفروقات بيننا ، فبطء التمرير هو دليل واضح على أن اللاعب السعودي يحتاج لوقت أطول ليفكر وينفذ ، وهذه ليست أزمة اللاعب فقط بل والإنسان السعودي ، والمسئول عن هذه الأزمة طرق التعليم لدينا ، بالإضافة للوصاية التي يمارسها المجتمع على الفرد ، هذه الوصاية لا تمنح الفرد منذ الطفولة فرصة أن يفكر ويقرر ، أي لا تدرب العقل على التفكير السريع ؛ لهذا يصبح اللعب بطيئا .
هذا ما كتبته قبل 4 سنوات وليس لدي ما أضيفه لمشاكلنا الجديدة القديمة ، سوى أنه آن الأوان لفك الاتحادات عن رعاية الشباب ، آن لنا أن نقول للمسئولين الذين أعطوا من وقتهم وجهدهم للرياضة شكرا لكم ، وآن لكم أن تستريحوا لأن الرياضة أصبحت علما واحترافا وأنتم لم تتغيروا .
أذكر في حوار على الهواء مباشرة بيني وبين وكيل الرئيس العام الدكتور صالح بن ناصر ، وعضو اتحاد كرة القدم الدكتور حافظ المدلج ، كنت أقول لهما : كل اتحادات العالم تمول نفسها فيما الاتحادات السعودية مازالت عالة على الدولة ، وأحضرت الاتحاد الياباني نموذجا وأنه حقق في العام الماضي أرباحا بلغت 150 مليون دولار ، فثارا بوجهي ورفضا هذه المقارنة ، مع أن اليابان أصبح يحتكر البطولة الآسيوية ، فكيف سننافس في كأس العالم طالما هم لا يريدون المنافسة على المستوى القاري ، ومازالوا يكلفون الدولة أموالا فيما كل اتحادات العالم تمول نفسها ذاتيا ؟
قد يرى البعض أن المقارنة بيننا وبين اليابان غير واقعية ، وهذا صحيح على مستوى الواقع الآن ، ولكن نحن نحتاج أشخاصا يغيرون الواقع لمصلحتنا ، ليصبح المستقبل أجمل .
بقي أن أقول : إنني أحلم مثل كل مواطن بأن نتفوق بكل المجالات ، ولكن هل يعلم البقية أنه ولكي تتحقق أحلامنا يجب أولا أن نستيقظ .



نقل عن جريدة شمس