مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 24/03/2002, 10:40 PM
السلطانة السلطانة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2001
المكان: جدة
مشاركات: 2,219
اسأل الله ان جزيك خيرا

013 ــ وسئل أيضا : كيف نجمع بين حديث جبريل الذي فسر فيه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الإيمان ( بأن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) وحديث وفد عبد القيس الذي فسر فيه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الإيمان ( بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأداء الخمس من الغنيمة )؟

فأجاب بقوله : قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول إن الكتاب والسنة ليس بينهما تعارض أبدا ، فليس في القرآن ما يناقض بعضه بعضا ،وليس في السنة الصحيحة عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ما يناقض بعضه بعض ، وليس في القرآن ولا في السنة ما يناقض الواقع أبدا ؛ لأن الواقع واقع حق ، والكتاب والسنة حق ، ولا يمكن التناقض في الحق ، وإذا فهمت هذه القاعدة انحلت عنك إشكالات كثيرة . قال الله ـ تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ـ النساء : 82 . فإذا كان الأمر كذلك فأحاديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لا يمكن أن تتناقض فإذا فسر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الإيمان بتفسير ، وفسره في موضع آخر بتفسير آخر يعارض في نظرك التفسير الأول ، فإنك إذا تأملت لم تجد معارضة : ففي حديث جبريل ، عليه الصلاة والسلام ، قسم النبي ،صلى الله عليه وسلم ، الدين إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : الإسلام.

القسم الثاني : الإيمان .

القسم الثالث : الإحسان .

وفي حديث وفد عبد القيس لم يذكر إلا قسما واحدا وهو الإسلام . فالإسلام عند الإطلاق يدخل فيه الإيمان لأنه لا يمكن أن يقوم بشعائر الإسلام إلا من كان مؤمنا فإذا ذكر الإسلام وحده شمل الإيمان ، وإذا ذكر الإيمان وحده شمل الإسلام ، وإذا ذكرا جميعا صار الإسلام يتعلق بالقلوب ، والإسلام يتعلق بالجوارح ، وهذه فائدة مهمة لطالب العلم ، فالإسلام إذا ذكر وحده دخل فيه الإيمان ، قال الله ـ تعالى ـ ( إن الدين عند الله الإسلام ) ـ آل عمران : 19 .ومن المعلوم أن دين الإسلام عقيدة وإيمان وشرائع ، وإذا ذكرا جميعا صار الإيمان ما يتعلق بالقلوب ، والإسلام ما يتعلق بالجوارح ، ولهذا قال بعض السلف : ( الإسلام علانية ، والإيمان سر ) لأنه في القلب ، ولذلك ربما تجد منافقا يصلي ويتصدق ويصوم فهذا مسلم ظاهرا غير مؤمن كما قال ـ تعالى ـ : (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) ـ البقرة : 8
اضافة رد مع اقتباس