تحية معطرة للجميع ،،، ادعوكم اليوم الى نبض حرفي مع قصة قصيرة ..


وضع أحمد حقائبه امام باب شقته وقبل ان يضع يده على مقبض الباب ادار

وجهه إلى صندوق البريد هم بدخول البيت لكن شيئا ما ألح عليه بفتح الصندوق

عاد ثانية ينظر في الصندوق وفي نفسه تساؤلات شتى ... ترى ما بداخله؟؟؟

فاتورة الهاتف والكهرباء وماذا أيضا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مد يده وفتح الصندوق وجد رسالة كل ما عليها : " مستشفى الاطفال "

مستشفى الاطفال ؟؟؟؟؟؟؟ ما علاقتي به ؟؟؟؟؟؟؟؟

ادخل الرسالة في جيبه ....... دخل شقته ... كل شيء فيها يوحي بالكأبة

الغبار كسا أثاث المنزل ،،،،،، ورائحته تخنق الآنفاس .. دخل غرفته

وجدها كما هي عليه حتى التقويم لم يتغير تاريخه 12/12/1421

تناول سماعة الهاتف وادار القرص متصلا على بيت اهل زوجته يسأل عمن

خلفهما وحيدتين زوجته وابنته ....


فرد " عمه والد زوجته " نعم

قائل احمد : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

رد عمه : وعليك السلام ،،،، لا تقل عمي .....


والله لم ارد عليك السلام إلا احتراما لتحية الإسلام وإلا فلست أهل لذلك

دارت الأفكار في رأسه وشعر بالضيق من هذا الاستقبال الشيء ،، وأراد ان

يحطم كل شيء امامه ،، لكنه وجد التقويم ،، أخذ يطوي أوراقه حتى وصل

إلى 12/3/1422 ......

آه ثلاثة أشهر مضت وانا في الغربة ......

ألقى نفسه على السرير لم يشعر إلا ويده تمتد إلى جيبه لتخرج الرسالة ..

ترى ممن هذه الرسالة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تفأجا بأنها تحمل :

والدي العزيز ....

ابعث إليك هذه الرسالة التي تضج بالآلم والجراح ...

ابعث إليك هذه الرسالة وأنا لا أعلم على اي عنوان ارسلها


إلى السويد .. أم إلى باريس .... أم إلى اي بلد ؟؟؟؟؟؟

وإذا ارسلتها فعلي أي فندق ستصل ؟؟؟؟؟؟

نعم يا والدي كبرت وفهمت معنى كلماتك التي ترددها عندما تريد

السفر " سأذهب للاستجمام !!!!!!!!!!

لقد فهمتها يا والدي ويا ليتني لم افهمها ........


والدي العزيز ...

خمسة عشر خريفا مرت من عمري وأنا انتظرك ...

خمسة عشر خريفا مرت من عمري وكلما سمعت صوت السيارة وقفت انتظرك

واقول في نفسي والدي لقد عاد !!!!!!!

خمسة عشر خريفا وأنا اتمنى ان اصرخ : ابي عد إلينا ...

هذه قطرات دمي على الورق .. إنني اسعد دما .. كم كنت بحاجة إليك وأنا

انتظر من يتبرع ويوصلني إلى المستشفى .... كم كنت بحاجة إليك .....


تطوقني بحنانك .... قبل ان يضمني القبر بوحشته ....

أبي ان تكن الآيام قد فرقتنا ،،، فعد إلى الله حتى القاك في الجنة بإذن الله

ابنتك ......

12/2/1422

سقطت الرسالة من يده ،، وغرقت عيناه بالدمع وترقرت على خديه ...

حقا لقد خسرت زوجتي وابنتي الوحيدة ....

فها هو نحيبه يشق عنان السماء ويخرق اسوار الصمت تجاوبه الاصداء عاتبه

وتعاتبه ...

فما زال قول الله تعالى " قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا .. إنه هو الغفور الرحيم "

يدور في مسامعه ،،،، ادار وجهه فأذا بزوجته تأخذ بيده قائلة : ما زال في العمر بقية وما زال باب التوبة مفتوح .. فلنبدأ من جديد ...