نزولا لرغبة أخ عزيز جدا على نفسي كتبت هذا الموضوع في منتدى الهدف الرياضي وقد رأيت أنه من واجبي أيضا المشاركه هنا بنفس الموضوع راجيا أن ينال اعجابكم و متمنيا أيضا أن يصل صوتي الى مسامع المسؤولون عن الرياضه و الشباب فى هذا الوطن:

لعل الكثير منكم كان قد تابع لقاء السبت الماضي بين متصدري ما كان يعرف بأقوى دوري عربي فريقي الهلال و الاتحاد وقد قدم الفريقان مباراة لم ترتقي و بكل أسف حتى الى المتوسطه فنيا علما بأنها تأتي في نهاية الموسم تقريبا في وقت كان من المفترض فيه أن يكون حضور الفريقين الفني في قمته بعيدا عن غياب لاعبي الفريقين الدوليون فكل فريق منهم يملك ثلاثة من اللاعبين الاجانب المحترفين و هنا تكمن الطامة الكبرى فمنذ قرار اعادة اللاعب الاجنبي للملاعب السعوديه لم نرى محترف واحد يملك مستوى فني راقي يعيد لنا أيام طارق ذياب و تميم الحزامي و نجيب الامام و ريفلينو و ليره و غيرهم ممن كان لديهم القدره على رفع المستوى الفني لفرقهم و بالتالي المساهمه بشكل فعال في ارتقاء الكره السعوديه بشكل عام والتي أنطلقت بعد ذلك لحصد الانجازات الاقليميه و القاريه و الدوليه. نعود الى مباراة القمه أو المفترض أنها تكون كذلك و لكن للأسف لم نشاهد سوى لاعبين مشحونين نفسيا بقيادة حكم مهزوز معنويا و أجانب فقيرين فنيا فكانت النتيجه العامه مخاشتات و اعتراضات لا يمكن قبولها حتى على مستوى الانديه الريفيه.

و بكل أمانه لا يمكن أن نرمي باللوم على الهلال و الاتحاد وحدهما فالكره السعوديه تمر بمرحله هبوط حاد في المستوى بصفه عامه وهو مؤشر خطير مالم يتم تدارك الامر من قبل المسئولون عن الرياضه و ذلك من خلال اعادة النظر في الكثير من الامور و لعل أهمها دراسة جدوى استمرار اللاعب الاجنبي في الملاعب السعوديه فقد كان غياب لاعبو المنتخب في السابق سببا في بروز العديد من المواهب الشابه والتي أثبتت تواجدها في كثير من المناسبات بل و كانت تبعد الدوليون عن القائمه الاساسيه تماما كما حصل مع الثنيان و سعد مبارك في الهلال عام 1405 و قد كانا سببا في ابعاد منصور بشير و عادل عبد الرحيم عن قائمة الهلال الاساسيه بعد عودتهما من المنتخب السعودي انذاك و الامثله في الفرق الاخرى كثيره و لا مجال لتعدادها الان. يجب أيضا اعادة النظر في طريقة احتراف اللاعب السعودي فمادام اللاعب محترفا فبجب عليه الالتزام بواجباته تماما كما هو حاصل مع الموظف الذي يعمل من 6 الى 8 ساعات يوميا أما استمرار الوضع الراهن من حضور تدريب يومي لايتجاوز الساعه و النصف الى الساعتين في أحسن الاحوال فلا أعتقد أن تلك فترة كافيه لرفع المستوى الفني والمهاري و اللياقي و الثقافي أيضا لأي لاعب و لعل هذا من أهم الاسباب التي تجعل سماسرة الفرق العالميه تصرف النظر عن فكرة التعاقد مع اللاعب السعودي.

أخيرا هناك الكثير من الامور الفنيه و التي لا أعتقد أن اللجان الفنيه في الاتحاد السعودي بغافلين عنها مثل جدولة المشاركات المحليه و الخارجيه للفرق و المنتخبات منذ وقت مبكر و اعانة و رواتب الاحتراف والنقل التلفزيوني و غيرها. أتمني بكل صدق أن تعود الايام التي كنا ننتظر فيها بكل شغف اللقاءات التي تجمع الاربعه الكبار بالاضافه للشباب و القادسيه و الاتفاق و دمتم.