مساء الورد والجوري الاحمر والاحمر والاحمر وبس...

اهلين بجميع الاعضاء بلا استثناء...

***###***###***###***###***
...
على حافة درجات السلم الكهربائي..
وقفت تلك المرأة العجوز.. ترقب أطياف الرائحين والغادين..
وهم يسافرون في العالم السفلي لأنفاق مدينة الضباب لندن..
عائدين إلى بيوتهم بعد يوم عملٍ حافل.. على متن القطار المرهق..
وبعينين رمادتين.. حفر الزمان دروب تجعيداته على ركنيهما..
أخذت ترقب الناس بإهتمام..
وتحاول في حذر إنتقاء الشخص الملائم لمطلبها...
وفجأة..
رأت فتى في الثامنة من عمره.. يعزف (الهارمونيا) باستمتاع..
والعملات تتطاير من حوله لتسقط على معطفه الممزق المفرود على الأرض..

- آه!! توم الشجاع!! لن يتأخر الفتى عن تلبية طلبي.. سأناديه..
هكذا فكرت العجوز..
ونادته..
اقترب منها توم متلكأً.. وفي عينه نظرة متسائلة..
استقبلته العجوز هاتفة:
- عزيزي توم.. هلاّ ابتعت لي زجاجة عصير من المقهى قبل أن ينطلق قطاري؟؟
إنه بعيد وأنا لا أقوى على المسير..
ابتسم توم بركن فمه وقال باستهتار: - ولمَ أفعل هذا؟؟
أجابت العجوز باستعطاف:
- هيّا ياتوم! أنا عجوز وداء السكري يصيبني بعطشٍ قاتل.. لن أستطيع الإنتظار حتى أعود لمنزلي.. أرجوووك!!
قال توم وهو يضغط على الحروف بأسنانه في اصرار:
- وماذا سأجني من ذلك؟؟؟؟
تنهدت العجوز في نفاذ صبر وقالت:
- حسناً حسناً.. هاك خمسون بنساً أخرى.. أحضر لنفسك زجاجة عصير أنت أيضاً.. ولكن أرجو أن تسرع فالقطار سيفوتني..

ذهب توم وترك العجوز وفي عينيها نظرة رضا..
وبعد فترة وجيزة.. لاح للعجوز توم قادماً وهو يشرب زجاجة العصير بتلذذ.. وحين وصل عندها.. ناولها الخمسين بنساً وهو يجرع العصير..
؟؟؟؟؟؟
نظرت إليه العجوز متسائلة.. فقال ببساطة:
- لم أجد لدى البائع سوى زجاجة عصير واحدة!!!!



النهاااية!!!

***###***###***###***###***
اختكم:
جوريـــ الهلال ـــة