هناك فرق بين نجم ساطع في كبد السماء تهتدي ’’ الروح الرياضية ’’ بإضاءته , وبين نجم يلمع حينا ’’ داخل الميدان ’’ ويختفي تماما خارجه .

في الإسبوع الماضي , وبعد لقاء نهائي كأس ولي العهد سأل المذيع نواف التمياط عن رأيه في اللقاء , فبدأ تصريحه بالقول إن الأهلي فريق كبير .. وامتدح اداء نجوم ’’ القلعة ’’ , وقال انه استمتع كثيرا باللقاء كلاعب ’’ لأن الفريق المقابل قدم مباراة كبيرة تليق بأسم الفريقين ’’ .... هذا التصريح من لاعب كبير بعد فرحة فوز عارمة بالبطولة السادسة , جاء ليؤكد روحه الرياضية العالية , على رغم ان تصريحه جاء في وقت كان مقبولا فيه ( شكلاً ) أن يتغنى بزعامة فريقه ... ولن يلام إذا عزف على أوتار تفوق فريقه بعد بطولة سادسة , وهذا التصريح المميز يجعلنا نطالب بأن يتم إستضافة مثل هؤلاء اللاعبين بعد كل مباراة , لأنهم يدركون دورهم الإعلامي و يستوعبون معاني ’’ المنافسة ’’ الحقة و الروح الرياضية .

وفي المقابل وفي مباراة بين فريق الأهلي نفسه وبين الإتحاد خرجر النجم محمد نور ليقول بعد فوز فريقه بثلاثة أهداف : ’’ إذا حضر الكبار فلا مكان للصغار ’’ , وهو هنا بالطبع يقصد الأهلي , وشتان مابين ’’ التصريح ’’ و ’’ التصريح ’’ ومابين الصورة المتكاملة للنجومية , ومابين النجومية ’’ غير المكتملة النمو ’’ , و إذا ما قارنا بين تصريح التمياط بعد الفوز بنهائي كأس ولي العهد وبعد تصريح نور بعد الفوز على صاحب ’’ المركز الرابع ’’ في ’’ ربع النهائي ’’ لوجدنا الفرق في فهم معاني المنافسة الحقة كما قلنا و فارق التوقيت مابين نجم وآخر .

و ليعذرني شاعرنا العربي المغرور أبو الطيب المتنبي الذي كان أبوه ’’ سقاءً ’’ لأستعير بيتا من أبياته التي قالها في حضرة ’’ سيف الدولة ’’ و الذي اجتمع بباه من ’’ نجوم الشعر ’’ مالم يجتمع لغيره , لأبدل فيه جزءاً وأهديه للاعبنا محمد نور لأقول يانور : ’’ و تصغر في عين الصغير كبارها ’’ .

وبالمناسبة و للمعلومية فالمتنبي لم يبق على حال واحدة طيلة حياته فهو ترك ’’ سيف الدولة ’’ بعد أن كان البرز في حياته , ليضطر الى الرحيل صاغراً إلى مرحلة’’ كافور الأخشيدي ’’ المعروفة .. وسأختتم أخيراً ببيت ’’ متنبيتي ’’ و الذي يقول فيه ’’ وتأتي على قدر الكرام المكارم ’’ .



منقول من جريدة الحياة

ليوم السبت 17 – 3 – 1427 هـ

للكاتب منصور الجبرتي