كارثة جديدة يقوم ببطولتها ثلة من رجال النهي عن المنكر في مكة المكرمة. أربعة عشر فتاة قتلوا حرقا, وخمسون أخريات, سيدخلون في زمرة العانسات, المعاقات, المشوهات جسديا ليزيدوا من ماساة المجتمع المكي الذي شيع جثمان اربعة عشر فتاة الى مثواهن الأخير. كان الجاني هو صنم الحرام الأزلي الذي يصلي له البعض, ويعشق مقامه, ويقيم قداسه في محرابه متى خفت الأعين عنه..!!

الكارثة دخلت تاريخ مكة الحديث, بعد أن سجل رجال الهيئة مجموعة كوارث لا حصر لها, في السبعون سنة الأخيرة, وظل الجاني دائما على حق, طالما أنه كان يحمي الدين الإسلامي من الهتك, وطالما أن القانون سن ليلا لمساندة سدنة الحقيقة.

ذنب هؤلاء الفتيات, أنهن ولدوا في أرض تطبق نظام العزل الجنسي المطلق بين ذكور الأمة وإناثها..

فحين شب الحريق, وقام الأهالي من الرجال بدافع إنساني محض في إنقاذ الفتيات من الموت حرقا, قفز رجال الهيئة مسرعين نحو بوابة المدرسة مدججين بعصيهم, ومايكروفاناتهم, ووعيدهم بحناجرهم التي لا تجيد الجعير إلا حين يكون الضحية أنثى, لصد ولوج أي رجل إلى داخل المدرسة, فيبقى الدين طاهرا ناصعا من الخارج, حتى لو ذاب الإنسان محروقا بنار العبث في الداخل..!!

المبكي في الكارثة, أن الفتيات كن في سن الرابعة عشر, وبطبيعة الحال فأن من هرع لإنقاذهن كانوا في عمر آبائهن. إلا أن التفكير الغريزي, لدى رجال الهيئة الغيورين, حور لهفة دخول المنقذ, إلى شروع في جريمة اغتصاب دون التمييز الظرفي لحالة الملهوف وهو يتجه مسرعا لفتيات كن في أمس الحجة لبريق أمل ينتشلهن من جهنم..

"سنحاسب المسؤول" كلمة أطلقها الحاكم الإداري في مكة. ونود أن ننوه لحاكم مكة, أن المسؤول إذا لم ينل أقصى عقوبة رادعة, فأن آباء القتلى والمشوهات من الفتيات سيلجأن إلى مكتب حقوق الإنسان في الرياض, ومعهن أكثر من مائة شاهد سمعوا, و شاهدوا القاتل الحقيقي وهو يمنع المتطوعين بعقلية المعاق فكريا, لإنقاذ فتياتنا وهن يشتعلن أمام أعينهم العمشاء. لا بل قد يتطور الموضوع في اتجاه لجنة العفو الدولية في بر وكسيل, ومباني الصحف الأوروبية, ومعدي برامج التلفزيون الأمريكي, وسيقومون بربط ضحايا فتيات المدرسة المتوسطة في مكة بضحايا مبنى التجارة الدولية في نيويورك, طالما أن الجاني واحدا في الكارثتين..!!


-----------------
من الاخ ( افيريست )