مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 13/04/2006, 12:00 PM
صدى الكلمات صدى الكلمات غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 04/11/2002
المكان: في كل حرف من صدى الكلمات
مشاركات: 415

 

[U] امبراطورية التتار (2) : سبب خروجهم إلى ديار الإسلام[/U] (خروج التتار إلى تركستان وما وراء النهر وما فعلوه ): في سنة 617 ظهر التتر إلى بلاد الاسلام ، ومساكنهم جبال طمغاج من نحو الصين ، وبينهم وبين بلاد الإسلام مايزيد على ستة أشهر ، وكان السبب في ظهورهم أن ملكهم ويسمى بجنكز خان المعروف بتموجين كان قد فارق بلاده وسار إلى نواحي تركستان وسير جماعة من التجار والاتراك ومعهم شيء كثير من النقرة و القندر وغيرهم إلى بلاد ما وراء النهر سمر قند وبخارا ليشتروا له ثياباً فوصلوا إلى مدينة من بلاد الترك تسمى أوترار ، فبعث إليه خوارزمشاه يأمر بقتلهم و أخذ ما معهم من الأموال ، فقتلهم و سير ما معهم وكان شيئاً كثيراً ، فلما وصل إلى خوارزمشاه فرقه على تجار بخارا وسمرقند و أخذ ثمنه منهم ، فلما قتل نائب خوارزمشاه أصحاب جنكز خان أرسل جواسيس إلى جنكز خان لينظر ماهو وكم مقدار ما معه من اليزك وما يريد أن يعمل ، فمضى الجواسيس وسلكوا المفازة و الجبال التي على طريقهم حتى وصلوا إليه ، فعادوا بعد مدة طويلة و أخبروه بكثرة عددهم ، و أنهم يخرجون عن الإحصاء ، و أنهم من أصبر خلق الله على القتال ، لا يعرفون هزيمة ، و أنهم يعملون ما يحتاجون إليه من السلاح بأيديهم ، فندم خوارزمشاه على قتل أصحابهم و أخذ أموالهم . فبينما الأتراك كذلك إذ ورد رسول من جنكز خان معه جماعة يتهدد خوارزمشاه و يقول : تقتلون أصحابي و تأخذون أموالهم ، استعدوا للحرب ، فإني واصل إليكم بجمع لا قبل لكم به ، فلما سمعها خوارزمشاه أمر بقتل رسوله فقتل و أمر بحلق لحى الجماعة الذين كانوا معه ، و أعادهم إلى صاحبهم جنكز خان يخبرونه بما فعل بالرسول و يقولون له : إن خوازمشاه يقول لك : أنا سائر إليك ولو أنك في آخر الدنيا حتى أنتقم و أفعل بك كما فعلت بأصحابك ، و تجهز خوازمشاه وسار بعد الرسول مبادراً ليسبق خبره و يكبسهم فمضى وقطع مسيرة أربعة أشهر فوصل إلى بيوتهم فلم ير فيها إلا النساء و الصبيان و الأطفال فأوقع بهم .. وكان سبب غيبة الكفار عن بيوتهم أنهم ساروا إلى محاربة ملك من ملوك الترك يقال له كشلوخان فقاتلوه وهزموه وغنموا أمواله و عادوا فلقيهم في الطريق الخبر بما فعل خوارزمشاه بمخلفيهم ، فجدوا السير ، فأدركوه قبل أن يخرج عن بيوتهم و تصافوا للحرب و اقتتلوا قتالاً لم يسمع بمثله فبقوا في الحرب ثلاثة أيام بلياليها فقتل من الطائفتين مالا يعد ولم ينهزم أحد منهم ، و استنفد الظائفتان وسعهم في القتال ، أحصي من قتل من المسلمين في هذه الواقعة فكانوا عشرين ألفاً، و أما من الكفار فلا يحصى من قتل منهم ، فلما كان الليلة الرابعة افترقوا ، ورجع المسلمون إلى بخارا فاستعد للحصار لعلمه بعجزه لأن طائفة من عسكره لم يقدر خوازمشاه على أن يظفر بهم فكيف إذا جاؤا جميعهم مع ملكهم ، فأمر أهل بخارا وسمر قند بالاستعداد للحصار و جمع الذخائر للامتناع ، وجعل في بخارا عشرين ألف فارس من العسكر يحمونها و في سمرقند خمسين ألفاًوقال لهم : احفظوا البلد حتى أعود إلى خوارزم وخراسان وأجمع العساكر ، و أستنجد بالمسلمين و أعود إليكم .


يتبع ذلك تابعوا

[/CENTER]

اخر تعديل كان بواسطة » صدى الكلمات في يوم » 13/04/2006 عند الساعة » 01:11 PM
اضافة رد مع اقتباس