الموضوع: نهاية شاب
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 11/03/2002, 11:41 PM
السلطانة السلطانة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2001
المكان: جدة
مشاركات: 2,219
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولكن خذ القصة الحقيقية

كنتُ كغيري من سائرِ الشباب، وفي ليلةٍ من الليالي التي كنتُ أسهرُ فيه مع أحبابي وأصدقائي، ومن بينهم واحد من الأحبة، ومن بينهم حبيب إلي أعزُ صديقٍ إلى قلبي وأقربُ قريب إلى فؤادي.

بينما أنا وإياه إذ به فجأة يصرخ فلاناً أدركنِ.

فقلتُ ما الذي بك ؟

قال إني أحسُ بشيءً في قلبي.

قال فدنوتُ منهُ فإذا هو يتلبط ويقولُ أسرع لي بطبيب.

فناديت واتصلت بمن يحضرُ لنا طبيبا.

وكانتِ الفترةُ لا تتجاوز خمسة عشر دقيقة أو عشرين دقيقة ونحن ننتظر وصول الطبيب.

وفي تلك الدقائقِ وهو يقول إني أحس بالفراق.

إنها النهاية.

إنها الخاتمة.

سأفارقُ الدنيا.

سأتركُ طفلي.

سأتركُ زوجتي.

سأفارقُكم.

ستضعوننَي في كذا.

ستتركونَني وحدي.

وأخذ يمرُ عليه سجلَ ذكرياتِه.

وأخذتَ تتقلبُ أمامَه صحائفَ أفعاله.

قال وأنا أنظرُ إليه وكلي وحشةُ ودهشة، وكلي ُ وعجبُ وغرابةُ.

وأنا أنتفضُ ويحاسبُ نفسَه ويعاتِب روحَه.

وأنا والله أصبرهُ و أنا أشدُ ألماً منه، وأشد استعراضا لما يكون في حياتي.

فأخذت أتقلب في ذلك الموقف.

وما هي إلا ستة عشر دقيقة تزيد أو تنقص قليلاً حتى فاضت روحُه.

وذهبنا وأحبابنا وأقاربنا وأصحابنا نضعُ قريبَنا وصديقنا وأعز أحبابَنا وأجل أقاربنا، نضعُه في مثواه الأخير، ونواري عليه التراب.

أحبُ الأحبابِ هو الذي منا يتقنُ نفس اللحد أن لا يتسربَ إليه ذرة هواءٍ أو إشعاعُ نورٍ.

ثم ما برحنا أن نهيل عليه التراب، ثم ودعناه في مثواه الأخير وانصرفنا.

شاب من مدة ليس بالقريبة حدثني عن أحد الشباب في ما تسمى ببانكوك قال:

لقد كان في ضلالة، وقد كان في بلاء، وقد كان في أمر لا يفيق من جرائه من المخدرات أو الشراب، وما صاحب ذلك من مصاحبة البغايا ةالفاجرات.

وفي لحظة من سكر وشوق إلى عهر تأخرت صديقته، تأخرت حبيبته عليه، فما هي إلا لحظات وقد كاد يجن من تأخرها.

ما هي إلا لحظات حتى أقبلت عليه فلما راءها خر ساجدا لها.

وما الذي تنتظرونه! هي السجدة الأخيرة، هي النهاية.

والله ما قام من سجدته، بل أقاموه في تابوته وأرسلوه بطائرته ودفنوه مع سائر الموتى.

أيها الأحبة: إن هذا الموتَ هو أخطرُ حقيقةٍ ، هو أعظم حقيقةٍ، هو أكبرُ حقيقةٍ يواجهها الشقيُ والسعيد، الغنيُ والفقير، العزيزُ والذليل، الذليلُ والحقير.

الموت هو أكبر حقيقة ومن أجل هذا كان (صلى الله عليه وسلم) يقول:

(اكثروا من ذكر هادم اللذات، ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة).

أيها الأحبة أسوق هذه الأحداث متفرقة مختلفة، وكلها تختلف من حيث الخاتمة وتختلف من حيث النهاية، لكنها في مؤدا واحد وهو الخاتمة.

أي خاتمةٍ نواجهُها وأي نهايةٍ نفضي إليها،

وأي عمرٍ يمتدُ بنا وأي شبابٍ نتقلبُ فيه.

حتى ننتقلُ منه إلى الشيخوخة ثم نتوب بعد ذلك.

هل ضِمنا هذه الحياةَ ؟

هل ضمِنا هذه الأعمارَ؟

بادروا بالتوبةِ بادروا بالإنابةِ قبل أن يخطِفَكم الموتُ ويخطِفَكم الأجلُ وتمضي الملائكةُ بوديعةِ اللهِ من أرضه إلى السماءِ، فتكونَ في أعلى عليينَ أو في اسفلَ سافلين.
اضافة رد مع اقتباس