د. نورة خالد السعد
«المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم» الذي انعقد في البحرين على مدى يومين هما الأربعاء والخميس 22 - 23/صفر الماضي الموافق 22 - 23 مارس بحضور نخبة من علماء الأمة الإسلامية ومفكريها ودعاتها وذوي الرأي فيها لمناقشة الإساءة لمقام نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ووضع الاستراتيجيات والآليات العملية للنصرة وذلك بدعوة من جمعية الأصالة في مملكة البحرين ومؤسسة الإسلام اليوم، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، واتحاد علماء المسلمين، واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.. أعتبره خطوة متميزة وتوحيداً للصف بين علماء المسلمين من مختلف الدول والاتحادات ولأول مرة يتجمعون ويتفقون وتتوحد رؤيتهم رغم اختلاف الزوايا ولكن الهدف كان واحداً وكان سامياً وكان للبحرين شرف استضافته ولله الحمد..
.. على مدى يوم كامل هو يوم الخميس كانت هناك الندوات والمشاركات رغم تنوع اتجاهاتها أو وسائل التعبير عنها، وبالطبع كانت الندوة الكبرى مساء يوم الأربعاء محوراً استشرافياً متميزاً بمن شارك فيه وعلى وجه الخصوص من وجهة نظري على الأقل مشاركة الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور سلمان العودة والشيخ محمد الراوي الذي جسد النسيج القرآني في إدارة المسلم منا لحياته في كل موقف ومشاركة الدكتور حقار محمد أحمد الذي تحدث بشفافية عن واقع المقدسات في النسق الفكري الغربي وحقوق الإنسان المتعلقة نظرياً بكل إنسان ولكن في الواقع الحقيقي للغرب هي خاصة بهم دون الآخرين!! وتحدث عن القوانين التي تحرم الإساءة للأديان وللأنبياء في دساتيرهم..

أيضاً مشاركة الشيخ رائد حليحل الداعية الإسلامي في الدنمارك الذي نقل الصورة الحقيقية لبداية الأزمة وكيف تعاملت معهم الحكومة الدنماركية..

لا أود أن أتجاوز مشاركة الجميع فقد أسهم كل من حضر وشارك في وضع النقاط على الحروف ولأول مرة في كيف يمكن للشعوب الإسلامية أن تتصرف وفق منهجية فيها الكثير من المؤشرات الإيمانية والمنطلقات الاجتماعية والقانونية والثقافية والاقتصادية بالطبع.. ومن تحرك من الجموع المسلمة كجسد واحد يموج من أعماق شمال قارة آسيا وجنوبها وافريقيا والعمق الأوروبي رغم ما شاب هذا التحرك من بعض الاختراقات التي حرفت مسيرتها في بلدين أو ثلاثة فقط والاستثناءات لا حكم عليها.. ومن أهم التوصيات التي اختتم بها المؤتمر فعالياته كانت:

1 - إنشاء (المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم) لتكون هي الإطار الجامع والمنظم لاستمرار المؤتمر وتواصل أعماله ويعد هذا المؤتمر اللقاء التأسيسي لها وتنبثق أمانتها العامة عن المؤتمر وتتولى استكمال إعداد رؤية المنظمة وأهدافها ولوائحها ومكاتبها المتخصصة ويتبع المنظمة بصفة أولية أربعة مكاتب هي (مكتب النصرة الاقتصادية) حيث يتولى شؤون المعلومات والدراسات الاقتصادية ويكون مرجعية موثوقة لأعمال النصرة الاقتصادية التابعة للمنظمة كالمقاطعة وغيرها.. و(مكتب النصرة القانونية) ليتولى المتابعة القانونية والقضائية لكل من يسيء إلى الإسلام وكتابه العظيم ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ويسعى لاتخاذ التدابير القانونية لمنع الاساءة وتجريم مرتكبيها ويكون مرجعية موثقة لأعمال النصرة القانونية التابعة للمنظمة.. و(مكتب التنسيق والاتصال) يتولى تنسيق أعمال النصرة بين الجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة في الدول المختلفة والقيام بمهمة التواصل والحوار مع غير المسلمين و(البحث العلمي والإعلامي) الذي يتولى القيام بالمهام العلمية من دراسات وبحوث وكذلك الإعلامية من ندوات وبرامج مهمة تبرز أعمال النصرة في العالم كله.

2 - إنشاء (الصندوق العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم) التابع للمنظمة لتمويل مشروعاتها وأنشطتها وتعد التبرعات التي وردت لهذا المؤتمر بداية تأسيس الصندوق.

أما التوصيات فكانت مهمة ومنها:

- استنكار هذه الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم عموماً وبأي صورة ومن أي جهة وفي أي بلد ويطالب باعتذار ثقافي يتم بموجبه نشر الصورة الصحيحة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم ودوره العظيم في صناعة الحضارة.

- ودان أيضاً ردود الأفعال التي تمثلت في حرق بعض دور العبادة والمنشآت واتلاف بعض الممتلكات لخروجها عن هدي الإسلام.

- يؤيد المؤتمر ما بدأت به الدول الإسلامية التي تقدمت بمشروع قرار إلى الأمم المتحدة ينص على حظر ازدراء الأديان ويطالب المؤتمر باستصدار تشريعات وقوانين وقرارات دولية تحرم وتجرم الإساءة للأنبياء المرسلين.

- كما أكد المؤتمر على (المقاطعة الاقتصادية) أسلوباً حضارياً في الاحتجاج، لما لها من دور فعال في النصرة ويوصي المؤتمر دول العالم الإسلامي بتنويع مصادر وارداتها مع التأكيد على دعم الإنتاج المحلي والعمل على الاكتفاء الذاتي في الموارد الأساسية وتشجيع التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية.

- كما يوصي المؤتمر وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي بوضع منهج للسيرة النبوية الشريفة يدرس في مراحل التعليم المختلفة لغرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الطلاب والتربية على اتباعه.

كما يوصي المؤتمر وزارات ومؤسسات الإعلام الرسمية والأهلية في العالم الإسلامي بالقيام بواجبها في خدمة الإسلام والدفاع عنه والتعريف بنبيه صلى الله عليه وسلم.

- يؤكد المؤتمر على الالتزام بوثيقة المقاطعة الاقتصادية ووثيقة ضوابط النصرة الصادرتين عن المؤتمر كضوابط شرعية لاستمرار النصرة.

- يذكّر المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية بدورها ومسؤوليتها العظيمة أمام الله جل وعلا ثم أمام شعوبها تجاه نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.

كما يؤكد على دور الأفراد والمؤسسات باستثمار الحدث في التغيير والإصلاح من خلال العودة لكتاب الله واتباع سنة نبيه الكريم.

٭٭ هذا غيض من فيض لبعض التوصيات المهمة التي اختتم بها هذا المؤتمر فعالياته وشارك فيها وفد من الدعاة المسلمين في الدنمارك كانوا محل حفاوة الجميع فقد كانوا في مواجهة هذا الاعتداء الصارخ على المقدسات ورغم تجاهل الحكومة الدنماركية لدعوتهم لمؤتمر الدنمارك الذي فشل!! إلا أنهم في المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في المقدمة..
http://www.alriyadh.com/2006/03/30/article142117.html