في جريده الحياه

كان حلماً راوده طويلاً... أن يكون هناك نادٍ جسراً يربط بين العالم العربي وأوروبا، يكون قلعة يفتخر بها العرب في الدوري الانكليزي، وأن يعطي فرصة لنجوم كرة القدم العرب في إبراز مواهبهم علي الساحة العالمية... هكذا أصبح رجل الاعمال الفلسطيني عبدالحليم خيرالله (63 عاماً) علي وشك تملك نادي كوينز بارك رينجرز اللندني. جاء خيرالله الي العاصمة البريطانية طلباً للعلم، فدرس القانون البريطاني، ومارس المحاماة وبدأ يحل قضايا عملائه ويعيد لهم حقوقهم، وبسبب شغفه بكرة القدم تقرّب أكثر الي صانعي قراراتها وأصحاب الاندية وأصبح خبيراً في خفاياها.
وعلي رغم انشغاله بأعماله التجارية ومشاريعه العقارية الي جانب المحاماة، قرّر خيرالله التقرب أكثر الي اللعبة خصوصاً عندما لاحظ خلو الملاعب الانكليزية من اللاعبين العرب عدا قلة قليلة من أبناء المغرب العربي، كما تخلو من مستثمرين وإداريين عدا المصري محمد الفايد (فولهام) واللبناني سامي همام (ويمبلدون سابقاً وكارديف حالياً)، فقرر أخذ فرصته وأصبح وكيلاً لاعمال اللاعبين معتمداً من الاتحادين الدولي (فيفا) والانكليزي للعبة، وأنشأ شركة باسم ستاليون غول تهتم بشؤون الرياضيين وتناقش عقودهم وتمهد صفقات انتقالاتهم وتنظم المباريات الدولية بين المنتخبات، ولاقي نجاحاً لافتاً جعله يفكر بتوسيع نشاط شركته الي خارج انكلترا وفتح نافذة علي العالم العربي، ويقول خيرالله: تعاملت مع لاعبين كثرٍ وخضت مفاوضات لضم لاعبين من بلدان أخري ولكنني أشعر أن اللاعب العربي والخليجي تحديداً يستطيع أن يجد مكاناً له هنا . ولم تقف طموحات رجل الاعمال الفلسطيني عند هذا الحد فتراءت له فكرة تملك ناد تكون فيه نكهة عربية حقيقية، وأسهب في شرح أفكاره: تعرفت الي رؤساء أندية ومسؤولين كثر وعايشت ما يجري في دهاليز أندية عدة وأعلم سر نجاحها وفشلها... هناك نوعان من رؤساء الاندية، الاول رجل الاعمال الذي لا يفقه الا القليل والسطحي عن كرة القدم فيركز علي جني الارباح بأي وسيلة حتي لو كانت علي حساب الفريق ونجاحاته، أما الثاني هو الكروي فقط الذي يسعد الجماهير بقرارات قد تنهك النادي اقتصادياً... أنا عايشت أخطاء الطرفين وتعلّمت كيف أجمع بين امتاع الجماهير وحماية مصالح النادي اقتصادياً وهي ما يسميها البعض خلطة النجاح السرية .
وعن مفاوضاته لشراء كوينز بارك رينجرز، قال: وصلت المفاوضات الي مراحلها الاخيرة وأنا اجتمعت الي رابطة مشجعي النادي وشرحت لهم أفكاري وأهدافي وتقبّلوها بحفاوة ، وأكمل: أسعي حالياً الي إيجاد شريك عربي في الاسابيع المقبلة لاتمام صفقة الشراء .
وعن أفكاره للنادي، قال: أحلم بأن أجعله قلعة كروية عربية يكون مذبحة للفرق الزائرة... وبسبب موقع النادي في غرب لندن فانني أتوقع مساندة عربية كبيرة بسبب عدد الجاليات الكبير التي تقطن في المنطقة، وموقع النادي ليس بعيداً من وسط لندن وعن ادجوار رود شارع العرب التقليدي ومن هنا اسعي الي توأمة النادي مع الهلال السعودي مثلاً أو أي فريق خليجي، فمنها نعرض أبرز اللاعبين العرب في الدوري الانكليزي ومنها يستفيد الفريق العربي من لاعبينا الصاعدين كحضانة لنجومنا المستقبليين ، وزاد: أود تأسيس أكاديمية لتخريج اللاعبين يكون مركزها في الخليج لانها ستعود بالنفع علي كوينز بارك رينجرز وعلي منتخبات اللاعبين المنخرطين فيها. فلو نظرنا الي المنتخبات العالمية الناجحة سنجد أن لاعبيها محترفون خارج بلدهم فكم لاعب من منتخب فرنسا يلعب في الدوري الفرنسي؟ كذلك الحال بالنسبة إلي الارجنتين والبرازيل، وحتي عربياً فإن أقوي المنتخبات هي الافريقية بسبب احتراف لاعبيها خارج بلادهم وكسبهم خبرة كبيرة تعود بالنفع علي منتخباتهم الوطنية .

هذا الزعيم الكل يتمنى قربه

تحياتي للجميع