مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #460  
قديم 20/03/2006, 10:27 PM
الجاحظ الجاحظ غير متواجد حالياً
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453



كتاب دنماركي يقدم الإسلام على أنه يتناسب مع كل الثقافات رغم الاختلافات المذهبية فيه

الكاتب: عصام واحدي
صحيفة الوطن السعودية


ليس من العجب أن نرى وسائل الإعلام الغربية تقدم الصورة السيئة عن الدين الإسلامي فهذا ليس بالشيء الجديد إنها حرب قديمة على الدين الإسلامي الحنيف منذ ظهوره وأشرقت الأرض بنوره وأعاد للإنسان كرامته وحفظ له حقوقه ووضع له الحدود والقوانين والشرائع التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
خلال أربعة عشر قرنا وأعداء الإسلام يحاولون تشويه ورسم صورة غير حقيقية عن الإسلام ولم يوفروا أي جهد مالي وبشري للوصول إلى غايتهم تارة يتهمون الإسلام بالتخلف وأنه دين ليس حضارياً وديمقراطياً ولا يتماشى مع تطورات الحياة وتارة أخرى يتهمونه بالتعصب الشديد وأنه دين منغلق على نفسه وأنه لا يتطور وتعصف به مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية يصعب حلها وتناسوا أن الغرب هو من خلق هذا الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بعض البلاد الإسلامية ليتم لهم السيطرة على خيراتها وتحجيمها ويمنعون بشكل دائم اجتماع المسلمين على كلمة واحدة لأن ذلك يضر بمصالحهم ويزيد المسلمين قوة.

لقد استطاع الدنماركي الكاتب يورغن بيك سيموسن ومن خلال إقامته في سوريا لمدة 4 سنوات من عام 2001 - 2004 كمدير للمركز الثقافي في الدنمارك أن يتعرف على الإسلام الحقيقي ويتعايش مع المسلمين ويرى كيف يمارسون حياتهم العادية كمسلمين ولم يمنعهم ذلك من ملاحقة ومتابعة التطورات الصناعية والتجارية والتكنولوجية التي حدثت خلال خمسين سنة مضت.

وقد استطاع بجهد أن يعثر على مراجع تاريخية عن الإسلام وبداية بناء الدولة الإسلامية وفتوحاتها خلال وقت قصير مشارق الأرض ومغاربها وما كان للدولة الإسلامية من اهتمامات في مجال علوم الدنيا من طب وفلك وهندسة وفلسفة وعلوم الآداب بكل فروعها وقد تذوق من هذه المائدة الضخمة التي قدمت للعالم خدمة كبيرة في حفاظها على العلوم القديمة وترجمتها وتطويرها وتصديرها لدول كثيرة دون أن تخفيها وتكون حكرا عليها وهذه من فضائل الدين الإسلامي على العالم وبشكل خاص على أوروبا.

لقد تحدث في عدة صفحات عن الاختلافات المذهبية والطائفية وأسباب نشأتها والصراعات التي حدثت بين المسلمين بسبب هذه الاختلافات في الآراء مما سبب حروبا دامت بعض الأحيان طويلا وتسببت في دمار بعض الثقافات الإسلامية وضعف الخلافات مما وضعها تحت طمع الكثيرين مثل التتار والمماليك والإيرانيين ومحاولتهم إقامة الدولة الشيعية الصفوية والحروب الصليبية، وقد عاشت الخلافة الإسلامية فترة قصيرة وتبعها ممالك وإمارات وسلاطين وتقسمت الدولة الإسلامية العظيمة الاتساع إلى دويلات وإمارات ولم تعد تعتمد على بعضها البعض فضعفت وسقطت ضحية الاستعمار الحديث في القرن الماضي الطامع في خيراتها وثرواتها وجعلها تابعة له بخلق أنظمة جديدة على المسلمين ولا تناسب حياتهم وثقافتهم ودينهم، وسيطرت هذه الأحزاب على زمام الأمور في الدولة مما شوه سمعة الإسلام في العيون الغربية والآثار السلبية لهذه الأنظمة الوضعية على الدين الإسلامي والمسلمين.

لقد حاول الكاتب تقديم الإسلام بشكله الصحيح وألوانه العديدة وأنه ليس فقط أسود وأبيض كما يراه الغرب ويريد أن يرسمه للناس، ورغم ابتعاد عدد من المسلمين عن تعاليم الدين الإسلامي فمن الإجحاف أن نتهم الإسلام بدين التطرف والإرهاب بل هو دين العدل والسلام والقرآن الكريم شاهد على ذلك وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهما مصدر تشريع للمسلمين.

وقدم عرضا جيدا عن اعتقاد المسلمين والإيمان والإسلام وعدد الواجبات الفرضية والاعتقاد الصحيح لكي يكون الإنسان مسلما فلم يبخس في هذا المجال، وعلاقة المسلم مباشرة مع الله سبحانه وتعالى وليس هناك أي واسطة مما يجعل حياة المسلم مراقبة من ربه وتدعوه إلى العمل بصورة مثالية عند كثير من المسلمين وخاصة العلماء والأئمة وأولي الأمر منهم.

لقد شرح الأسباب التي أدت إلى ظهور فوارق اجتماعية واقتصادية في الدول الإسلامية وأنها طبيعية لتوازن الحياة كما توجد هذه الفوارق في أغنى الدول الغربية وأمريكا وغيرها وليست حكراً على الإسلام وأنكر على وسائل الإعلام الغربية اتهام الإسلام دائما بأنه دين مشاكل واضطرابات وأزمات سياسية واضطهاد اجتماعي لبعض الفئات وأن كل هذه ليست من الدين الإسلامي وأنها جاءت من أنظمة وضعية وأخرجت الدين الإسلامي من التشريعات والقوانين لخدمة مصالحها الخاصة.

لقد قدم الكاتب يورغن بيك سيموسن الإسلام على طبق من ذهب إلى الدنماركيين وإلى الغرب رغم بعض الأغلاط الصغيرة التي يغفل عنها القارئ لعدم الدقة والتحري العميق ولكنها لا تؤثر على ما أراد الكاتب أن يقدمه في كتابه وأن يشرح للغرب سبب ولاء المسلم لخالقه ولرسوله ولولي أمره من المسلمين ولا ولاء لغيرهم وهذا ما لا يريد أن يفهمه الغرب ويزعجهم لأنهم تخلوا عن دينهم في وقت ما زال المسلمون متمسكين بدينهم رغم اختلاف مذاهبهم وطوائفهم والتي ذكر فيها الغالبية لأهل السنة والجماعة والطائفة التي لم تميل إلى اليمين ولا للشمال بل بقيت تتوسط كما أن المسلمين أمة وسط بين الأمم كلها.

الكاتب جاء بطريقة جديدة وتوسع في الشرح وخاصة في العصر الحديث وعلاقة الإسلام مع الغرب وقد لاقى كتابه استحسانا من بعض الكتاب والأكاديميين ولكنه لاقى انتقادا شديدا من وسائل إعلام يمينية متطرفة ومعروفة وصفت الكاتب بأنه (حبيب الإسلام) ورفضت في الفترة الأخيرة إعلانات لهذا الكتاب رغم أنه يباع بشكل جيد في الأسواق الدنماركية وخاصة في ظل الأزمة الراهنة وحاجة الدنماركيين التعرف على الإسلام الحقيقي وما سبب غضب المسلمين على الدنمارك وصحيفة يولاند بوسطن.

الكتاب يخلو من الآراء الشخصية وتحليل يناسب الناس في الغرب بشكل عام ويقدم صورة جيدة عن الإسلام وأنه دين العدل والإحسان والسلام.


================================


مؤتمر دولي يجمع رجال دين مسلمين ويهودا


يفتتح في وقت لاحق اليوم مؤتمر تستضيفه مدينة اشبيلية الاسبانية ويجمع عددا من علماء الدين المسلمين ورجال الدين اليهود. ويهدف المؤتمر الى بحث سبل الاسهام في حل النزاعات الدولية. ومن المتوقع ان يقوم الملك الاسباني خوان كارلوس بافتتاح المؤتمر الذي يجمع 150 شخصية دينية من اسرائيل والمغرب والولايات المتحدة والاراضي الفلسطينية. كما يحضر المؤتمر اكاديميون واعضاء في هيئات دولية متخصصة في سبل حل النزاعات. ويأتي المؤتمر في اعقاب النزاع الذي احدثته الرسوم التي اعتبرت مسيئة للإسلام.
وقال منظمو المؤتمر انه "في عالم تنهض فيه العديد من النزاعات على اسس دينية فان على رجال الدين ان ينخرطوا اكثر في عملية البحث عن السلام". ويهدف المؤتمر الى توفير فرص لرجال الدين من اجل استخدام نفوذهم للمساعدة على ايجاد حل للنزاعات.

ويستمر المؤتمر ثلاثة ايام يتوقع ان يصدر المشاركون في نهايته خطة عمل تشرح رؤيتهم لتحقيق السلام في العالم.