مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #448  
قديم 14/03/2006, 11:22 AM
الجاحظ الجاحظ غير متواجد حالياً
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453



تباين حول نتائج "مؤتمر كوبنهاجن"





تباينت ردود الفعل حول نتائج مؤتمر "كوبنهاجن للحوار الديني والحضاري" الذي عقد على خلفية أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم، فبينما عدّد دعاة شاركوا بالمؤتمر مجموعة نتائج اعتبروها عناصر نجاح، شدّدت قيادات إسلامية دانماركية، استبعدت من المشاركة، على أن المؤتمر فشل في تحقيق النتائج المرجوة منه.

وفي معرض تقييمه للنتائج أكد الداعية عمرو خالد أن المؤتمر حقق نجاحًا في تفعيل الحوار الديني والحضاري بين المسلمين والغرب على عدة مستويات، حيث تم نقل الحوار من الغرف المغلقة بين المسئولين إلى الشعوب، خصوصًا الشباب، وإشراك المؤسسات غير الحكومية في الحوار.

وشدّد على أن الحوار ليس هدفًا، ولكنه وسيلة لتحقيق التعايش بين المسلمين والعالم الغربي، مشددًا على أن الحوار هو "الآلية المتحضرة لحل النزاعات".

وقال عمرو خالد: "هناك قوى متطرفة تسعى إلى إشعال النيران وتحويل الدانمارك من بلد مسالم إلى بلد معادي للإسلام.. نريد أن يعلو صوت دعاة الحوار على صوت دعاة الصدام". وتابع: "نبحث عن الشريك المعتدل حتى نتحالف معه كي تنتقل الأضواء من المتطرفين إلى المعتدلين".

رسالتان




وردًّا على سؤال لـ"إسلام أون لاين.نت" حول مدى تحقيق المؤتمر لأهدافه قال الداعية الكويتي الدكتور طارق سويدان: "النجاح يحدده انطباع الناس والمشاركين".

وتابع: "أعتقد أننا نجحنا في توصيل رسالتين، الأولى شديدة اللهجة إلى الحكومة الدانماركية التي أساءت التعامل مع القضية، ومفادها نطالبكم بالاعتذار، وإلا ستستمر المقاطعة، كما طالبنا المجتمع الدانماركي بالضغط على حكومته لتقديم الاعتذار". أما الرسالة الثانية "فكانت التأكيد للشعب الدانماركي على أننا دعاة سلام ومحبة وتعايش، وتمنينا منهم أن يتعرفوا أكثر على الإسلام والمسلمين بشكل عام".

وعرض د. سويدان مطالب الأمة الإسلامية حتى تكون هناك جدوى من استمرار الحوار مع الدانماركيين، وهي تقديم الحكومة الدانماركية اعتذارًا رسميًّا للأمة والأقلية المسلمة بالدانمارك عن الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وحث الاتحاد الأوروبي على سن قانون يمنع الاعتداء على الأديان، ثم الاحترام المتبادل بين العالم الإسلامي ونظيره الغربي.

وهدّد بأنه إذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب فستستمر مقاطعة العالم الإسلامي للمنتجات الدانماركية، وقال ردًّا على سؤال لأحد الصحفيين الدانماركيين عن جدوى المقاطعة: "عندكم حرية الرأي والتعبير وعندنا حرية اختيار مشترياتنا".

وحث د. سويدان مسلمي الدانمارك على توحيد مواقفهم تجاه الحكومة، وطالبهم بالتعامل بمزيد من "العقلانية" مع أزمة الرسوم. ودعا إلى عدم القلق من محاولة استغلال الحكومة الدانماركية لمؤتمر كوبنهاجن للضغط على مسلمي الدانمارك الذين تم استبعادهم من المشاركة.

يشار إلى أن الحكومة الدانماركية التي أشرفت على تنظيم المؤتمر يومي 9 و10 مارس الجاري، اعتبرت أن الهدف منه هو احتواء آثار أزمة الرسوم المسيئة للرسول التي نشرتها صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية في سبتمبر الماضي، ثم أعادت نشرها صحف غربية أخرى بدعوى حرية التعبير والتضامن مع الصحيفة الدانماركية.

"مكر" دانماركي



وفي مقابل آراء الدعاة الراصدة لما اعتبروه نجاحات حققها مؤتمر كوبنهاجن عبّر العديد من قادة الأقلية المسلمة بالدانمارك عن تحفظهم على نتائج المؤتمر.

وقال عمر إرشاد رئيس مجموعة "مسلمون في حوار": "ليس بإمكاننا الحكم على نتائج مؤتمر لم نشارك فيه واستبعدنا منه". غير أنه استدرك قائلاً في تصريح لـ"إسلام أون.نت.نت": "لكني أعتقد أن مجرد عقد مؤتمر بالدانمارك دون حضور مسلمي البلاد لا يعطي أي معنى ولم ننتظر منه أي نتيجة".

وبدوره، قال الشيخ أحمد أبو لبن رئيس الوقف الإسلامي بالدانمارك: "لقد ثبت أن الدعاة استدرجوا من قبل منظمي المؤتمر، واكتشفوا بأنفسهم أنهم ليسوا في أي حوار، وأن الشريك الذين بحثوا عنه لم يجدوه". وأردف: "إن ما قام به منظمو المؤتمر هو مجرد مكر على الدعاة"، مشددًا على أن مؤتمر كوبنهاجن فشل في تحقيق أهدافه.

ومن جهتها، أصدرت "اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية" في الدانمارك بيانًا أبدت فيه ارتياحها وتأييدها لكلمة د. طارق سويدان، معتبرة أنه عبّر عن مواقفها بشكل كامل، غير أنها استنكرت استبعادها من المشاركة بالمؤتمر.

وقالت اللجنة: "ليس صحيحًا ما همس به بعض دعاة الدانمارك في أذن عمرو خالد بأن هناك فرقة واختلافًا بين أعضاء اللجنة". وتابعت: "وليس دقيقًا ما نطق به الدانماركيون الطيبون على أسماع عمرو خالد بأن علينا استبعاد الغلاة (أو المتطرفين) من الجانبين"، فلولا اللجنة ما سمع العالم بالقضية، وما سنحت الفرصة لأمة الإسلام، ومن بينها عمرو خالد، للذود عن مكانة نبيهم.

مطلوب اعتذار




ومن جانبها، أعربت مصادر مقربة من المؤتمر عن اعتقادها بأن عدم صدور توصيات أو بيان ختامي للمؤتمر يعكس فشل المؤتمر نسبيًّا في احتواء أزمة الرسوم المسيئة لخاتم المرسلين، والتقريب بين وجهات النظر فيما يتعلق بقضية الحوار والتعايش مع الغرب.

وعزّز هذا التوجه نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد كاتينيه الدانماركي للدراسات لحساب صحيفة "أوبريفيت أ فيه" الدانماركية الأسبوعية التي نشرته اليوم الإثنين.

وأظهر الاستطلاع أن 69% من المسلمين الدانماركيين يطالبون الحكومة بالاعتذار الرسمي للمسلمين على نشر صحيفة "يولاندز بوستن" للرسوم المسيئة.

ولفت مراسل "إسلام أون لاين.نت" إلى أن وزير خارجية الدانماركي لم يشارك في المؤتمر بدعوى عدم توفر وقت للقاء الوفد الإسلامي المشارك، على الرغم من أن جلسات المؤتمر عقدت على بعد أمتار قليلة من مبنى وزارة الخارجية.