مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/02/2006, 08:25 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سماوي1
سماوي1 سماوي1 غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 06/11/2005
المكان: الجبيل
مشاركات: 146
وما ادراكم اخير ام شر ؟

بعد التحية والسلام .... احببت ان اشارك في هذا الموضوع الذي بأذن الله ينال اعجابكم

الحــــــــــــياة لا تخلو من الأحداث السارة والمحزنة , ولكن هل كل ما سررنا لمقدماته سرتنا

عواقبه؟ وهل كل ما حزنا لوقوعه كان شراً لنا حقاً؟ (( ساختصر الكلام بقصة معبرة ))


ففي زمن بعيد.. في قرية نائية.. كان يعيش مزارع حكيم مع ابنه الوحيد، وليس له من حطام الدنيا عدا عن كوخه الصغير، ومزرعته المتواضعة، سوى حصان يساعده في حرث الأرض. وفي يوم من الأيام، هرب حصان المزارع من المزرعة، وجاء جيرانه الطيبون لزيارته للتعبير عن أسفهم العميق لخسارته.. شكر المزارع لهم زيارتهم واهتمامهم، ثم سألهم: ولكن.. ما أدراكم انها مصيبة؟

نظر الجيران بعضهم الى بعض في دهشة، وظنوا ان الصدمة قد أثرت في المزارع، فأعمته عن رؤية الواقع، هزوا رؤوسهم متحيرين ثم انصرفوا الى بيوتهم.

وبعد مرور اسبوع، عاد الحصان الى المزرعة، ولكنه لم يعد وحده، إذ أحضر برفقته مهرة جميلة، وما ان سمع الجيران بالخبر، حتى توافدوا على منزل المزارع لتهنئته على حظه الحسن الذي منحه حصانين بدل واحد. رحب بهم المزارع شاكراً مشاعرهم الطيبة، ثم بادرهم بالسؤال: ولكن.. ما أدراكم انها نعمة؟

انصرف المزارعون الى بيوتهم يجتاحهم العجب من جارهم، الذي يحرم نفسه من الفرح بالنعمة التي حباه الله بها. وبعد فترة من الزمن، وبينما كان ابن المزارع يحاول ترويض المهرة، إذ بها تقفز بصورة مفاجئة فيسقط عن ظهرها وتكسر رجله. عاد الجيران الى منزل المزارع، حاملين الهدايا الى ابنه المريض، وأخذوا يواسون الأب، وقد كسا الحزن وجوههم، وبعد ان شكرهم المزارع مشاركتهم واهتمامهم، سألهم: ولكن.. ما أدراكم انها مصيبة؟

تعجب الجيران من سؤال المزارع، وأشفقوا عليه من انكاره مصيبة قد تحبس الابن في العجز مدى الحياة، وما ان مضت عدة شهور، حتى أعلن الملك الحرب، وفرض التجنيد الاجباري على كل الشباب، وطاف ممثلو الملك أرجاء القرية يبحثون عن الشباب الاصحاء لارسالهم الى ميادين القتال، فتم تجنيد كل شباب القرية، ما عدا ابن المزارع الذي أعفي بسبب رجله المكسورة..!

ومرت الأيام، وشفي الابن، ورزق الحصان والمهرة بمهر جميل، وتحسنت أحوال المزارع، ولكنه لم ينس جيرانه الذين وقفوا الى جانبه دائماً. فكان يطوف بهم باسطاً يد العون، ما يفتأ يسأل من يثقله الحزن: “وما أدراك انها مصيبة؟”. ويسأل من يزدهيه الفرح: “وما أدراك انها نعمة؟”. وفهم سكان القرية أخيراً ان وراء الحوادث الظاهرة تخفي الحياة أعمق معانيها.

انشاء الله ماطولت عليكم ............. تحياتي

--------------------------------------------------------------------------------
اضافة رد مع اقتباس