مع تساقط القطرات والندى..ورائحة الطين والثرى.....استوقفت عند كلمات ((محطات كثيره علينا ان نقف عندها في حياتنا ..ثم ننطلق مرة اخرى لنقف عند محطة اخرى..وهكذا مجموعه من المحطات ..وعدد من القطارات..علينا ان نستقلها..وكثيرا مانجيد حجز مقاعدنا فيها فتكون الرحله مريحه ..واحيانا نخطىء في حجوزاتنا فتكون الرحله متعبه..)) ....انني الان اترك العنان لقلمي في حديث صادق نابع من القلب..:كانت حياتي بسيطة جدا ..فيومي مقسم بين المذاكرة والنمدرسة والنوم والحاسب الالي..والغد كاليوم بنفس التخطيط ونفس البرنامج اليومي ..كنت دائما احس انني مفتقده لشي ما في ساعات عمري وحياتي..ولكن لا اعرفه ..كل ماكنت اشعر به ان يومي كصحن جميل ينقصه الملح ..فافقده هذا لذته وانساني شكله الشهي..لم انكر انني من المثابرات والمتفوقات والمجاهدات في شق مسيرة حياتهن ..فعندما التحقت بمعهد الفن التشكيلي..كانت تلك احدى محطات حياتي..كنت معجبة بهذا العالم الذي لايوليه الكثير من الناس القليل من اهتمامهم ..كنت مغرمة بهذا العالم كدت اجن به..كان نبضات قلبي الذي ابقاني على قيد الحياة..كان هدفي الوصول الى نهايه حدود هذا البحر..وانا على علم انه لاحدود له.!!لقد كانت عائلتي (ليس والدي)وانما الافراد الاخرون لايؤمنون بوجود هذا العالم انما كانوا يعملون على تحطيم رغبتي ..كلما رأوني استهزؤا بي وبامنيتي..كنت اقول لهم ببراءة : [ انني احلم ان اكون عضوا فعالا في المجتمع ورغم ان الكثير من الامور تبدا بشعار الا ان حياة الطيف الملون ليس شعارا فقط]
جائتني فرصة المشاركة بابدع رسمه ..لم اعير احدا من عائلتي اهتماما واشتركت ..وكانت النتيجه ..انني ليس من الوائل ولا الاواخر!!! كنت على يقين ذلك الامر لانه يصعب على انسان مثلي ان يتم بناء طريقه وهو لا يزال في اول المشوار...لم اكد افيق من سباتي العميق الا وسمعت جرس الهاتف يرن ..وصوت احد من افراد عائلتي ياتيني عبر السماعة بنبرة سخريه ...مابك؟؟ههههه كنا نتوقعك من الوائل ؟؟؟؟؟هههههه...الخ ويقهقه بصوت عال جدا...كلمات لا اكاد افهمها ...ومصطلحات لاتصف نصف مشاعري الداخليه..حاولت ان اهرب من الجميع وكلماتهم ..واحتمي بجدار غرفتي..وتوالت امامي صور حياتي الغير مسؤوله ..فاذا كنت اهرب من العالم اليوم لمجرد انهم علموا بفشلي ..فكيف ساتصرف غدا عندما يعرض كتابي على الملأ واسال من خالق هذا الكون الفسيح؟كيف ساشعر؟؟؟؟؟؟؟
فاخذت دموعي تتساقط رغما عني وتذكرت عبارة(ان المتلفت لايصل)وقررت قرارا هاما كان من اكبر محطات حياتي..((نعم..فلن افعل شيئا اليوم اخجل منه في الغد))كان مجرد قرار في هذه اللحظة ولكنه..تحول في بقية ايام حياتي الى عمل حولني الى انسانه قويه اواجه الجميع دون خوف..مناحد سوى خالقي..عندها سيعرف من حولي قيمتي ((لان قيمة كل انسان فيما يحسنه)) فكتبتها بريشتي ..واعلنتها لهم بلساني (عندما تصبح الحياة بلاهدف..تضمر الاحلام..ويترهل الطموح..ويتحول الانسان الى كتلة من اللحم..تعيش لتاكل..يتثاءب نصف عمره وينام النصف الاخر)...فقد جعلتها شعارا لهم..فاصبحت الان ممن يشار اليهم بالانامل في عائلتي..................