في واقعنا من عزمَ أن يقطع 6 كيلومترات سيراً يشعر بالإرهاق عند فراغه من هذه المسافة , ولكن من اعتزم أن يقطع 12 كيلومتر سيراً سيقطع 6 كيلومترات من غير إرهاق وتعب لأن غرضه أوسع وهمته المدخرة أكبـر وأقـوى . .
و مما يؤسى له أن الاغلبية من لاعبينا أعلى عزم لهم يتوقف عند المال وحده حتى لو كان سجين دكة الإحتياط لعدة أعـوام , فلا تراه ينهض بنفسه ويستغل (فـرصته) بإنه لاعب محترف لإن هنالك من يستحق هذا المكانة من نجوم المدن والاحياء لكن الفرصة لم تطرق أبوابهم بل ولم تلتفت لهم . .
فرح الرياضيين وتغنوا بالإحتراف حين تسلل إلى عالمنا الكروي قبل عدة أعوام لكن سرعان ما رأوا اللاعبين ينجروا بأبصارهم نحو المفهوم المادي قبل مفهوم التطور فلا يمكث طويلاً إلا وترى امتدادات واسعة من الغيابات و(الكسل) والتوقف على مستوى واحد وربما ينخفض لما لا وهم لا يطورون انفسهم وهنا يكمن دور الإتحاد السعودي في إيعاء الفرد الرياضي او الكروي بشكل خاص ليهدُف بنفسه نحو الافضل ويجتاز خندق المفاهيم والافكار التي يقف طموحها فقط مادياً لا فنياً وما إلى ذلك!
ربما البعض يتفق معي بإن اللاعبين ما قبل تطبيق الإحتراف منتظمون وجل اهتمامهم هو أدائهم داخل الميدان وليس الإهتمام بالأمور الأخرى (اللبيب بالإشارة يفهم) بل ويعتمدون على كشف الأخطاء بأنفسهم عقلية كانت أم جسدية , هذه مؤشرات إن الفهم الإحترافي كان مزروعاً في الماضي بعكس الآن الذي لا نجد في جذر من جذور الإحتراف , وترجع الفروق القائمة في مستويات النجاح والفشل إلى المفاهيم الفكرية التي تلقاها اللاعب التي تحدد مدى إختلاف اللاعبين في سلوكهم وصفاتهم المتعددة . .
تطوير اللاعب لمستواه وإرتقائه الفني يرجع بفائدته الكبرى لمنتخبه وفريقه لكن بقدر ما نتمنى هذا الشيء بقدر ما نرى العكس تماماً , نحن لا نريدهم دون رغبة في المال .. لكن يجب أن يقوموا بما هو يجب عليهم تجاه مهنتهم الإحترافية بعكس الهاوي الذي قد يكون معتمد على مهنة اخرى تؤرق له معيشته . .
ما يحوٌِل مجرى تخيلاتنا ويلبسنا رداء الحيرة في هذا الأمر إن إتحادنا الموقر ذاته لا يتقيد بقوانين الإحتراف وقد لا يأخذها بمحمل الجد فترى القوانين تتساقط في ساحة ظلماء لن يعيدها إلا رجل رياضي بكل ما تعنيه الكلمة !