الصحيفة الدنماركية (يولاند بوستن) تعلن اعتذارها عن الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة بالنبي الكريم




علمت (الوفاق) أن الصحيفة الدنماركية ( يولاند بوستن ) أعلنت مساء اليوم في موقعها على شبكة الانترنت اعتذارها عن الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
يشار إلى أن الصحيفة نشرت يوم أمس الأول رسالة إلى " السعودين المحترمين " تعبر فيها عن أسفها لما تطور إليه الأمر من حدوث مقاطعة شعبية واسعة في مختلف البلدان الإسلامية , وقيام العديد من الدول الإسلامية والعربية باستدعاء سفرائها من الدنمارك.
وقد علمت (الوفاق) أن مفاوضات بدأت منذ يوم أمس بين الجالية المسلمة في الدنمارك والقائمين على الصحيفة من أجل الاتفاق على صيغة الاعتذار .
من جهة أخرى علمت (الوفاق) أن رئيس الوزراء الدنماركي أعلن منذ قليل استنكاره لاعتذار الصحيفة، معتبراً أن الإعتذار ما كان من الضروري أن يصدر.
في حين صرح سليمان البطحي المتحدث الرسمي باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء لـ (الوفاق) تعليقا على رسالة الصحيفة بقوله"ما زالت الصحيفة تتمادى في غيها وتعتبر أن هذا الغضب الشعبي، سببه عيب في المسلمين، ونقص في فهمهم لحرية التعبير، ويجب أن تستمر المقاطعة حتى تعترف الصحيفة والحكومة الدنمركية صراحة بأنهم مخطئون وأن التطاول على جميع الأنبياء ليس من حرية التعبير، بل هو إساءة وإهانة لأكثر من مليار مسلم" .



وفيما يلي ترجمة للرسالة التي نشرت:

المحترمين مواطني العالم الإسلامي

مورجينافيسين جيلاندس بوستين نصير قوي للديمقراطية والحرية الدينية. وتحترم الصحيفة حقّ أيّ إنسان لمزاولة دينه. وسوء التفاهم الجدّي فيما يتعلق ببعض رسوم النبي محمّد أدّت إلى الغضب الكثير، ومؤخرا، أيضا مقاطعة السلع الدانماركية في البلدان الإسلامية.
أرجو أن تسمحوا لي بتصحيح سوء الفهم هذا.
في 30 سبتمبر/أيلول السنة الماضية، نشر مورجينافيسين جيلاندس بوستين 12 فكرة رسم كارتون لما يمكن أن أن يكون عليه شكل النبي محمّد. وهذه المبادرة أخذت كجزء من نقاش عامّ ومستمر حول حرية التعبير، والتي تعتبر شيء عزيز في الدنمارك. في رأينا، الرسوم الـ12 كانت متزنة ، فهم لم ينووا أن يكونوا هجوميين، ولا كانت ضد القانون الدانماركي، لكنّهم أهانوا العديد من المسلمين بشكل غير قابل للجدل والذي من أجله نعتذر.

منذ ذلك الحين وعدد من الرسوم الهجومية وزّعت في الشرق الأوسط والتي لم يسبق أن نشرت في مورجينافيسين جيلاندس بوستين ونحن ما كنّا لننشرها، فيما لو عرضت علينا. فنحن كنّا سنرفض نشرهم على أساس أنّهم إنتهكوا رمزنا الأخلاقي.
مورجينافيسين جيلاندس بوستين مرتبطة بأهمية تأييد المعايير الأخلاقية العليا المستندة على إحترام قيمنا الأساسية. وهي أكثر حزنا ، لأنّ هذه الرسوم قدّمت كما لو أنّها كانت من مورجينافيسين جيلاندس بوستين.
ربّما بسبب سوء الفهم الثقافي بيننا، ترجمت مبادرة نشر الرسوم الـ12 كحملة ضدّ المسلمين في الدنمارك وبقيّة العالم. أنا أرفض مثل هذا التفسير بشكل مطلق. بسبب الحقيقة ذاتها التي بأننا نحن أنصار أقوياء للحرية الدينية ولأننا نحترم حقّ أيّ إنسان في مزاولة دينه، ويستحيل أن إهانة أي شخص على أساس معتقداتهم الدينية. لذلك فإنّ هذا الحادث كان غير مقصود.
وكنتيجة للنقاش المستمر والحديث عن هذه الرسوم، اجتمعنا بممثلين المسلمين الدنماركيين، وهذه الاجتماعات حملت روح إيجابية وبنّاءة. أيضا أردنا من خلالها مناقشة الطرق الأخرى لبدء حوار مثمر مع المسلمين الدانمركيين. أمنية مورجينافيسين جيلاندس بوستين أن تعيش تلك المجموعات العرقية المختلفة في سلام وإنسجام مع بعضهم البعض، وأن النقاش والخلافات في مجتمع دينامكي يجب أن تستمر في جوّ من الإحترام المتبادل.
لذلك السبب، نشر مورجينافيسين جيلاندس بوستين العديد من المقالات تصف السمات الإيجابية للتكامل، وعلى سبيل المثال وفي ملحق خاصّ بعنوان (المساهمين) صوّر عدد من المسلمين الذين حققوا نجاح في الدنمارك. والملحق تخصص له جوائز من مفوضية الإتحاد الأوروبي.
مورجينافيسين جيلاندس بوستين تأخذ استثناء التقدير الأفعال الرمزية والمناسبة لتشويه سمعة جنسيات معيّنة وأديان ومجموعات عرقية.
المخلص لكم
كارستين جست
رئيس التحرير





================================





قوى دانماركية تحمل الحكومة مسئولية أزمة المسلمين





وجه زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين فيللي سفندال انتقاداً لاذعاً لموقف الحكومة في تعاملها مع أزمة الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي ترتب عليها توتر علاقة المسلمين مع الدانمارك، مما أدى إلى حملة مقاطعة كبرى للمنتجات الدانماركية يدفع ضريبتها التجار والمؤسسات الدانماركية.
ودعا سفندال في تصريحات صحفية الأحزاب والمجتمع لممارسة الضغط على الحكومة وحملها على التعامل بوضوح مع مسألة الرسوم التي أساءت لمشاعر المسلمين.
وطالب الحكومة الدانماركية باتخاذ موقف صريح وواضح وعدم التخفي كأن شيئا لم يحصل، وتوجيه رسالة اعتذار واضحة إلى وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، مفادها أن الدانمارك تحترم باقي الأديان احتراماً كاملاً، وأنها في الوقت نفسه لا تستطيع إملاء أي شيء على وسائل الإعلام.
وأضاف أن للدانمارك مصالح في كلا العالمين العربي والإسلامي، كما ينتشر عدد من الجنود في العراق وأفغانستان، لذا يجب التحرك لأن المسألة بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة، مما يضع أرواح المواطنين الدانماركيين وأعمالهم موضع الخطر.
لكن شبه الإجماع الدانماركي على ضرورة عدم الاعتذار للمسلمين ويوازيه شبه الإجماع الإسلامي على ضرورة التمسك بسلاح المقاطعة، صدّع مواقف الأحزاب المعارضة الأخرى في الدانمارك.
إذ لم تتفق شرائح من المعارضة مع توجه زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين، ويعارض الحزب الشعبي الدانماركي المؤيد للحكومة بشدة أن تقوم الحكومة بالاعتذار للمسلمين عن تلك الرسوم، ويقول بيه شارسغارد زعيم الحزب أنه لا ينبغي أن نظهر ضعفنا أمام ضغوط المسلمين.
وقد تابع الدانماركيون شأنهم شأن النرويجيين حرق أعلام بلدانهم في عدد من الدول العربية بشيء من القلق، خاصة أنه تزامن مع دعوات إسلامية غير مسبوقة لمقاطعة البضائع الدانماركية والنرويجية.
وقال سفندال إن هذه الرسوم جعلت الدانمارك الآن على رأس قائمة الدول المستهدفة من قبل الإرهابيين، وليست بمنأى عن مخططات العمليات الإرهابية.
وطالب سفندال بعقد جلسة على مستوى لجنة السياسة الخارجية لدراسة وتقييم الأوضاع المتسارعة حول موضوع انتشار مقاطعة البضائع الدانماركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في إشارة إلى ليبيا، موضحاً أن غياب موقف واضح للحكومة الدانماركية ساعد على زيادة نسبة الخسارة في مداخيل أموال الصادرات لتلك المناطق.
وفي سياق مساعي الحكومة الدانماركية الرامية لحشد التأييد الأوروبي في معركتها مع العالم الإسلامي والعربي، ذكرت مصادر صحيفة نرويجية (هي صحيفة في جي) أن الاتحاد الأوروبي لا يريد التدخل في موضوع مقاطعة الدول العربية للدانمارك.
وأكد مسؤول بالاتحاد أن هذا الأمر دانماركي خاص ولا يعتزم الاتحاد التدخل فيه على اعتبار أنه ليس راهناً ولا ملحاً. ومن الجدير ذكره أن وزير خارجية الدانمارك قد قام بزيارة بروكسل بخصوص الموضوع، حيث كان من المتوقع أن يطرح موضوع المقاطعة على بساط البحث، ولكن ذلك لم يتم على ما يبدو بحسب الصحيفة.
ويرى مسلمون دانماركيون أن الضغط الخارجي القادم من الدول الإسلامية بما فيه المقاطعة الاقتصادية والسياسية وسحب السفراء وإغلاق السفارات، خاصة من جانب دول الخليج، هو الأكثر تأثيرا في حسم الصراع الدائر للدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد رسوم الكاريكاتير المسيئة التي نشرتها صحيفة دانماركية.
وقال أحد قيادات المؤسسات الإسلامية في كوبنهاجن إن الضغط السياسي والاقتصادي من الدول العربية والإسلامية أكثر نفعا وحسما للقضية، معتبرا أن جهود المسلمين الدانماركيين مكبلة بمجموعة قوانين داخلية ومحصورة في وسائل معدودة تنسجم مع مبدأ حرية التعبير.
واستغرب المسلمون في الدانمارك وخارجه الكيل بمكيالين، في إشارة إلى القوانين الخاصة بمحاكمة ومعاقبة من يشككون في محرقة الهولوكوست واعتبارها من الخطوط الحمراء كتابيا وصحفيا، رغم أنها مسألة تاريخية صرفة، في حين يعتبرون الإساءة لمعتقد أكثر من مليار مسلم جزءا من حرية التعبير.



=============================


مجموعة ارلا فودز الدانماركية تغلق مصنعها في الرياض




أعلنت مجموعة (آرلا فودز) الدانماركية لإنتاج مشتقات الحليب - والتي تواجه مقاطعة في الدول الإسلامية بسبب نشر رسوم كاريكاتورية تسىء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنها أقفلت مصنعها في المملكة العربية السعودية.
وأوضحت الناطقة باسم المجموعة آستريد جاد نيلسن إننا أقفلنا مصنعنا الكبير لمشتقات الحليب في الرياض لأننا نكاد لا نبيع شيئا في هذا البلد .
وتعتبر (آرلا فودز) ثاني مجموعة أوروبية لإنتاج مشتقات الحليب ، وهي أكبر شركة دانماركية مصدرة إلى المملكة العربية السعودية ؛ حيث تبلغ قيمة مبيعاتها حوالي 328 مليون دولار سنويا، وقد أكدت المجموعة ، أن موظفيها في المصنع لم يسرحوا من عملهم ولم يتم استدعاء المدراء إلى الدانمارك ، وكان يفترض أن تبدأ المجموعة ببناء مصنع جديد الأسبوع المقبل ، لكن هذه الخطط أرجئت بسبب الوضع الحالي ، وكان نشر رسوم كاريكاتورية في صحيفة دانماركية في سبتمبر قد أثار غضب العالم الإسلامي ، إلى درجة أن هذه القضية تحولت إلى أزمة دبلوماسية تهدد العلاقات الجارية مع أوروبا .
وقد أخذ الجدل منحى جديدا في الأيام القليلة الماضية مع إحراق إعلام دنماركية ومقاطعة منتوجات هذا البلد ، واتخاذ كوبنهاجن إجراءات لحماية رعاياها المقيمين في دول إسلامية .
إلا أنه حدث أن قدمت صحيفة (جيلاندز بوستن) - التي نشرت الرسوم - اعتذارها رسميا مساء أمس الإثنين .
فقد قال كارستن جاست رئيس تحرير الصحيفة إن هذه الرسوم لا تنتهك التشريعات الدانماركية ، لكنها أهانت بشكل لا يقبل الجدل مشاعر الكثير من المسلمين ، ونحن نعتذر على ذلك، وقد أشاد رئيس الوزراء الدانماركي آنديرس فوج راسموسن باعتذار الصحيفة، وقال ما قامت به جيلاندز بوستن أراحني كثيرا ، وهو خطوة مهمة جدا أملا في أن تساهم هذه الخطوة في حل الأزمة .
وكان آندريس قد قال في وقت سابق لدي شخصيا احترام كبير للمعتقدات الدينية يمنعني من تقديم النبي محمد أو يسوع المسيح أو أي رموز دينية أخرى بطريقة قد تكون مهينة للآخرين، إلا أنه أكد على إن الدانمارك تعتمد حرية الصحافة ، وإن وسائل الإعلام فيها حرة ومستقلة ، وتقرر وحدها الرسوم الكاريكاتورية التي تريد نشرها .
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المقاطعة للمنتجات الدانماركية قد امتدت من السعودية إلى الجزائر والبحرين والأردن والكويت والمغرب وقطر وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن ومصر .



=====================================




المنظمات الاسلامية بالدنمارك تطالب بوقف الاحتجاج





دعت المنظمات الاسلامية في الدنمارك إلى وقف الجدل القائم حول الرسوم المسيئة للنبي محمد ( ص).

وقالت تلك المنظمات التي كانت قد أطلقت موجة الاحتجاجات إنها مرتاحة للاعتذار الذي تقدمت به الصحيفة التي نشرتها.

وأعربت عن استعدادها للقيام بكل ما من شأنه أن يحول دون تطبيق بعض الدول الإسلامية للتهديدات التي أعلنتها بمقاطعة المنتوجات الدنماركية.

وكانت صحيفة "يلاندز بوستن" الدنماركية قد تقدمت باعتذار الى المسلمين بعد الضجة التي اثارتها في مختلف انحاء العالم الاسلامي، في حين نصحت الدنمارك رعاياها بتجنب السفر الى السعودية.

وقال رئيس تحرير الصحيفة كارستن جوستي في بيان نشر على موقع الصحيفة على الانترنت ان الرسوم "لم تخالف القانون الدنماركي لكنها اساءت من دون شك الى الكثير من المسلمين، ونحن نود الاعتذار عنها".

من جانبه، عبر رئيس الوزراء الدنماركي اندرياس فوغ راسموسن عن ارتياحه للاعتذار الذي قدمته الصحيفة الدنماركية، قائلا انها قامت بخطوة مهمة للغاية.

لكن راسموسن رفض من جديد تقديم اعتذار حكومي ودافع عن حرية الصحافة في بلاده قائلا :"ان حكومة الدنمارك "لا تستطيع الاعتذار بالنيابة عن صحيفة دنماركية. هذه ليست الطريقة التي نمارس بها ديمقراطيتنا".

واضاف "انا شخصيا اكن احتراما لمعتقدات الناس ولن اقوم بتجسيد محمد او المسيح او أي شخصية دينية اخرى بطريقة قد تمس مشاعر الآخرين".

وكانت الصحيفة الدنماركية قد نشرت في سبتمبر/ أيلول الماضي سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية التي تصوّر إحداها النبي محمد (ص) على شكل إرهابي. ثم ظهرت هذه الرسوم في ما بعد في صحيفة نرويجية أيضا.



=========================





مصدر يقول إن أمام كوبنهاجن 10 سنوات لمحو آثار السلبية لتطاولها على الإسلام
حزب يميني متطرف يطالب بمحاكمة من اعتذروا للمسلمين بتهمة الخيانة
شركة إرلا تتكبد 10 ملايين يورو خسائر يومية ومصير شركة لورباك في السعودية أصبح مجهولا





أكد عضو اللجنة الأوروبية للدفاع عن سيد البرية (صلى الله عليه وسلم) الشيخ أحمد عكاري أن النرويج كانت أكثر ذكاء من الحكومة الدنماركية، ونجحت في تطويق الأزمة التي تفجرت بعد نقلها رسوم الكاريكاتيرات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في صحيفتها "ماجازيت" مؤكدا أن الحكومة النرويجية قدمت اعتذاراً رسمياً للمسلمين في النرويج، وبعثت برسائل اعتذار رسمية عبر سفاراتها في الدول العربية والإسلامية، وأن محاولات أحزاب اليمين المتطرف لاستغلال القضية يتم تطويقها، غير أن ذلك لا يعني عدم إمكانية تكرار ما حدث مجدداً.
وفى الدنمارك كشفت مصادر لـ"الوطن" عن قيام الحزب اليميني المتطرف "داسك فولك بارتاي" أو "حزب الشعب الدنماركي" باستغلال الأزمة لنفث سموم الحقد والكراهية ضد المسلمين، حيث أعلنت رئيسة الحزب "بياكسوكو" أن كل الدنماركيين الذين قدموا الاعتذار للمسلمين "خونة"، ويجب محاكمتهم بتهمة الخيانة، ووصفت الوفد الإسلامي الدنماركي الذي سافر لمصر للكشف عن هذه الفضيحة "بالخيانة"، وقالت: "كلنا خنا الدنمارك بهذا الاعتذار"، وطالبت بياكسوكو بتحميل أعضاء الجالية الإسلامية في الدنمارك كافة الخسائر التي تتكبدها يوميا الشركات الدنماركية في الأسواق الداخلية بين أبناء الجاليات الإسلامية وفي الدول العربية والإسلامية بسبب عملية المقاطعة للشركات الدنماركية التي أعلنها المسلمون في عديد من دول العالم.
وقالت بياكسوكو: عليهم دفع ثمن هذه الخسائر للشركات الدنماركية، ويجب أن يحاكموا بسبب هذه الخسائر.
وعلى النقيض من هذا الموقف الذي يكشف العداء السافر للإسلام، صرح رئيس تحرير "بلوتيكن" التي تعد من كبريات الصحف الدنماركية، بأن هذه الإساءة للإسلام ما كان يجب لها الحدوث في بلد يتسم بالتقدم والحضارة مثل الدنمارك، وأكد وجود عوامل عديدة مشتركة تربط الدنماركيين بالمسلمين من تاريخ وحضارة وشراكة حديثة، مشددا على أنه ليس من مصلحة الدنماركيين حدوث مثل هذا الخطأ.
وكشف الشيخ محمد الخالد رئيس الوفد الدنماركي الإسلامي إلى مصر، عن وقوع مصر ولبنان والسعودية في فخ الخديعة الدنماركية بجانب بقية الدول الإسلامية الأخرى، حيث قام سفراء الدنمارك بموجب رسائل رسمية من الحكومة بتقديم اعتذار للدول الإسلامية والعربية المتواجدين بها وعلى رأسها السعودية ومصر ولبنان، إلا أن الحكومة نفسها لم تقدم الاعتذار الرسمي، مؤكدا أن هدف الدنمارك هو تأمين حياة رعاياها الدنماركيين وسفاراتها في الخارج من غضبة المسلمين، فيما لا يزال الوضع مستمرا ويغلي بين الجالية المسلمة الدنماركية في الداخل، مؤكدا أن الحكومة الدنماركية لم تجرؤ في الداخل على قول ما قالته في الخارج وحاولت به خداع الزعماء العرب والمسلمين.
وأكد الشيخ الخالد أن شيخ الأزهر أيضا وقع في الخديعة الدنماركية من هذا المنطلق، حيث أقنعته الدنمارك عبر سفيرها بأن الدنمارك قدمت اعتذارا، بينما هذا غير حقيقي، وذلك من منطلق حرص الدنمارك على مصالحها في الخارج مع الدول العربية والإسلامية.
وعلمت "الوطن" من مصادرها في الدنمارك أن شركة "إرلا" للألبان والجبن الدنماركي أصبحت منذ هذه الأزمة تتكبد يومياً 10 ملاين يور خسائر بسبب كساد مبيعاتها بفعل المقاطعة الإسلامية، وكذلك شركة لورباك وغيرها من الشركات المعروفة بالدنمارك.
وأكد مصدر دنماركي أن مصير افتتاح شركة لورباك فرعاً لها بالمملكة العربية السعودية أصبح محل شكوك ومهدداً بالتوقف تماما، وكذلك مشروعات الشركات الدنماركية الاستثمارية في الدول العربية والإسلامية أصبحت في مهب الريح.
وأكد المصدر أن الدنمارك أمامها ما لا يقل عن 10 سنوات حتى تتمكن من محو الآثار السلبية الاقتصادية التي حصدتها بسبب خوضها المهين في الإسلام، ولن تتمكن بسهولة من استعادة الثقة الإسلامية والعربية بها حتى وإن قدمت آلاف الاعتذارات الرسمية.



==========================


كلينتون: هل يتجه العالم نحو استبدال معاداة السامية بمعاداة الإسلام؟


انتقد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بشدة أمس الاثنين الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في الدنمارك وتناولت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، متسائلاً عما إذا كان العالم يتجه نحو استبدال معاداة السامية بمعاداة الإسلام.
وقال كلينتون في مداخلة أمام مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط"
الذي بدأ أعماله في الدوحة أمس: "هناك مثال سيئ في شمال أوروبا، في الدنمارك، حيث تم نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام".
وأضاف: "تعلمون أن معظم الصراعات التي شهدتها أوروبا طيلة السنوات الخمسين الماضية كان أساسها القضاء على الأفكار المسبقة بحق اليهود وعلى معاداة السامية".
وتابع: "ماذا نحن نفعل الآن؟، هل نحن بصدد استبدال معاداة السامية بمعاداة الإسلام"؟. وتساءل كلينتون أيضا: "هل يعقل أن يتم تعميم أمور لا تعجبنا نقرأها في عناوين الصحف، على ديانة بأكملها وعلى عقيدة أو منطقة بأسرها؟".
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق: "في كل مرة نبني شراكات جديدة مع أشخاص جدد من مختلف أنحاء العالم، نقوض هذا النوع من الجهل والتداعيات التي قد تنتج عنه في القرن الحادي والعشرين".
وتابع: "ما زال هناك جهل في بقية العالم للصورة المشرقة للشرق الأوسط بما في ذلك الديانة الإسلامية".


==============================


حرية التعبير
عبدالملك علي الجنيدي
أستاذ هندسة الإنتاج بجامعة الملك عبدالعزيز


أحسنت المملكة صنعا عندما قامت بسحب السفير السعودي من كوبنهاجن وذلك تعبيرا عن استيائها من استهزاء الصحافة الدنمركية ومن بعدها النرويجية بنبينا صلى الله عليه وسلم، وعمدت لذلك بعد أن أخفقت الحكومة الدنمركية في إقناع الصحيفة بتقديم اعتذار للمسلمين عن ذلك الاستهزاء ويمكن هنا أن نسجل بعض الدروس المستفادة من هذه القضية:
أولاً: أن هذا حس قومي وإسلامي تشكر عليه حكومتنا في تفاعلها مع قضايا المسلمين وإن كنت أتمنى أن تكون سباقة في كل قضايا المسلمين لأن هناك دولاً إسلامية أخرى معروفة ما فتئت في الاهتمام بقضايا المسلمين وإن كان رصيدها في الواقع العملي ضعيفا أو لنقل مذهبي النزعة بينما لها حضور إعلامي طاغ ومؤثر حتى يوحي للمراقب أنها اللاعب الوحيد على الساحة. فنريد أن يسمع العالم صوتنا خاصة عندما تمس الثوابت وتتجاوز الخطوط الحمراء. فالشكر مرفوع لمجلس الوزراء متمثلا في وزير الخارجية على هذه الغيرة المشكورة على ثوابتنا الدينية.
ثانياً: إن حرية التعبير شيء والإساءة للفرد أو المجتمع شيء آخر. الغرب يدلس في موازينه فيكيل لنا بمكيال اسمه حرية التعبير ويكيل لليهود بمكيال آخر اسمه العداء للسامية وموالاة النازية. إن حرية التعبير لا تسمح لك أن تقف بباب جارك تكيل له الشتائم ثم تمضي. ولو قمت بهذا في الغرب فستجرجر في المحاكم على تدخلك في حياة جارك، فما بالك بمن استهزأ بشخصية مقدسة هي نبينا صلى الله عليه وسلم فهي ليست استهزاء برسولنا عليه الصلاة والسلام فقط بل هي استهتار بأكثر من ألف مليون مسلم من أتباعه وكأننا من عناهم الشاعر بقوله:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم
ولا يستشهدون وهم حضور
ثالثاً: التهميش والاستعلاء والاحتقار كان أسلوب تعامل الصحيفة سيئة السمعة مع منتقدي تلك الرسومات ولم تعمل على وأد الخطيئة في مهدها وكان بإمكانها ذلك. ولا ينفع الآن الاعتذار وقد وصلت أخبار هذه الجريمة مشارق الأرض ومغاربها.
رابعاً: الرد على الصحافة الغربية يتطلب منا مهنية باستخدام اللغة التي يفهمونها فلا ينفع السب والشتم بل يجب أن يعرفوا عظم جريمتهم. وقد كنت أتمنى من الأدباء و المفكرين الذين لهم تعايش وثيق مع الثقافة الغربية أن يدلوا بدلوهم ولعلي هنا أن أشحذ همة الدكتور عبدالله بن أحمد الغامدي أستاذ الأدب الفرنسي المبدع بجامعة الملك عبدالعزيز والذي عاد للتو من مناقشة رسالة دكتوراه في الأدب الفرنسي كممتحن خارجي بجامعة السربون العريقة أن يدلي بدلوه وأن يضع لنا خريطة طريق مناسبة للتعامل مع هذه الأزمة.
خامساً: أخطأ من أرسل هذه الصور أو جزءاً منها من إخواننا وأخواتنا في سبيل شحذ الهمم للدفاع عن المصطفى. فنحن نستنكر هذه الجريمة البشعة وكذلك نستنكر من يرسلها إلى المسلمين فالغاية لا تبرر الوسيلة. إننا ننكر رسم هذه الرسوم ابتداءً وبالتالي فنشرها مهما كانت دوافعه هو مشاركة في الإثم.
سادساً: أستغرب أن نكتفي بالمطالبة باعتذار الصحيفة. الاعتذار يكفي بحق خبر ينشر عن مشاكل مالية في شركة ما، فما تلبث تلك الشركة أن تثبت صحة وضعها المالي وتطالب الصحيفة بالاعتذار. لكن سب الرسل عامة والمصطفى خاصة من الأمور المقدسة التي لا يقبل فيها الاعتذار. هل هنا وهان نبينا لهذه الدرجة أن يشتم اليوم ليعتذر عن ذلك غدا. الخوف أن تؤدي مطالبتنا بالاعتذار إلى خلق سنة سمها "أشتم اليوم وأعتذر غدا". مسألة شتم الرسول أو سبه من القضايا التي لا يقبل فيها الاعتذار بسهو أو حسن نية، ومن أراد التوسع فليرجع لفتاوى العلماء في هذا الشأن. بل إن التوبة لا تبطل حد من استهزأ بالرسول فيقام عليه الحد وتوكل سريرته لله عز وجل.
سابعا: القداسة لكل الأنبياء ويجب أن يحترمها كل الناس فلا نقبل أن يستهزأ بالمسيح عليه السلام ولا يقبل من مسلم أن يسخر من أي نبي من أنبياء الله بل يعد ذلك كفرا بالله عز وجل.
ثامنا: استغربت قبل مدة من محاولة بعض جهال المسلمين بالاعتداء على مقام أحد أنبياء الله في فلسطين المحتلة كمعاقبة لليهود على تدنيسهم للأقصى الشريف، فالغاية لا تبرر الوسيلة.
تاسعا: المطلوب أن تعاقب الصحيفة الدنمركية وشقيقتها النرويجية بالمقاطعة الاقتصادية الشاملة لمنتجات هاتين الدولتين. لا نريد لأي مسلم أن يزور هاتين الدولتين لا سائحا ولا تاجرا. علينا أن نقاطع كل المنتجات الدنمركية والنرويجية مهما كانت فالبدائل موجودة والسوق مليئة بالخيارات. علينا أن نقاطع الشركات المشتركة بين الدول الإسلامية وهاتين الدولتين ومقاطعة منتجاتها حتى ولو قالت إنها منتجات محلية فالشراكة تدر للدنمركيين والنرويجيين دخلا من كل هذه المنتجات. يجب علينا كذلك سحب أرصدتنا من البنوك الدنمركية والنرويجية ووقف التعامل مع البنوك المشتركة التي للمؤسسات المصرفية الدنمركية وجود فيها. يجب على المكاتب السياحية في دول الخليج ومصر والمغرب العربي أن تعتذر من الوفود السياحية النرويجية والدنمركية وتقول لهم إن حبنا لنبينا عليه الصلاة والسلام أولى من رسوم زهيدة نتلقاها منكم نظير خدمتك في سياحتكم لبلادنا.
عاشرا: يجب أن نستمر في المقاطعة حتى ولو اعتذرت الحكومة الدنمركية والصحيفة النشاز. يجب أن تستمر مقاطعتنا حتى يحس المواطن الدنمركي أن المقاطعة شملته ولو بتأثير معنوي كأن يعرف مثلا أنه غير مرحب به في البلاد العربية والإسلامية بعد هذه الفعلة المشينة.
حادي عشر: لا نقدر أن نقول لشيخ الأزهر بعد تعليقه على الجريمة النكراء، وهو رئيس تلك المؤسسة الدينية العريقة التي حمت الملة ونصرت السنة قرونا طويلة، إلا "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".
ثاني عشر: سبحان الله ما من أزمة تمر بالمسلمين إلا ويكشف بها الله الغمة ويظهر المعدن الحقيقي للمسلمين فلقد تفاعل كل الناس وكل شرائح المجتمع، كبيرهم وصغيرهم المتعلم منهم والأمي الرجال والنساء كلهم هبوا دفاعا عن المصطفى ولو كان المقام مقام مظاهرات فإنني على يقين بخروج عشرة ملايين متظاهر بالقاهرة وثلاثة ملايين متظاهر في الرياض. النوازل وإن كانت معنوية هنا تظهر معدن الأمة وصدق مشاعرها وأن الأمة لا تزال بخير، بل ولعلها فرصة لمفرط أن يكفر عن تفريطه في حق الله عز وجل بدفاعه عن نبينا صلى الله عليه وسلم. إن التدين العميق لأفراد الأمة ليظهر في الأزمات متجاوزاً أشكال التدين الخارجية من لحية هنا أو نقاب هناك.