جاءت نتائج الانتخابات الفلسطينية الأخيرة بمفاجأة تمثلت بفوز حماس وخلقت ردود فعل عربية وعالمية متباينة .. ومثيرة للسخرية أحيانا فالأمريكان والأوروبيون أزبدوا وأرعدوا وهددوا وشجبوا واستنكروا .. ويبدو أنهم قد اكتسبوا هذه الصفات من كثرة معاشرتهم للعرب الذين يبدعون في الشجب والاستنكار وهم أول من يعلم أن شجبهم واستنكارهم لايقدم ولايؤخر وأن الأسود تفترس بلا .. نباح !!


استنكار الأمريكان والأوروبيين وتهديدهم بوقف المساعدات للفلسطينيين أمر مضحك بالفعل .. فلا التاريخ القريب ولا البعيد يذكر أن رضا الأمريكيين والأوروبيين عن السلطة الفلسطينية سابقا قد خلق فارقا في القضية !!
ولا أدري حقيقة كيف يمكن للأمريكان أن ينحازوا أكثر للجانب الإسرائيلي حتى يوضحوا الفارق بين سلطة فلسطينية ترضى عنها أمريكا وبين أخرى لاترضى عنها ؟!!


المثل المصري يقول ( إيه ياخد الريح من البلاط ؟!! ) .. وكأني أرى قادة حماس يرددون : هذا وأنا الغالي بقلبك وشف وش صار .. أجل لاقلبك كرهني وش يسوي ؟


إذا فالحقيقة التي يجب أن يراها العالم وأن تدركها أمريكا هي أن الانحياز الأمريكي الفاضح لإسرائيل ليس خيارا أمريكيا تفرضه المصلحة الأمريكية وتتحكم به حسب مصلحتها ورضاها عن السلطة الفلسطينية أو عدم رضاها !! بل هو أمر واقع ومفروض على بوش وعلى اللي خلّف أبو بوش وحمولة بوش كلها !!


وعلى الأمريكيين أن يحترموا عقول الناس وكفاية قلة الاحترام التي تنالها هذه العقول على شكل وجبات يومية تقدمها الحكومات العربية !!


في الجانب الآخر فإن هناك من احتفل وهلل بفوز حماس وردد صارخا حتى التهب حلقه : الللله أكبرررر وكأن الذي قدم للسلطة الفلسطينية صلاح الدين الأيوبي حاملا سيفه ومرتديا فوق رأسه (غطا قدر ) كما تصور لنا المسلسلات المصرية وكما نتخيله في شكل الممثل المصري أحمد مظهر!!


إلا أن الواقع المحبط والذي يجهله أو يتجاهله هؤلاء أن حماس لاتختلف كثيرا عن فتح خاصة بعد أن تمت تصفية أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي .. ولكم أن تتذكروا تعهد من خلفوا الرنتيسي بالرد الموجع .. ونام الناس على أطلال وعودهم وغصة استشهاد الرنتيسي لاتدفعها سوى غصة استشهاد أحمد ياسين وهو على مقعده المتحرك !!


أعتقد أن حماس لن تختلف عن فتح سوى في خطاباتها التي لم تعد تطرب الكثيرين الذين ملوا من الكلام الذي لايصاحبه فعل .. فحماس حاليا مشروع سلطة خطابية في النهار .. وسلطة نوم في الليل !!


بالنسبة لي أنا العبد الفقير إلى الله فقد توكلت على ربي وانتهيت من انتظار السياسيين ولابسي البدل الرسمية .. فالمسيح عيسى عليه السلام والذي تؤكد الأحاديث النبوية الصحيحة أنه سيقود المسلمين إلى نصر نهائي على اليهود .. لن يأتي في بدلة رسمية وربطة عنق .. ولن يكون أحد قادة حماس !!