قراءة دافئة في أروقة المنتخب السعودي
ظل أداء المنتخب السعودي طيلة كأس الخليج الـ 15 محل عدم رضا الكثير على الرغم من تحقيقه كأس البطولة تحت طائلة اهتزاز الأداء من شوط لآخر، وخصوصا في الشوط الثاني، وهو ما أجمع عليه المتابعون خلال الدورة... ولكن حينما حان الجد تغير الحال، وظهر الفريق كما ينبغي أمام الفريق القطري العنيد على الرغم من دخول الأخير بفرصتي الفوز والتعادل.
وحينما نعود بذاكرتنا إلى الوراء قليلا في المونديال الفرنسي
نجد أن المنتخب السعودي ظهر آنذاك مفتقرا للياقة البدنية وكيف أنه يومها تفوق الفرنسيون بالأداء القوي،والضغط على حامل الكرة،وهو ذات ما فعله مدرب المنتخب القطري لوشانتير ونجح في ذلك إلى حد بعيد حتى خانته لياقة لاعبيه، وهو أداء يميز الكرة العربية.
واللاعب السعودي يملك حيزا كبيرا من الإبداع بيد أنه يفقد تركيزه حين يضغط عليه الخصم.
ومثل هذه المهارات يجب إكسابها للاعبين في أنديتهم من خلال المدربين في هذه الأندية.
ودون شك اثبت الجوهر أنه خير من يقود المنتخب السعودي بعد فشل المدربين أصحاب السجلات العالمية مع اللاعبين السعوديين غير مرة بسبب اقتناع اللاعبين به من جهة وقدرته على إقناعهم بذلك ولأنه لم يدرب لاعبين أفضل منهم، وهذا السر مكمن إبداع هؤلاء اللاعبين، وما حدث مع البرتو باريرا في فرنسا يؤكد ذلك.
وبنظرة فاحصة في خطوط المنتخب السعودي نجد أن خط دفاعه لطالما تحمل عبء المباريات نتيجة لتقدم الصقري من الجهة اليسرى بشكل دائم الأمر الذي يرهق زملاءه في هذا الخط.
ويظل الحارس الرائع محمد الدعيع مركز الثقل والأمان الدائم في الفريق، وإن كان له بعض السلب في وقوفه الخاطئ أثناء الضربات الثابتة، وهو كما حدث في لقائي قطر والبرازيل.
ومن أكبر المكاسب ظهور أكثر من لاعب في صفوفه، وتميز بعض لاعبيه بأدوار إضافية كما فعل خليل في اللقاء النهائي لخليجي 15 أمام قطر حين مرر كرتين نال بهما فريقه السبق.
وحينما يكون ماطر في أوج تألقه يجد المتابع لأداء المنتخب السعودي أن الفريق يسير بمنهجية واضحة وصريحة.
وبالتأكيد الجوهر يعلم تماما أن لاعبيه يفتقدون للأداء الهوائي ومن الصعب السيطرة على طوال القامة ولاسيما الألمان والكاميرونيون أصحاب البنيات القوية والطول الكافي خصوصا إذا ما عرفنا أن مهاجم ألمانيا بيرهوف هو أحد افضل ضاربي الرأس في العالم حاليا، وحينما حذر القيصر الألماني بيكنباور الإيرانيين من قامة الإيرلنديين الفارعة ويومها لم يستطع علي دائي من لعب أي كرة بالرأس طيلة 80 دقيقة في ملحق كأس العالم.
وتكمن مشكلة الكرة السعودية في عدم وجود اللاعبين المهرة القادرين على اللعب في الجهة اليمنى، وتكرار محاولات التجريب مع المركز الهام، وربما كان المحمدي أحد أفضل اللاعبين للقيام بهذه الجزئية. وإحقاقا للواقع فإن المنتخب السعودي من الفرق القادرة دوما على إنجاز اللقاءات الهامة بفضل خبرة لاعبيه وخصوصا في النهائيات0