أثارت المواجهة الأخيرة بين الرئيسين الهلالي والاتحادي جدلاً واسعاً داخل المدرج الهلالي. ثمة امتعاض كبير لدى المشجع الهلالي من الحبكة الضعيفة والمهلهلة التي بدت بها فصول مسرحية الوفاق والتي افتقدت للاقناع والمصداقية إلى درجة كبيرة لسبب بسيط هو أن المشجع الهلالي لم يفقد ذاكرته بعد وهو أيضاً على درجة من الوعي تمكنه من ربط وتحليل الوقائع وفرز الغث الذي كانت تزدحم مفرداته على شفتي الرئيس الاتحادي.

إذا أراد البعض أن نغمض بارادتنا كجمهور هلالي لتمرير مغالطات البلوي بداعي خلق مرحلة هدوء تفرضها الوطنية والاستحقاق الوطني المنتظر فله ذلك، ولكن إذا كنا سنغمض وحدنا في مسرح الوطن لتمر الريح ويعبر المحمل السعودي فيما البلوي وجوقته في (النشرة) يمارسون العزف النشاز بآلات النفخ الرديئة فثقوا أننا لن نستطيع أن نغمض أبداً، وثقوا أن المشهد سيبدو مثيراً للاشمئزاز، وخارجاً عن نص الوطن بالضرورة.

مسرحية الوفاق الوردية أريد لها أن تجمل القبيح، ولكن التويجري والمهدي وبقية عطاري الرياضية لا يملكون أن يصلحوا ما أفسد الدهر في جسد شخصية رياضية عبثت بها شيخوخة الفعل الرياضي غير المسؤول، وهل يمكن أن يغدو الكذب (فعلاً مسؤولاً) ؟!

المسرحية الوردية لم تبحث عن الحقيقة اطلاقاً، ولو أرادت ذلك لفعلت، بقدر ما بحثت عن (تجميل الرداءة) واغلاق الستارة بعدها مباشرة، فتحول الفعل الصحفي عن جادة (المهنية) والعمل الصحفي المتجرد الى ممارسة متدثرة بلباس الإصلاح الاجتماعي ومكاتب الإرشاد الأسري في مفارقة مضحكة أشبه بالكوميديا السوداء، فتخيلوا أن تمر مواجهة كاملة في صفحتين مع البلوي دون مجرد الإشارة الى العهر الإعلامي الذي يرعاه البلوي وينفق عليه ويخصصه لشتم الهلال ورئيسه في مطبوعته التي يملكها!!

مفارقة كهذه كفيلة بأن توضح للقاريء أن (ميكافيلي) نفسه هو مخرج المواجهة وليس سعد المهدي، فالغاية (تجميل البلوي) تبرر الوسيلة (السكوت عن خطايا البلوي في الرياضة السعودية) وهكذا كان !! ونصيحتي لصحفيي الرياضية أن يشاهدوا برنامج (هارد توك) في البي بي سي والمقدم تيم سيباستيان ليتعلموا إحترافية الاعداد المدعم بالبحث والتوثيق وتجرد الإعلامي مع الضيف فأسئلة من نوع (يقال ويذكر...) ممارسة اعلامية عاجزة عفا عليها الزمن.

وما دمنا نتحدث عن (شيخوخة) البلوي التي حاولت المواجهة ترميمها على عجل فلعلي أذكر ببعض عوارضها لأننا سنحتاج الى حلقات متتابعة لتغطيتها، ولعل أحد ابرز أعراضها (الكذب والإصرار عليه) ليس فقط على الاتحاد السعودي ولوائحه، بل على الرئيس الهلالي شخصياً وعلى المتابع الرياضي عموماً، ولأني لا أثق إلا بعيني وأذني ولا أطمئن للصحافة المكتوبة فإنني وبأسلوب (من فمك يا منصور أدينك) سأعرض مشاهد بسيطة تثبت إدمان منصور على الكذب والتناقض.


1- في تاريخ 8-4-2005 منصور البلوي ينفي في الرياضية انتقال الدوخي للاتحاد ولكن المفاوضات السرية وغير النظامية للدوخي كانت مستمرة وعقده لا زال سارياً وحتى تاريخ 26-6-2005 وهو تاريخ توقيع الدوخي للاتحاد بدليل مسرحية التأجيل من الدوخي حتى انتهاء عقده ليصبح توقيعه حراً ويضيع حق الهلال المادي.
تعليق: قانون الاتحاد الدولي يمنع مفاوضة اللاعب وعقده مستمر مع ناديه وقد عاقب الاتحاد الانجليزي رئيس نادي تشيلسي ابراموفيتش بأكثر من مائتي الف جنيه استرليني بسبب مفاوضته للظهير الأيسر لنادي ارسنال اشلي كول قبل انتهاء عقده.

2- في مؤتمر توقيع الدوخي الصحفي ذكر منصور البلوي ما نصه (علاقتنا بالهلال أكبر من اللجوء للمسطرة وسندفع للهلال ما يستحقه لاعب كبير كالدوخي) ولكن البلوي نفسه لم يعرض أكثر مما تحدده المسطرة الاحترافية بعد ذلك، و ووقائع مؤتمر انتقال الدوخي انقلها من موقع الاتحاد ومن صحف اتحادية!
تعليق: لم يكن أحد ليجبر البلوي على هذا التصريح ولكنه للأسف كذب ولم يلتزم وكان فقط يتظاهر بالمثالية ويتمسح بأهداب العلاقة المزعومة!!

3- في نفس المؤتمر الصحفي في 28-6-2005 اكد البلوي (صحة مفاوضاته مع مهاجم المنتخب الوطني ونادي النصر سعد الحارثي وان ضم اللاعب على سبيل الإعارة مسألة وقت حيث عرض الاتحاد المادي هو الأفضل من بين العروض). وفي تناقض وكذب فاضح قال البلوي في برنامج قضايا في الوسط وفي قناة الاخباريةي 5-1-2006 ( لم يسبق اطلاقاً أن فاوضت الحارثي وعلاقتي بالنصر لا شأن لها بانتقال الحارثي).

تعليق: المشكلة أنني بنفسي شاهدت المشهدين (التصريح والنفي ومن فم البلوي دون وسيط) وبينهما 6 أشهر فقط فهل 6 أشهر باعتقاد البلوي كافية لمسح ذاكرة المتلقي والكذب عليه، أم هل يعاني البلوي من مرض نفسي يجعله يكذب أمام الناس وينسى كذبته ثم يصر على انه صادق مثلما نسي أن مباراته في المربع الذهبي كانت مع الهلال وليست مع الشباب ؟! وبنفس العقلية التي جعلت البلوي يتفاجأ بوجود الجمعان الى جانبه في المطار !!

4- يتفق البلوي ومحمد بن فيصل على عدم المزايدة في صفقة ياسر ويلتزم الرئيس الهلالي فيعرض اقل من عرض البلوي (9 مليون) ولكن البلوي يرفع العرض الى 25 مليون فقط لاسالة لعاب القدساويين وتعطيل الصفقة بعدما أعلن اللاعب رغبته فقط بالعب لصالح الهلال.

تعليق: يبرر البلوي رفعه للسعر بمجرد رغبة شخصية ودافع وطني بوصول سعر لاعب سعودي لحاجز العشرين مليوناً!! وهنا أبتسم ولا تعليق!!

هذه هي مشكلتي الشخصية مع السيد منصور البلوي فأنا أكره المتلونين والكاذبين وأصحاب الحجج المتهافتة والضعيفة.

من حق منصور أن يحافظ على مصالح ناديه ويبحث عنها وفق النظام ولوائح الاحتراف، ولكن ليس من حقه في نظري كمشجع هلالي أن يصافح الرئيس الهلالي بيد، ويدفع باليد الأخرى لمن يشتم الرئيس والكيان الهلالي في مطبوعته ومركازه، وليس من حقه أن يكذب ويستمريء الكذب على الهلاليين في أكثر من مناسبة، ويلاحق مفاوضاتهم لأي لاعب بغرض التخريب فقط والمزايدة ثم يخرج مرة أخرى مصافحاً للرئيس الهلالي الذي ستشتمه مطبوعته غداً ويستمر عرض المشهد المقزز!!

الرئيس الهلالي – وللأمانة- خرج خاسراً من المواجهة بمعايير (المواجهة) وربما كان ذلك بارادته فقد كان همه انهاء اللقاء بمصافحة (تكررت كثيراً) ودافعه مصلحة الوطن وتهدئة الجماهير في وقت كان يمكنه التداخل مع البلوي وكشفه في أكثر من مناسبة، لكنني أقول إن اللقاء لم يكن (مواجهة) بقدر ما أريد له أن يكون (مصافحة) وكان(المسكوت عنه) في الحوار أكثر من المنشور. ولعل الكثير من الهلاليين الذين أحسوا بالمرارة التي خرج بها سيناريو الوفاق وبلعوا (المسكوت عنه) يستحقون من الرئيس الشاب أن يكون واضحاً وشفافا ً معهم فيما يتعلق ببعض اجتهاداته السابقة في ملفات الدوخي والجمعان، وصريحاً فيما يتعلق بملفات (الشلهوب ونواف) القادمة، فنحن في عصر الاحتراف والوضوح مع الجمهور من البداية أفضل طريقة لادارة هذه الملفات بدلاً من مفاوضات اللحظة الأخيرة، وأخيراً لا بد للامير محمد بن فيصل ان يكون له موقف واضح ومعلن للجمهور مع البلوي فيما يتعلق بممارسات (نشرته) غير المسؤولة.

لا ريب أن الرئيس الشاب قد نال محبة الجماهير ودخل قلوبها بلا استئذان، وحقق بطولات تاريخية مصحوبة بدعم مالي هائل تم ضخه حباً لهذا الكيان ، ويهم الجمهور كثيراً أن يكتمل قمر المرحلة الزرقاء بشفافية أكبر ومواجهة شجاعة لممارسات البلوي المسيئة للرياضة والتنافس الشريف والتي تعزفها فرقة (النفخ) في مطبوعته الرديئة، و هذا وحده ما سيعيد التوازن المفقود الى مسرحية الوردية وعطاريها !!

الجمهور الهلالي لا يبحث عن حروب وسجالات اعلامية ولا يبدؤها مع أحد، والهلاليون أكثر من يعي ظلال مفردة (الوطن) ولا يزايد عليها، ولكن ذلك كله لا يتعارض مع الشفافية الاعلامية فيما يتعلق بالهلال ولاعبيه ، ولا يتناقض أبداً مع الحفاظ على الجدار الهلالي شامخاً من خربشة مرتزقة الاعلام الاصفر ومن يدفع لهم.

أخيراً..
@@ للرئيس الهلالي أهمس..أبعد لاعبي الهلال عن بعض معتزلي نادي الشباب المعروفين.! وستذكرون ما أقول لكم.

@@ الاتحاد وقع مع مناف ابو شقير قبل انتهاء عقده بثلاثة أشهر، فما المانع من مفاوضة لاعبي الهلال قبل نهاية عقودهم بأشهر فاما التوقيع معهم واما فتح باب انتقالهم مبكرا والاستفادة من قيمة انتقالاتهم بدلا من العادة الهلالية الشهيرة في جعل المشجع الهلالي على اعصابه ومن ثم زيادة التعصب وتأخر تقبل مفهوم الاحتراف!!

@@ من اراد ان ينتقل من لاعبي الهلال حسب اللوائح والانظمة فهذا حقه والجمهور الهلالي لا يطلب اكثر من وضوح اللاعب معه بما يكفل حقه وحق الهلال

@@ لو كان اتحاد الكرة لدينا بمثل قوة وصرامة الاتحاد الانجليزي لكرة القدم حتى مع المليارديرات ابراموفيتش وغلايزر لانتهت نصف مشاكل التعصب الرياضي فالعدل اساس الحكم، ولو كان لدينا رجل واحد في اتحاد الكرة يفهم قوانين الاحتراف وقوانين الفيفا لانتهت جميع مشاكل الاحتراف، أما ان يقوم منصور البلوي بتصحيح لوائح اتحاد الكرة فطرفة الموسم بحق!!