السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تمر الأزمان تجر خلفها السنين, ينتهي العمر ويفنى الجسد, نحاول الظهور بمظهرٍ يشفع لنا بعد الرحيل و عبثاً نحاول!!
مدةً ليست بالطويلة تلك التي قضيتها معكم, تجادلنا حيناً و حيناً آخر ضحكنا, شاركنا البعض أفراحه و واسينا البعض الآخر في أحزانه..
أقل من يومين تفصلني عن الرحيل, فأنا عقدت العزم على أداء الركن الخامس من أركان ديننا الإسلامي الحنيف, و إن كتب لي البارئ حج البيت هذه السنة سأكون هناك..
فمن أخطأت في حقه ذات يوم فأسأله بخالقي و خالقه أن يعفو عني قبل سفري, فربما هذه الكلمات آخر كلماتٍ أخطها لكم بمعرف مجـــــــــــــد( الألم الحــــزين)
كلي أمل أن يكون لمعرفي ذكرى حسنة بعد رحيلي!!
ماذا دهاني؟؟
لم تكن هي المرة الأولى التي أسافر بها
سافرتُ مراراً و تكراراً بصحبة عائلتي
و أكثر رحلاتي كانت بمفردي
لم أشعر بالخوف و لا الوجل
لم أذرف الدمع على الوجن
سفرٌ دائم تعانقه المخاطر
لم أكترث؟
لم أعبأ بذلك؟
إلا هذه الليلة
لا أعلم أي شعورٍ راودني!!
ربما شعور نهاية العمر
و ربما شعور فقد الابن
طفت أرجاء المدينة
استنشق عليل هوائها
و أسمح لعينيّ بالتأمل في جمالها
نظرتُ إلى من أمامي
يا الله سأرحل و فؤادي معك
سأرحل و دعواتي لك
لن أنساك مهما يكن
فمثلك حريٌ بأن أوقف له النفس مدى العمر
دمعةٌ تجر خلفها الأخرى
بينما في أحياء المدينة نتجوّل
رحلاتٌ عدة كنتُ أظن أنها الأخيرة
و نظراتٌ لمدينة كدتُ أجزم أنها الأخيرة
إلا أن كل تلك الظنون سرعان ما تبوء بالفشل
لأعود من جديد و أعيش في أجواءٍ روحانية
تختص بها
" المـديـنة المـنـورة"
أعاود الكرة مرةً و أخرى
إلا في هذه الليلة
كل شيءٍ مختلف,
الرحلة مختلفة, المسافرون كذلك, و الغرض منها غير,,
باختصار كل ما في هذه الرحلة مختلف..حتى شعوري غير
يا صديقة الطفولة و يا منبع الحنان
بين يديك أوراقي الخاصة
في أوراقي كل أسراري من قبل البداية
إلى ما بعد النهاية
كلها اختزلتها في ذلك المظروف
إن عدت فحتماً سيعود لي
و إن لم أعد فأشعلي النيران في الأوراق
اتخذي منها ناراً تبعث الدفء في المكان
حطمي الذي ستلفظه النار
ذيّلي نهاية مشاعري بإمضاء أناملك
فأنت وحدك من يستحق كتابة نهايتي
لأنك الوحيدة التي وقفتِ على بدايتها
و عاصرتِ معظمها
أبلغي إخوتي بحبي لهم
و عشقي الجنوني بهم
وأدت حلم طفولتي من أجلهم
و سأحرق قلبي في سبيلهم
سأعاقبه بالطعنات إن تسلل له غيرهم
لم يتبقَ من الوقت الكثير
فها هي الساعات تمضي
أطلبُ منكِ العفو و الغفران
و لمن قرأ كلماتي ذات يوم
و أخطأت في حقه في يوم
أن يعفو عني و يصفح
فربما هذا آخر ما أكتب
ألقاكم على خير بعد عودتي من فريضة الحج إن شاء الرحمن
وفقكم الله و سدد خطاكم و جمعني و إياكم في فردوسه الأعلى
دمتم في حفظ الله و رعايته
أختكم
مجـــــــــــــد
