صعبة هي لحظة الفراق بدون أي سابق إنذار يذهب لوالدته ليطلب منها مبلغ من المال ليستطيع الذهاب مع أقاربه الذين هم في سنه ليحظروا اعتزال فيلسوف الكرة العربية وتعطيه الوالدة الصابرة المبلغ ويطلب المزيد من المال وتعطيه الأم الحنونة ما يريد وبعدها يقبل رأسها ويغادر وكأنه يعلم أنه لن يراها بعد ذلك وفعلاً حظروا الإعتزال وتمتعوا كغيرهم من جماهير المملكة العربية السعودية ولم يكن يدور في ذهن راشد أنه هو أيضاً سيعتزل ولكن ليس الكرة إنما يعتزل الحياة كلها وهو في عمر الزهور وينتهي الإعتزال ويخرج الجماهير من الملعب لتبدأ رحلة الفرح بالفوز الهلالي على الفريق الإسباني وبينما راشد يهم بقطع أحد الشوارع إلا والمسؤول عن اعتزاله الدنيا قادم بسيارته المسرعة ليصطدم به ويرديه صريعاً في الحال بسبب انقطاع النخاع الشوكي له ويغطى بأحد أعلام الهلال الموجودة مع أحد المتواجدين لحظة الحادث ، إنا لله وإنا إليه راجعون ويأتي الخبر كالصاعقة على أمه المسكينة المؤمنة الصابرة على قضاء الله وقدره ولم تصدق لحظتها الخبر ولكن الإنسان المؤمن لا يتأثر كثيرا من قضاء الله وقدره وسمعنا نحن الخبر وهو من أقاربي المقربين جداً أو بالأصح هو ( ابن عمي ) وحزنا عليه وحزن الناس لكهم عليه ولكن حزننا لا يساوي شيئاً مقابل حزن والدته عليه فأنا أعرف والدته جداً لأنها عانت الأمرين وتعرضت لصدمات هائلة لا يصبر عليها إلا المؤمن حقاً وللمعلومية وللدعاء لوالدته فإن والدته تنازلت كامل التنازل وبدون وسائط وبدون أن يطلب منها أحد أن تتنازل عن الشخص الذي صدم إبنها وقالت الله يحلله ويبيحه نعم إنها مثال رائع للأم الصابرة المؤمنة بقضاء الله وقدره .
قال تعالى ( ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية )
إن القلب ليخشع وإن العين لتدمع وإنا على فراقك ياراشد لمحزونون .
لن ننساك ياراشد أبداً
