استثمار اليانصيب!

التاريخ: 11/1/2002 م فال لفارس الروضان الرائع:

تنوي بعض الأندية المحلية التي تعاني من قلة الموارد المالية الدخول في عالم الاستثمار عبر الهاتف وذلك بوضع رقم هاتفي خاص لاستقبال المكالمات للمشاركة في مسابقة مالية بحيث ان الهاتف يظل يستقبل الاتصالات على مدى فترة زمنية محددة قد تصل إلى ثلاثة أشهر على سبيل المثال، بحيث يحصل أحد المتصلين على مبلغ مالي بملايين الريالات، على ان يكون عائد الاتصالات لصالح النادي وذلك على غرار المسابقات الكثيرة التي تعلن عنها المحطات الفضائية كل يوم.
هذه الطريقة الاستثمارية الدخيلة على مجتمعنا المسلم تجلب الدخول في المحرمات بشكل صريح ومباشر، لأن طريقة الاتصال والمشاركة هي طريقة أشبه بالقمار، والربح منها ربح محرم بحت، باعتبار ان المتصل يدخل في المسابقة برسم مالي هو قيمة اتصاله وهذا يشبه مسابقات "اليانصيب" حيث ان نظام اليانصيب نظام محرم فالراغب بالمشاركة يشتري بطاقة من بطاقات السحب بقيمة معينة للدخول في المسابقة والشركة الراعية تطبع مئات الملايين من البطاقات وفي نهاية المطاف يحصل على الجائزة شخص أو اثنان وهذا هو "القمار" الصريح.. وما ينطبق على هذه المسابقة ينطبق على مسابقة الهواتف ولكن باختلاف الاسلوب وليس هناك مجال آخر لاعتبارها من أنواع الحلال إلا بأن يعتبر الرقم الهاتفي رقماً مجانياً والمشاركة في المسابقة بدون مقابل والفائز يحصل على جائزته بعد ان يستطيع الاجابة على السؤال أو الاسئلة.. وهذا بالطبع يتنافى مع الهدف الربحي من مثل هذه المسابقات.
وعليه فإن دخول الأندية أو أي جهات أخرى في مثل هذه الأمور هو دخول في المحرمات ورياضتنا ومجتمعنا بشكل عام بني ولله الحمد على العقيدة الإسلامية والالتزام بكل أوامرها ونواهيها ولا يبارك الله في أي عمل لا يراعي حدود الشرع..
ونحن حينما نقول ذلك فإننا نستجيب للآية الكريمة: { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فنحن نعلم بأن جميع ابناء الوطن حريصون أشد الحرص على الالتزام بقواعد الدين الإسلامي ولكن قد تفوت عليهم بعض الأمور التي لا تخطر على بالهم وبهذه المناسبة نأمل من جميع ابناء الوطن المحافظ تجنب المشاركة في مثل هذه المسابقات التي تؤدي بهم إلى فعل الحرام دون ان يشعروا كما نناشد انديتنا بأن تطرق كل ما هو متاح من الاستثمارات بعيدا عن الكسب السريع الذي يبنى على الحرام.. وقد يقتل روح المبادرات الاستثمارية الإيجابية.
وفي ختام هذا الموضوع نشير إلى ان بعض الشركات التي استخدمت هواتف اليانصيب تحصل على مبالغ تصل إلى 100مليون دولار من اتصالات المتسابقين وتمنح مليون دولار لفائز واحد بينما تحصل على بقية المبلغ البالغة فقط 99مليون دولار!!.
نقاط مضيئة
أكبر دليل على حرمة هذه المسابقات رغم كل ما ذكر من ثوابت هو ان قيمة الجائزة غير موجودة إلا بعد وجود الاتصالات.
رعاية الشباب لابد ان تتحرك عاجلا لإعلان الخصخصة حتى لا تلجأ الأندية إلى أفكار استثمارية مضارها أكثر من نفعها.
اتمنى من ادارة الهلال ان لا تقلد ادارة النصر ترى الفقر ما ينحل بالحرام