اعتزال (قهري) وأخطاء هلالية
اقرأوا خطاب النجم الكبير فيصل أبو ثنين الوداعي بتمعن وستخلصون إلى سلبيات كثيرة تكشف مدى ضعف الآلية التي يدار بها نادي الهلال حاليا·
سبق وطرقت وغيري كثيرون مشاكل على الصعيدين الفني والإداري تضرر منها الهلال بشكل عام وفريق القدم بشكل خاص، ولكن دون جدوى، بل لم نلمس ما يؤكد الحرص على تلافي السلبيات· أما الإيجابيات فإنها بالكاد تذكر· وفي هذا الجانب أتمنى ألا يستمر البعض في التغني بالنتائج أو مركز الفريق الكروي، وعدد اللاعبين الدوليين في المنتخب·
عودا على بدء، فإن فيصل أبو ثنين الذي رفض عروضا مغرية (في زمن الماديات)، واجه مصاعب شتى في ناديه طوال السنوات الثلاث الماضية، ومع ذلك ـ كما يقول ـ حاول البقاء والاستمرار ((حبا في الهلال))·
وفي هذا المقام أذكر أنه عندما وضع أبو ثنين وزميله تركي العواد على قائمة الانتقال قبل سنتين في عهد إدارة الأمير بندر بن محمد، رفض فيصل عروضا مغرية أحدها من النصر، وأكد أن ((الاعتزال أفضل))، أما تركي العواد فقال ((سأكمل دراستي ومن الصعب أن ألعب لغير الهلال بعد مشواري الحافل بالحب والإنجازات))· ومن جهته عمل أبو ثنين على العودة إلى ناديه، إلى درجة أنه استضاف الأمير بندر بن محمد في منزله على مأدبة عشاء، وأعيد قيده العام الماضي، لكن المعاناة استمرت، بل تطورت إلى الأسوأ، مما حدا باللاعب إلى تعميق المشكلة خلال حديث شهير ومثير أجراه الزميل الأخ دباس الدوسري (الجزيرة)، وفيه تهكم أبو ثنين على فهد المصيبيح مدير الكرة، فبقي خارج الميدان إلى أن أعلن اعتزاله نهائيا أمس·
الحوار احتوى خطأ كبيرا من فيصل، لكن الإادرة لم تسع لإذابة جليد المشكلة بين اللاعب ومدير الكرة اللذين لا يشك إطلاقا في إخلاصهما لناديهما وهوايتهما، وخصوصا أن أبو ثنين عُرف بصراحته، وأصاب في أشياء كثيرة لكنه أخطأ (متهكما)!
ومما يؤكد خطأ ـ تعنت ـ الإدارة الهلالية وإدارة الكرة، الإصرار على الموقف والقرار بعد خسارة خميس العويران الذي انتقل للاتحاد بقانون الاحتراف، حيث فضلت الإدارة إعادة البرازيلي توليو على الصفح عن أبو ثنين·
عموما الخطاب ، كشف مدى ولاء أبو ثنين لناديه في زمن الاحتراف، وأفصح عن سلبيات كثيرة على الصعيدين العملي والتعاملي· وأصبحت الكرة في ملعب الإدارة التي يجب عليها تدارك الكثير من السلبيات، ومعالجتها·
قد يفهم البعض أنني أؤيد ما طالب به آخرون ((تنحية فهد المصيبيح أو استقالته))، كلا فهو من خيرة الإداريين لكن ـ ومما يبدو ـ أن الإدارة لا تواجهه بأخطائه، والمشكلة الأكبر عدم قدرة الأمير سعود بن تركي على متابعة أمور النادي جيدا عن قرب، لذا تتكاثر السلبيات·
وختاما أسأل: متى عقدت الإدارة اجتماعا؟
أين الأعضاء من العمل المكلفين به ـ إن كان هذا حدث فعلا؟
لماذا تراجعت الإدارة عن قرار إقالة المدرب آرثر؟
لماذا لم تنفذ الإدارة توصية آرثر حول الأجنبي الرابع؟
لماذا تصدر بيانات خاطئة قانونيا، وآخرها الاحتجاج على انتقال خميس العويران؟
لماذا أصر عدد من اللاعبين على تجديد عقودهم سنة أو سنتين كي يكونوا أحرارا بعد انتهائها؟
خلف ملفي
[email protected]
ولمن لم يقرأ خطاب اعتزال فيصل أبو ثنين، هنا نصه:
صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ
صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن سعد (باني الهلال الحديث) ـ رحمه الله ـ
أصحاب السمو والسادة أعضاء شرف نادي الهلال ـ حفظهم الله ـ
جماهير نادي الهلال في كل مكان ـ المحترمون·
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من أصعب الأمور على الإنسان أن يختار الابتعاد عن أناس عاش معهم زمنا طويلا وحبهم وأحبوه في الله وعشت مع الزعيم قرابة الثمانية عشر عاما حافلة ولله الحمد والمنة بالإنجازات والبطولات من مدرسة الهلال إلى أن وصل الهلال العالمية·
أتقدم لكم بخطاب اعتزالي راجيا من الله أن أكون قد وفقت في تقديم صورة مشرفة لأبناء الهلال وأن تسامحوني عن كل أخطاء لم تكن مقصودة، فقد تعلمت حب الهلال من الأمير عبد الله بن سعد ـ رحمه الله ـ وأسكنه فسيح جناته، ومن كابتن العرب الأخ صالح النعيمة، فلكم ولهم جزيل الشكر والتقدير لما قدمتموه لي من دعم وتقدير خلال مشواري مع هذا الفريق العملاق، وعلى الرغم مما تعرضت له خلال السنوات الثلاث الأخيرة من استفزاز ومضايقات لإبعادي عن الفريق ورغم العروض الكثيرة والمغرية، إلا أنني آثرت حب الهلال وفضلت الاعتزال مكرها لأنني لم ولن أجد نفسي في غير الهلال، لكن هل يعتقدون أنهم بإبعادي لاعبا سينزعون حب الهلال والإخلاص له مني؟ كلا، ولكني سأظل وفيا مع من دعمني وآزرني ووقف بجانبي لأكشف المزيفين وأصحاب المصالح الشخصية·
كما يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر وجزيل العرفان لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق الذي كان يدعمني ويوجهني وكان يقف خلف النجاحات التي تحققت لي وتكفله الشخصي بتكملة دراستي خارج المملكة، فله جزيل الشكر والتقدير وأتمنى من الله أن أكون عند حسن ظن سموه الكريم·
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته·
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم
فيصل بن سالم بن فيصل أبو ثنين
14/10/1422هـ