الموضوع:
¨¨¨°~*§¦§ صدى العـ37ـدد الكلمات §¦§*~°¨¨¨
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
#
5
03/10/2005, 04:27 PM
صدى الكلمات
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 04/11/2002
المكان: في كل حرف من صدى الكلمات
مشاركات: 415
شاعر من كبار الشعراء ،،، بل هو من عظماءنا الأفذاذ ،،،هو كنز ثمين يتوهج كما تتوهج النجوم
عن بعد ،،،
شاعر مبدع رسم بقصائده لوحات جميلة ورائعة ،،
لن أطيل عليكم شاعرنا ونجمنا هذه المرة هو :
(( إيـــــلــــيـــــا أبــــو مــــــاضـــــي ))
ولاد تــــــــه :ولد إيليا ابو ماضي في العام 1307 هجرية ،، العام 1889 ميلاديه ،،،
في قرية ( المحيد ثة ) القرية اللبنانية الجميلة ،، في قضاء المتن الشمالي ،،،
ومن المعروف أن هناك قرية بهذا الأسم في محافظة البقاع ،،
تميّزة قرية ( المحيد ثة ) بجمالها وطبيعتها الخلابة ،،
نــشــأتــه :
نشأ ( إيــــلـــيـــا ) في عائلة قليلة العدد ،، ضعيفة الأحوال تعيش على مدخول بسيط كما
هم أهل الريف دائماً ،،كان أبوه ( ضاهر ابو ماضي ) يقضي معظم وقته في الأرض ،، يفلح ،،
ويزرع ،، ويقطف ،، ويجني ،،بينما والدته ( سلمى ) فكانت منصرفة لشؤون البيت
وتربية أولادها الخمسة وأبنتها الوحيدة وهم :
( مراد ) و ( إيليا ) و ( متري ) و ( طانيوس ) و ( إبراهيم ) والبنت الوحيدة ( أوجيني ) ،،،
وهذه البنت كانت تساعد أهلها بالخياطة رغم أنها أصغر الجميع ،،،وفي وسط هذه العائلة نشأ
شاعرنا ( إيليا ) نشأة تُعتبر عصامية لأنهُ لم يكن معتمداً على ثراء أو منصب لأبيه أو
ما عدا ذلك من أسباب الوصول والإرتقاء والنجاح ،،
وكان شاعرنا يرافق أبيه للأرض ويساعده
حسب قدرته وخبرته ،،، وأيضاً يُكحّل عيناه بجمال الطبيعة الخلابة التي تميّزة بها
قريته ( المحيدثة ) فبدأت نفسه تتعلق بهذا الجمال الطبيعي وتتشربه ،،
وتختزن هذا الجمال في مشاعره وأحاسيسه وتحاول بعد ذلك صياغة هذا الجمال
بالشعر ووحي الشعر متغنياً بالجمال في كل مكان ،،وفضلاً عن النشئة الطبيعية في
أحضان الطبيعة والجمال ،،كان للتنشئة الإجتماعية متمثلة بمشاركة أهل القرية في
أفراحهم وأحزانهم دور كبير في شعره بتعلقه بمشاركة الناس بهمومهم وهذه
صفة تميّز بها ( إيليا ) في شعره ،،
دراســـــــتـــــــه :
إكتسب ( إيليا ابو ماضي ) العلم والمعرفة من مدرسة ( المحيد ثة ) القائمة إلى جوار
كنسية القرية ،،مع أن القرية لم تكن تتمتع بمدراس متكاملة الصفوف
بل إقتصرت على الصفوف الإبتدائية البسيطة ،،
ألتي تعلّم بها مبادئ الحروف الهجائية وكيفية نطقها ،،ولكنه بقى متعطش لإكمال دراسته ،،
وما أن سمع بوجود مدرسة قريبة من القرية حتى أستأذن من أبيه ليذهب لهذه المدرسة
وكان والده موافق مع تحفظه على بعد المسافة ،،خاصةً أنهُ كان يقطعها مشياً
وهي تبعد ميلين تقريباً ،،قصد المدرسة وكان يبلغ من العمر سبع سنوات وتعلم
بها وقد لفت نظر مدير المدرسة الشيخ : إبراهيم المنذر ( وهو أديب لبناني عمل
في الصحافة وكتب مقالات في الصحف والمجلات )وتقدم شاعرنا في علومه
ولكن لم يكتفي وقد إنتقل إلى الأسكندرية وزاد من علومه هناك .
أســــــفــــــــــاره :
أحب ( إيليا ابو ماضي ) السفر منذ طفولته ،، أما طلباً للعلم وإما في سيبل العيش الذي
يسعى إليه من اجل التخلص من عالم الفقر ،،سافر أول مرة إلى الأسكندرية هرباً من
ظلم العثمانيين وطلباً للعيش الكريم والتجارة ،، وقد توجه هناك إلى عمه الذي كان
هناك من الأساس يبيع لفائف التبغ ،،فساعده ببضع دريهمات تساعده وكان ذلك عام 1902 م
وفي هذا الدكان دكان عمه إلتقى ( إنطوان الجميل ) الذي كان يتردد لشراء التبغ من
دكان عمه وكام لهذا اللقاء فاتحة له للبحث والتحصيل للعلوم ،،وعاد بعد ذلك إلى لبنان عام 1911 م ،،
وقد وجد أن لبنان لا زالت ترضخ تحت الحكم الإستبدادي من متصرف جبل
لبنان ( يوسف باشا فرنكو ) وبعد ذلك إنتقل شاعرنا إلى الولايات المتحدة
الأمريكية في العام 1912 م متجهاً إلى ولاية ( أوهايو )
أمتهن هناك التجارة مع اخيه ( مراد ) الأكبر ،،
فبدأ هناك حياته الأبدية بترجمة قصائدهم إلى العربية ،، ومع الوقت بدأ ينغمس بالأدب
ويترك التجارة ،،وبعد ذلك سافر إلى ( نيويورك ) العام 1916 م ،،فوجد الكثير من
الجاليات العربية ومعها توسع الرزق والتوسع العلمي ،،
ومنها بدأ بترأس تحرير ( المجلة العربية ) ،،،
وحاول أن يساهم في تطويرها وإنتشارها ولكن أعتقد لم تكن طموحاته قد ترسبت
على أرض الواقع ،،فأنتقل إلى تحرير مجلة ( الفتاة ) ،،وأنتقل بعد ذلك إلى مجلة ثالثة
هي مجلة ( مرآة الغرب ) وبعد عشر سنوات ترك عمله في عام 1929 م ،
،وأسس مجلة له شخصياً أسماها مجلة ( الــســمــيــر ) وجعلها نصف شهرية ،،
أستطاع بجهده وعمله أن يحول المجلة إلى جريدة يومية وبقيت تصدر حتى وفاته ،،
وفي هذه المدينة أصدر دواوينه ( الجداول , الخمائل , ديوان ابو ماضي )
وفي نفس الوقت أنضم للرابطة القلمية التي أسسها جبران وغيره من الأدباء ،،
وأصبح شاعر الرابطة عام 1920 م ،،
بعد نجاحة في نيويورك عاد إلى لبنان بعد إلحاح من أهل لبنان ،،
لزيارتهم وزيارة مسقط رأسه فقدم إليها عام 1948 م ،،
وتم تكريمه وأقيمت له الإحتفالات في لبنان ومنحته الدولة اللبنانية وسام الأرز ,
ووسام الإستحقاق ،،ودعته الحكومة السورية لزيارتها عام 1949 م
فأقيم له ايضاً إحتفال شارك به رئيس الجمهورية وأعطاه وسام الإستحقاق
الممتاز والرئيس هو ( شكري محمود القوتلي )
أول زعيم وطني يتولى رئاسة الجمهورية السورية ،،بعد ذلك عاد إلى أمريكا
في العام 1949 م ليعود إلى نشاطه وجريد ته ،،
ولكن رغب شاعرنا أن يمارس حياة جديدة وأفكار آخرى ،،فطلب جميع الجرائد
التي تصدر في أمريكا لمعرفة أساليب جديدة ،،والكتابة بها محاولاً كما
قال عنه الأدباء الخروج عن الكتابة التقليدية الفاظاً وتعبيراً ،،
وينطلق الى عوالم جديدة عليه ونقلها إلى العرب والأدب العربي ،،وقد بقي
شاعرنا هناك في أمريكا حتى وافته المنية ،،
وقد تميّزت شخصية ( إيليا ابو ماضي ) الشعرية بالأمل والتجدد ومحاولة الرقي
إلى مصاف العلو والرفعة ،،
فنجده يكتب عن الإنسانية ،،، شاغلاً نفسه بهموم الإنسان في كل مكان وزمان ،،،
محاولاً التعريف وتوصيل مشاكلهم وهمومهم للمتلقي بكل مكان ،،،
وكتب عن وطنه ،،، وهو قريب ،،،
وكتب عن وطنه ،،،، وهو بعيد ،،،
وكتب عن الحب ،،،
تغنى بالجمال ،،، جمال الطبيعة والحياة من حوله أو حسب فهمه لها ،،،
وتحس وأنت تقرأ أشعاره برقة أسلوبه ورهافة أحاسيسه ،،
لا أحد ينكر البصمات التي لن تزول التي تركها لنا شاعرنا الفذ ،،،
نعم بصمات لا تمحى من ذاكرتنا العربية ،،،
لقد أبدع شاعرنا وما أجمل إبداعه ،،،
تغني بقضايا الأمة العربية وكتب عنها ما أستطاع من شعر ،،،
ثار على التقاليد الشعرية المتوارثة وكتب بأسلوب مغاير عن ما عهده الشعراء ،،،
آثــــــــــاره :
ديوان ( تذكار الماضي ) عام 1911 م وهو أول ديوان للشاعر ،،،
ديوان ( ديوان ابو ماضي ) صدر عام 1919 م بعد إقامة الشعر في أمريكا ،،،
ديوان ( الجداول ) صدر عام 1927 م في أمريكا ايضاً ،،،،
ديوان ( الخمائل ) صدر عام 1940 م ،،،،
ديوان ( تبر وتراب ) صدر عام 1960 م وقد صدر بعد وفاة الشاعر ،،،
اثاره الأخرى غير الشعر :
مجلة ( السمير ) وهي مجلة نصف شهرية أصدرها عام 1929 م
حولها فيما بعد إلى جريدة يومية صدرت كجريدة أول مرة عام 1936 م وأستمرت بالصدور حتى وفاته ،،
كتب شاعرنا الكثير والكثير من القصائد والمقالات في الكثير من المجلات والجرائد نذكر منها :
( مجلة الزهور ) .. ( المجلة العربية ) ... ( مجلة الفتاة ) .... ( مجلة مرآة الغرب ) ...
وفــــــــــــــاتـــــــه :
لقد كان لشاعرنا أصدقاء اعتزّ بهم كثيراً امثال جبران خليل جبران ،، وأمين الريحاني ،،،،
وميخائيل نعيمة ،،،، وعبد المسيح حداد ،،،
يقاسمونه هموم الغربة ولكن ؟؟؟؟
جبران توفي ،،، وخسر بذلك صديق قاسمه الغربة والرابطة القلمية ،،
ثم جاء الدور على أمين الريحاني ليغادر عالمنا ،، وخسره هو الأخر ،،
تبقّى له ميخائيل نعيمة وحداد ،،
ولكن ميخائيل عاد إلى لبنان وتركه وحيداً ،،،
ثم كانت الطامة بإفتراق عبد المسيح حداد عنهُ بسبب الحساد المبغضين له ،،،
فرقوا بينهم متجنين على شاعرنا ،،
حتى أنه قال عنهم :
( ما أشبه هؤلاء الناقمين علي وعلى أمثالي بأوراق الشجر أدركها الخريف ,
وأستل منها بشاشتها ونضارتها , فهي ترتعش حقاً كلما هبّ الهواء ،،
أو إندفق الضياء حتى كأنما الهواء لم يهب إلا لنكايتها , وكأن الضياء لا يتد فق إلا لأذاها ) ،،
زادت نقمته عليهم وزادت معاناة الغربه عليه وهو وحيداً ،،
وزادت متاعبة فشعر بالكثير من التعب والإرهاق حتى قرر ترك جريدته والخلود للراحة والهدوء ،،
وحاولوا الكثير أن يصدوه عن قراره ولكن الكآبه كانت أخذت منه ما أخذت ،،
فأحاطوه وكرموه للخروج به من حالة الحزن والغربة والكآبه ،،،
وكان أن عملوا له حفلة كبيرة عام 1955 م
بمناسبة مرور خمسة وعشرين عام على صدور ( مجلة السمير ) وسميت الحفلة اليوبيل الفضي ،،،
وقد ألقا قصيدة في هذه الحفلة وهي :
تلك السنون الغاربات ورائي ** سفرٌ كتبت حروفه بدمائي
ما عشتها لأعدها بل عشتها ** لتبين في سيمائها سيمائي
لاحت لي العلياء في آفاقها ** فأردتها درباً إلى العليــاءِ
يا صحب لن أنسى جميل صنيعكم ** حتى تفارق هيكلي حوبائـي
وتقول عيني قد فقدت ضيائي ** ويقول قلبي قد فقدت رجائي
وقد لاقت القصيدة الكثير من التصفيق والإعجاب ،،
ولكن حتى فرحته هذه لم تكتمل حيث أشتد عليه المرض فهزل جسمه كثيراً ،،،
وإنقطع عن عمله في الجريدة فأوقفها ولزم منزلة حتى وافته المنية ،،،
في اليوم الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) للعام 1957 م ،،،
وبذلك تكون العروبة خسرت علماً من أعلامها الأفذاذ ،،
ورمزاً من رموزها الكبار ،،
تقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،،أخوكم المحب :
صدى الكلمات
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن كافة المشاركات التي كتبت بواسطة صدى الكلمات